موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إسرائيل: أبعاد سياسية وراء التعاون مع الإمارات في مواجهة فيروس كورونا

182

اعتبر المستشرق الإسرائيلي محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي “جاكي خوجي” أن هناك أبعادا سياسية لا تخطؤها العين وراء التعاون بين تل أبيب ودولة الإمارات لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وقال “خوجي” في مقال بصحيفة “معاريف” العبرية، إن التعاون بين وزارتي الصحة الإسرائيلية ونظيرتها الإماراتية يعني في النهاية اتصالا حكوميا، مشيراً إلى أن هناك سرا خلف هذه القصة، يجعل هذا التعاون محاطا بجدار كبير من السرية، ربما لأن الأجهزة الأمنية في البلدين تعمل تحت ستار من التكتم.

وأضاف أنه “في ذلك الوقت أي في عقد التسعينات من القرن العشرين ولسنوات عديدة تم افتتاح ممثلية تجارية إسرائيلية رفيعة المستوى في إمارة دبي، وهو ما يوصلنا إلى خلاصة القول في الإشارة إلى أن تل أبيب تسعى من تعاونها هذا مع أبوظبي إلى توطيد علاقاتهما، ولكن لعل هذا التعاون هو خطوة البداية”.

وأشار إلى أن “إسرائيل تأمل بإصدار بيان نادر من أبو ظبي يعبر عن علاقات دافئة بين الحكومتين، مع وجود فرضية تتحدث عن إجراء اتصالات من شركات إسرائيلية خاصة بمؤسسات خاصة في أبو ظبي، مع العلم أن هذا الإعلان الإسرائيلي الإماراتي عن التعاون في مواجهة كورونا لا يحمل جديدا، حيث يقوم الإسرائيليون والإماراتيون بأعمال تجارية، بموافقة من حكوماتهما منذ التسعينيات”.

وختم بالقول إن “الإسرائيليين يتساءلون: إذا كان هذا التعاون بين إسرائيل والإمارات خدمة للبشرية لمواجهة هذا الوباء، حسب كلام هند العتيبة، فلماذا السرية إذن، أما إذا كان كل شيء على ما يرام، وكانت هناك اتصالات متبادلة، فماذا تنتظر إسرائيل والإمارات”.

والأسبوع الماضي وقعت “مجموعة 42″، الإماراتية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، مذكرتي تفاهم مع شركة “رافاييل” للأنظمة العسكرية المتقدمة وإسرائيل لصناعات الطيران والفضاء “أي ايه أي”، وهما من كبار الشركات التكنولوجية الإسرائيلية، من أجل التعاون في مجال البحث والتطوير وإيجاد حلول فعالة لمكافحة فيروس سارس – كوفيد 2 المسبب لجائحة كوفيد 19.

وقالت إذاعة الجيش الاسرائيلي (جلتس)، إن الشركتين هما شركة “الصناعات الإسرائيلية الجوية”، وشركة “رفائيل” (الحكوميتان).

وأوضحت الإذاعة، في تغريدة عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أنّ “الشركتين الإسرائيليتين، وقعتا الاتفاقية مع مجموعة 42 الإماراتية”.

وتتبع الشركتان المذكورتان، وزارة الدفاع الإسرائيلية، وتزود الجيش بالمعدات والصواريخ وأنظمة الدفاع العسكرية.

وأعلنت الإمارات رسميا في 26 يونيو/حزيران الماضي، إطلاق مشاريع مشتركة مع إسرائيل في المجال الطبي ومكافحة “كورونا”، وفي اليوم نفسه، كشفت وسائل إعلام عبرية أن أبوظبي زودت إسرائيل، بـ100 ألف جهاز فحص للفيروس.

جاء ذلك، بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تعاون إسرائيلي مع الإمارات في مجال مكافحة كورونا، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.

ومنذ أشهر سعت الإمارات إلى استثمار جائحة كورونا، لزيادة وتيرة تطبيعها مع إسرائيل على حساب القضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة تعد الأصعب في تاريخها منذ نكبة عام 1948.

يأتي هذا رغم إعلان إسرائيل عزمها ضم 30 بالمئة من مساحة الضفة الغربية المحتلة (غور الأردن والمستوطنات) إلى سيادتها، بحسب تصريحات سابقة لنتنياهو.

ومؤخرا عمد الإعلام الإسرائيلي على تمجيد ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد على خلفية تورطه بتكريس عار التطبيع مع إسرائيل في وقت واصل مغردون إماراتيون انتقاد جريمة التطبيع.

وأرجعت صحيفة “كلكيلست” العبرية التطور الكبير الذي طرأ على تطبيع الإمارات مع إسرائيل إلى صعود نجم محمد بن زايد، مبرزة أنه يقف وراء كلّ مظاهر تعزيز العلاقات بين البلدية.

وفي تقرير “بروفايل” بعنوان “سلطان الظلال” أعدّه الصحافي دورون بسكين، أشارت الصحيفة إلى أن تفجر ثورات الربيع العربي يُعدّ التطور الأبرز الذي دفع بولي العهد الإماراتي إلى بناء علاقات مع إسرائيل، لافتة إلى أن بن زايد قرّر تعزيز علاقات الإمارات بإسرائيل، وتكريس التعاون الأمني معها بهدف مواجهة “الإسلام المتطرف” وإيران.

ونقلت الصحيفة عن بن زايد قوله لعدد من قادة اليهود الأميركيين: “الإمارات وإسرائيل تقفان في نفس الخندق في مواجهة إيران”.

وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما قاله وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش الأسبوع الماضي أمام مؤتمر “اللجنة اليهودية الأميركية” (AJC) حول أن اعتراض الإمارات على الضم لا يعني عدم مواصلة التعاون معها في قضايا مدنية، لا سيما في مواجهة كورونا والتعاون في المجال التكنولوجي. ولفتت إلى حقيقة أن قرقاش يُعدّ “أرفع مسؤول عربي يتحدث أمام جمهور يهودي حتى الآن”.

“وبحسب الصحيفة، فإنّ خلاصة المقال الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” للسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، تتمثل في أن الإمارات ستواصل تطوير العلاقات مع إسرائيل من دون أن تكون تل أبيب مطالبة بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضمنها القدس المحتلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن بوادر حسن النية التي تطلقها الإمارات تجاه إسرائيل واليهود تمثلت أيضاً في سماحها لطلاب الجالية اليهودية في الإمارات بتعلم التلمود والتوراة.

وشددت الصحيفة على أن وصول جماعات الإسلام السياسي للحكم في مصر وتونس في أعقاب ثورات الربيع العربي مثّل سيناريو الرعب الذي فزع منه بن زايد، وهو ما دفعه إلى اتخاذ خطوات عدة، منها شنّ حملات اعتقال داخل الإمارات ضد الأشخاص الذين يشتبه في انتمائهم إلى هذه الجماعات، وفي الوقت ذاته العمل على إسقاط حكم الرئيس المصري محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

ووفق “كلكيلست”، فقد عمل بن زايد بشكل مكثف من أجل إسقاط مرسي والدفع ببديل عن حكمه، خشية أن يتمكن الإسلاميون من السيطرة على الجيش المصري.

وتتبعت الصحيفة الخطوات التي أقدم عليها بن زايد لإطاحة مرسي، لا سيما قيامه بدفع ملايين الدولارات لجماعات مصرية تعارض حكم الإخوان إلى جانب تمويله حملات دعائية داخل مصر لنزع الشرعية عن حكم مرسي.

ولفتت إلى أن أبو ظبي كانت أول من اعترف بشرعية الانقلاب الذي قاده عبد الفتاح السيسي ضد مرسي، وكانت ضمن الدول الخليجية التي أرسلت 23 مليار دولار لدعم نظام السيسي بعيد الانقلاب، مشيرة إلى أن الإمارات دفعت منذ ذلك الوقت عشرات المليارات من الدولارات لتأمين استقرار النظام.

ووفق المصدر عينه، فقد اعتمد بن زايد استراتيجية واضحة تقوم على المشاركة والاصطفاف في كلّ مواجهة يكون الإسلام السياسي طرفاً فيها، مشيرة إلى أن هذا يُعدّ أهم مسوغات عدائه لكلّ من تركيا وقطر. ورأت أن العداء للإسلام السياسي هو الذي دفع بن زايد لإعادة علاقات الإمارات بنظام بشار الأسد.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى بن زايد لديه كثير من الطموحات ويمتاز بالصبر والتصميم، والاستعداد لاستخدام كلّ الوسائل من أجل تحقيق أهدافه، مستدركة أنه يفضل العمل في الخفاء ومن وراء الكواليس، “مما جعل من الصعوبة بمكان أن تعثر على تصريحات رسمية منسوبة له”.