موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

عسكرة الإمارات لدول القرن الإفريقي.. البحث عن المرتزقة للقتال في اليمن

434

تواصل الإمارات دورها الإجرامي ضمن حرب التحالف بقيادة السعودية على اليمن وسط تأثيرات دامية لا تقتصر على اليمنيين بل وتطال الضفة الأخرى من البحر الأحمر في القرن الأفريقي.

إذ أن الإمارات متورطة في عسكرة دولة القرن الإفريقي من أجل الحرب على اليمن والحصول على المقاتلين ما أدى إلى طغيان المرتزقة.

موقع “أوريان21” الفرنسي نشر تقريراً ألكساندر لوري الباحث في جامعة باريس فانسين، أكد من خلاله أن الإمارات قامت باللجوء إلى مرتزقة من القرن الأفريقي للقتال في اليمن من أجل إنفاذ سياستها.

وقال: إريتريا “دولة منبوذة” رُفعت عنها العقوبات مؤخراً من قبل الأمم المتحدة. تحييدها التام منذ حربها مع إثيوبيا (1998-2000)، لم يترك لها غير مجال ضيق للمناورة وعدد من المحاورين المحدودين للغاية.

ولفت التقرير إلى أن الدعم الإماراتي والسعودي مكّن إريتريا من تفادي العزلة التامة. ومنذ عام 2016، ترافقت مسألة تسليح ميناء عصب كقاعدة للإمارات العربية المتحدة مع إرسال القوات الإريترية الأولى والمتواضعة نحو اليمن. ثم سرعان ما استبدلت هذه القوات على الأراضي اليمنية بوحدات عسكرية من المرتزقة من دول إفريقية أخرى: أوغندا وتشاد وخاصة السودان الذي منيت ميليشياته بخسائر كبيرة (ناهيك عن المعلومات حول تجنيد القُصّر).

ولفت التقرير إلى الوجود الإماراتي في “أرض الصومال” التي انفصلت كجمهورية مستقلة بعيدة الصومال في عام 1991 وهو انفصال غير معترف به من المجتمع الدولي.

وتبحث الدولة الأخيرة التي أعلنت نفسها مستقلة في إفريقيا، عن مداخيل مالية جديدة. أرض الصومال التي بقيت طويلاً متحفظة حول حرب اليمن كانت تتفاوض مؤخراً على السماح بإرساء قاعدة جوية تابعة للإمارات العربية المتحدة في بربرة. وهي ستكون قاعدة خلفية للتحالف المحارب في اليمن والذي تقوده المملكة العربية السعودية.

ولقد وافق برلمان أرض الصومال بـ144 صوتاً في مقابل صوتين رافضين، على إقامة هذه القاعدة، في خطوة أولى نحو اعتراف محتمل بها من قبل بعض الدول.

الوضع في جيبوتي معقّد أيضاً. فالدولة لم تقبل بإنشاء قاعدة عسكرية للتحالف ولا بإرسال وحدات عسكرية جيبوتية إلى اليمن ــــ رغم أنّها تشارك في عمليات خارجية لحفظ السلام. ومن جهة أخرى، فإن القاعدة العسكرية الأميركية التي أنشئت بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول تلعب دوراً مهماً في “الحرب ضد الإرهاب” التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن كما يبرهن على ذلك اغتيال جمال البدوي في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، وهو أحد العقول المدبرة لتفجير المدمرة الأميركية يو إس إس كول عام 2000 في عدن. وهي بذلك تقدم دعماً غير مباشر للتحالف.

تمثل جيبوتي مركزاً رئيساً، جوياً وبحرياً، للأمم المتحدة في المنطقة. انطلاقاً من الميناء أو من مطار العاصمة، تُرسَلُ إلى اليمن مختلف شحنات برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية الأخرى باتجاه ميناء الحديدة أو المطارات اليمنية.

الفرص التي تتيحها السعودية لإيصال هذه المؤن الطارئة قصيرة جداً، ولا تمتد غالباً سوى لبضع ساعات. وكان يفترض أن يُمكّن خروج الحوثيين من الحديدة وفقاً لنتائج مفاوضات السويد في ديسمبر/كانون الأول 2018، من وصول أفضل لهذه المؤن، ما من شأنه دعم خط إنساني بين جيبوتي واليمن. لكن الوضع لايزال غير موثوق ولايزال وقف إطلاق النار في الميناء غير مستقر.

بأية حال، تبقى جيبوتي، بطريقة غير مباشرة، داعمة للتحالف. إذ قطعت الحكومة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في عام 2016، أسوة بالرياض. ولا تزال جيبوتي تساند السعودية في أزمتها مع قطر. كما أنّ القوات القطرية، وهي قوات عزل على الحدود بين جيبوتي وإريتريا، انسحبت مخلفةً مناوشات جديدة من جهتي الحدود في عام 2017.

لا يقتصر أثر حرب اليمن في القرن الإفريقي على التحديات العسكرية. مع تقدم الحوثيين، والقصف السعودي، يخرج السكان من المدن الكبرى نحو القرى، ولكن أيضاً من اليمن نحو الدول المجاورة. وتتحدث إحصائيات للمفوضية العليا للاجئين تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول 2017، وهي الأحدث إلى هذا التاريخ، عن وصول أكثر من 50 ألف شخص إلى سلطنة عمان وقرابة 39 ألف إلى السعودية وأكثر من 37 ألف إلى جيبوتي و40 ألف شخص إلى الصومال (بما فيها أرض الصومال).

عدم توفر المعطيات حول إريتريا، وتهميشها على الساحة الدولية، يمنعان من تكوين نظرة حقيقية حول تداعيات الحرب على هذا البلد. رغم أن العلاقات بين اليمن وإريتريا تتميز بوجود عدة زيجات وعائلات مختلطة بين ضفتي البحر الأحمر3. لطالما استقبل ميناءا البلد، عصب ومصوع، تجمعات لتجار يمنيين، يفترض أن هؤلاء بدورهم، استقبلوا عدة لاجئين يمنيين. وثمة فرضية ثانية تقوم على أنّ الطابع الاستبدادي لنظام هذا البلد حدّ من توافد اللاجئين إليه فيما عدا أولئك الذين لديهم أقارب في الداخل.

خمس سنوات بعد بداية الحرب على اليمن، يبدو الأثر مباشراً على دول القرن الإفريقي. إذ عرفت العَسْكرة بل وما يسميه الباحث رولان مارشال “طغيان حالة الارتزاق”، لفائدة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وإذا كان اللاجئون يساعدون في بعض الحالات على تنشيط الاقتصاد، فإنّ الوضع يتدهور ويهدد استقرار هذه الدول، الضعيفة بالأساس.