موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

“أبو غريب” إماراتي في عدن

98

ليس سجنا أو معتقلا واحدا على شاكلة سجن أبو غريب في العراق إبان فترة الاحتلال الأميركي، بل خمسة سجون تشابه إن لم تفق سوءا هذا المعتقل السيئ السمعة استنسختها الإمارات في مدينة عدن جنوبي اليمن.

مجمل الصورة السابقة كشف تفاصيلها تقرير لوكالة أسوشيد برس، أفاض في رصد الانتهاكات الجنسية التي يتعرض لها المعتقلون في تلك السجون على أيدي القوات الإماراتية ووكلائها، تعاف النفس ذكرها أو سماعها رغم أنها حقائق نقلتها الوكالة على لسان الضحايا، وهي في مجملها استلهام من مدرسة الانتهاكات الجنسية التي شهدها أبو غريب من قبل والتي تقشعر لها الأبدان لكن مرتكبيها هذه المرة ليسوا أميركيين، بل عرب اليد واللسان والسوط.

تستهل الوكالة تقريرها المفصل بمشهد وصول 15 ضابطا إلى سجن بئر أحمد في عدن يتحدثون العربية بلهجة إمارتية، حرصوا على تغطية وجوههم ووضعوا المعتقلين في صفوف وأمروهم بأن يخلعوا ملابسهم ويرقدوا.

وتضيف الوكالة أن هؤلاء الضباط قاموا بعدئذ بتفتيش الأماكن الحساسة لكل سجين، زاعمين أنهم كانوا يبحثون عن الهواتف الخلوية الممنوعة. صرخ الرجال المعتقلون وبكوا. لكنهم كانوا مهددين بنباح الكلاب التي اصطحبها هؤلاء الضباط وضربوهم حتى نزفت منهم الدماء.

وتؤكد الوكالة نقلا عن شهود قابلتهم، تعرض المئات من المعتقلين لإيذاء جنسي مماثل خلال الحدث الذي وقع يوم 10 مارس/آذار الماضي في سجن بئر أحمد في مدينة عدن الجنوبية.

كما توثق نقلا عن الشهود تفاصيل التعذيب الجنسي التي تعرض لها المعتقلون تعتبرها نافذة على عالم من الاعتداءات الجماعية والإفلات من العقوبة في السجون التي تسيطر عليها الإمارات في اليمن.

وقال شهود عيان إن الحراس اليمنيين العاملين تحت إشراف ضباط إماراتيين استخدموا أساليب مختلفة للتعذيب والإذلال الجنسيين. اغتصبوا المعتقلين بينما صور حراس آخرون الاعتداءات. وقاموا بصعق الأعضاء التناسلية للسجناء أو علقوا الصخور بها. انتهكوا آخرين جنسيا بعصي خشبية وحديدية.

وقال أحد المعتقلين هو أب لأربعة أطفال “إنهم يجردونهم من ملابسهم، ثم يربطون أيديهم بقطب فولاذي من اليمين واليسار، بحيث تنبطح أمامهم. ثم يبدأ اللواط”.

وحسب الوكالة فإن هذا المشهد الذي رصدته حدث في شهر مارس/آذار الماضي عندما فتح الجنود زنزانات في الساعة الثامنة صباحا، وأمروا جميع المعتقلين بالدخول إلى ساحة السجن، ثم اصطفوا بها وأجبروهم على الوقوف تحت الشمس حتى الظهر.

ولدى وصول القوة الإماراتية للمكان، كان المعتقلون معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي، اقتيدوا فرادى ومجموعات إلى غرفة حيث كان الإماراتيون حاضرين. وطلب منهم الإماراتيون خلع ملابسهم والاستلقاء. ثم قام ضباط الإمارات بانتهاكات جنسية ضدهم.

وتنقل الوكالة عن أحد المعتقلين قوله للضابط الإماراتي باكيا “أنت تقتل كرامتي”، كما صاح معتقل آخر متسائلا “هل أتيتم لتحريرنا أو نزع ملابسنا؟”، فما كان جواب الضباط الإماراتيين إلى أن قالوا “هذه هي وظيفتنا”.

وقال أحد السجناء “كل ما يمكنني أن أفكر به عندما أوقفني الإماراتيون عاريا هو سجن أبو غريب”،  في إشارة إلى المعتقل السيئ السمعة خارج العاصمة العراقية بغداد حيث ارتكب الجنود الأميركيون انتهاكات ضد المعتقلين خلال حرب العراق.

وقال شاهد آخر للوكالة “كانوا يبحثون عن هواتف محمولة داخل أجسادنا.. هل تصدق كيف يمكن لأي شخص إخفاء هاتف داخل جسده؟”.

ومن داخل أحد سجون عدن، هرّب المحتجزون رسائل ورسومات إلى وكالة أسوشيتد برس حول الانتهاكات الجنسية. تم رسم الرسومات على ألواح بلاستيكية بقلم حبر أزرق.

وتظهر الرسوم رجلا عاريا معلقا بالسلاسل أثناء تعرضه للصعق بالكهرباء، وسجينا آخر يزحف على الأرض محاطا بالكلاب بينما يركله أشخاص عديدون، وتصويرا لاغتصاب معتقلين عراة بعد ضربهم.

وقال معد الرسوم للوكالة إنه تم اعتقاله العام الماضي وكان في ثلاثة سجون مختلفة، مضيفا “لقد عذبوني دون أن يتهموني بأي شيء. وكم تمنيت أن يوجهوا إلي اتهامات اعترف بها لإنهاء تلك المأساة، فقد كنت أتمنى الموت كل يوم”.

وعن مسؤول أمني سابق رفض ذكر اسمه وتورط بنفسه في تعذيب المعتقلين لانتزاع اعترافات منهم، نقلت عنه الوكالة القول إنه “يتم استخدام الاغتصاب كوسيلة لإجبار المعتقلين على التعاون مع الإماراتيين في التجسس”.

وأضاف المسؤول الذي رفض ذكر اسمه لمخاوف أمنية “في بعض الحالات، يقومون باغتصاب المعتقل، وتصويره أثناء اغتصابه، واستخدامه كوسيلة لإجباره على العمل من أجلهم”.

ومن بين السجون الخمسة التي رصدت فيها أسوشيتد برس انتهاكات جنسية، أربعة في عدن، وفقاً لثلاثة مسؤولين أمنيين وعسكريين يمنيين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من الانتقام.

وأحد هذه السجون في قاعدة البوريقة مقر للقوات الإماراتية، والثاني في منزل شلال شاي رئيس أمن عدن المتحالف بشكل وثيق مع الإمارات، والثالث في ملهى ليلي تحوّل إلى سجن يدعى وضاح. الرابع في بئر أحمد.

ويروي سجينان ومسؤولون أمنيون أنهم شاهدوا أفرادا أميركيين، وبعضهم يرتدي الزي العسكري، في قاعدة البوريقة، إلى جانب مرتزقة كولومبيين، لم يستطع المعتقلون القول ما إذا كان الأميركيون مسؤولين حكوميين أو مرتزقة.

وتقول الوكالة إن الإمارات حليف رئيسي للولايات المتحدة، وتم الكشف عن سجونها السرية وتعذيبها على نطاق واسع من خلال التحقيق الذي أجرته في يونيو/حزيران الماضي، ومنذ ذلك الحين حددت الوكالة ما لا يقل عن خمسة سجون تستخدم فيها قوات الأمن التعذيب الجنسي لقمع السجناء وحرقهم.

وطلبت الوكالة تعليقا من وزارة الدفاع الأميركية بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها دولة الإمارات العربية المتحدة قبل عام. لكن الوزارة تجنبت الرد رغم التقارير الموثقة جيدا للتعذيب التي أبلغت عنها هي وجماعات حقوق الإنسان وحتى الأمم المتحدة.

وذكرت أن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية اعترفوا بأن القوات الأميركية تتلقى معلومات استخباراتية من شركاء إماراتيين وشاركوا في استجوابات في اليمن. لكن عسكريا أميركيا قال إنه لا يستطيع التعليق على تبادل المعلومات الاستخبارية مع الشركاء.

وقال مسؤول أمني كبير في سجن ريان في مدينة المكلا رفض ذكر اسمه بسبب مخاوف أمنية، “إن الأميركيين يستخدمون الإماراتيين كقفازات للقيام بعملهم القذر”.

كما نقلت عن مسؤولين أمنيين آخرين القول “إن المرتزقة بمن فيهم الأميركيون موجودون في جميع المعسكرات والمواقع العسكرية الإماراتية، بما في ذلك السجون. مهمتهم هي أساسا الحراسة”.

يذكر أن الولايات المتحدة تقدم أسلحة بمليارات الدولارات، بالإضافة إلى الدعم اللوجستي والاستخباراتي، للتحالف الذي تقوده السعودية.

كما كثفت الولايات المتحدة حملتها بالطائرات المسيرة ضد تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في اليمن. وقال البنتاغون إن القوات الأميركية تساعد القوات الإماراتية واليمنية في ملاحقة عناصر القاعدة بالمدن اليمنية الجنوبية.