موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

بتفاهمات سرية: سفارة فوق العادة للإمارات لدى إسرائيل

252

علمت إمارات ليكس أن تفاهمات سرية بين الإمارات وإسرائيل على التمثيل الدبلوماسي لأبوظبي لدى تل أبيب سيجعل منها سفارة فوق العادة لما تتمتع به من امتيازات.

إذ ستتضمن التفاهمات تشكيل عدة مكاتب لتعزيز العلاقات الإماراتية الإسرائيلية على رأس ذلك التنسيق الأمني والاستخباري والتواصل عالي المستوي بين قيادي الدولتين.

وافتتحت الإمارات أمس الأربعاء رسميا سفارتها في تل أبيب، بمشاركة حشد كبير من المسؤولين الإسرائيليين والإماراتيين.

وجاءت الخطوة بعد نحو أسبوعين على افتتاح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد سفارة إسرائيل في أبو ظبي وقنصلية في دبي.

وتقدم المشاركون في افتتاح سفارة الإمارات الرئيس الإسرائيلي الجديد إسحاق هرتسوغ، الذي قام إلى جانب السفير الإماراتي محمد آل خاجة بقص الشريط، ومريم المهيري وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي الإماراتية ولابيد.

ويقع مقر السفارة في مبنى البورصة الجديد في تل أبيب. ويسلط مكانها في قلب الحي المالي لإسرائيل الضوء على الدور المركزي للتعاون الاقتصادي في الاتفاق بين البلدين.

وزعمت المهيري أن افتتاح السفارة الإماراتية “يمثل علامة فارقة وسيسهل تبادل المعارف والخبرات عبر مختلف القطاعات الحيوية، ونتطلع إلى تعزيز التعاون بما يسهم في تحقيق رؤيتنا”.

وقال آل خاجة الذي وصل إلى إسرائيل قبل بضعة أسابيع، وأقدم على خطوات مثيرة للجدل، منها حصوله على مباركة كبير حاخامات اسرائيل، وحضور مباراة لفريق بيتار القدس العنصري: “حان الوقت لنهج وتفكير جديدين لتحديد مسار أفضل لمستقبل المنطقة”…

وتابع “نأمل في أن يمثل افتتاح سفارة دولة الإمارات في تل أبيب حجر زاوية في العلاقات المتنامية بين بلدينا وشعبينا”.

ومثل آل خاجة سفيرا فوق العادة لتكريس عار التطبيع عبر أنشطة غير معتادة دبلوماسيا تعزز الدعم المعنوي لتل أبيب.

واختار آل خاجة مؤخرا أشد الأوقات حساسيةً لدى الفلسطينيين، وأحرار العالم المتضامنين معهم، عقب مجازر إسرائيل في غزة ليرتكب “نشاطات” أقل ما يقال فيها أنها تجاوزت حدود التطبيع.

وجاءت نشاطات آل خاجة نكايةً بانتصار المقاومة الفلسطينية، ولإظهار التعاطف الفجّ مع الشقيق “الإسرائيلي” ضدّ العدو “الفلسطيني”.

واضح أن آل خوجة سفير “تحت العادة”، لأن سفراء ما فوقها يتأبّون زجّ أنفسهم في أنشطةٍ شكليّة، كحضور مباراة نهائي كأس إسرائيل لكرة القدم برفقة الرئيس الإسرائيلي.

إلا إذا كان المقصود أن سفير الإمارات حرق مراحل التطبيع برمّتها، ولم يبق ما يملأ فيه ساعات ضجرِه غير حضور مباراةٍ لا ينحاز فيها إلى فريقٍ على حساب آخر.

أو لأنّ آل خاجة كان بصدد أن يبحث عن أي فوزٍ يعوّضه عن خسارته بهزيمة الآلة العسكرية الإسرائيلية في غزّة.

من غير المفهوم أن يتجاوز سفير الإمارات أحزان غزّة على ضحاياها، ويختار عوضاً عن ذلك أن يلهث وراء حاخام إسرائيل الأكبر شالوم كوهين، في منزل الأخير في مدينة القدس (غير المحتلّة بالنسبة إلى السفير الإماراتي)، للتبرّك به، وليتجاذبا معاً أطراف الحديث عن “الاتفاقات الإبراهيمية ومدلولاتها التاريخية”.

فضلا عن ذلك دعت جمعيات استيطانية إسرائيلية متطرّفة السفير الإماراتي إلى المشاركة في اقتحام المسجد الأقصى، بدليل أن آل خاجة نفسه لم ينفِ الخبر.

بل إن وسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن السفير الإماراتي وافق على قبول دعوة الجمعيات الاستيطانية اليهودية للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى.

ويرى مراقبون أن حماسة آل خاجة التي تجاوزت أنشطة التطبيع بمراحل، لا تصدر عن بنات أفكار محض سفير “تحت العادة”، بل ثمّة أوامر “فوق العادة” تحرّكه من هناك، تطالبه بحرق المراحل كلّها، وصولًا إلى النوم مع إسرائيل في فراش واحد.

فالمطلوب إماراتيا في هذه المرحلة “الرغاليّة”، إعادة إعمار إسرائيل، لا غزّة، بالنسبة إلى الإمارات ومن سلك مسلكها، لا بالمعنى الإنشائي البحت.

كما أن المطلوب إماراتيا إعادة ترميم صورة إسرائيل التي هشّمها عدوانها أخيراً على غزّة أمام العالم الذي بدأ يستيقظ على خديعته الكبرى بهذا الكيان العنصري الذي هيّأ له كل أسباب الديمومة والطغيان، فاكتشف أنه كان يربّي وحشاً ضارياً قابلاً للفتك والابتلاع.

المطلوب إعادة الاعتبار لإسرائيل وإظهارها بمظهر الدولة “المتحضّرة”، “الدافئة” التي تحرص على بناء المساجد لأقليتها العربية، بصرف النظر عن عنصريّتها التي كشفت عن مخالبها حيال هذه الأقلية إبّان العدوان على غزة والقدس.

وكذلك المطلوب أن يقال للفلسطينيين بلسان “عربي” ينطق عن “الغوى”: لا تحلموا بأن يحقق انتصاركم في غزّة أيّ مكاسب ترجونها؛ لأننا نحن العرب حسمنا اصطفافنا إلى جانب إسرائيل، ولن يوقف قطار تطبيعنا معها أيّ عراقيل تتصل بدمائكم القاطرة من طائراتها ومدافعها.

وعود الإعمار الإماراتي لإسرائيل سبقت إعمار الصورة، عندما أعلنت أبوظبي عزمها على استثمار عشرة مليارات دولار في إسرائيل قبل العدوان.

غير أن مؤامرة الإمارات التي يقودها آل خوجة حاليا تعد استثماراً أدهى وأمرّ، فهو استثمار معنويّ لا يقدّر بمال بالنسبة إلى إسرائيل التي تجد في أبوظبي أكبر عون ضدّ العرب.