موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

صحيفة لوموند: الإمارات تغذي الصراع في السودان خدمة لأطماعها

732

حذرت صحيفة “لوموند” الفرنسية من تأثير سلبي لدول إقليمية في الاقتتال الحاصل في السودان، مبرزة على وجه الخصوص دولة الإمارات التي “تلعب دورًا خطيرًا في تغذية الصراع”.

وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته “إمارات ليكس”، أن كل من الإمارات والسعودية ومصر دعوا إلى التهدئة في السودان في ظل القتال الدائر بين قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي) لكن ذلك للاستهلاك الإعلامي فقط.

وتدعو البيانات الرسمية للدول الثلاث بشكل مستمر، طرفي الأزمة في السودان، إلى التهدئة ووقف القتال والعودة إلى المسار السياسي لحل الخلافات.

وأكدت لوموند أن دول الإمارات ومصر والسعودية باتت في أعين بعض السودانيين “جزءًا من المشكلة وليس الحل”، بعدما لعبت دورًا “خطيرًا بعد سقوط، عمر البشير، بدعمهم للعسكريين الاثنين المتنازعين حاليًا في السودان”.

وأشارت إلى أن الرياض وأبوظبي، وجدتا في سقوط البشير فرصة لاستعادة موطئ قدم في السودان على حساب قوى إقليمية منافسة مثل قطر وتركيا، وظهر ذلك على هيئة استثمارات من البلدين بعشرات المليارات من الدولارات ودعم للحكم العسكري.

ولفتت الصحيفة إلى أن “السعودية كانت دائما ما تدعم الجنرال البرهان”، بينما “غذت الإمارات طموحات حميدتي وشجعت صعوده في وجه القوى الإسلامية”.

وتسبب الصراع المندلع في السودان منذ 15 أبريل الجاري، في مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة الآلاف من المواطنين، فيما شهدت العاصمة الخرطوم موجة نزوج كبيرة، واستقبلت دول الجوار الآلاف من الأشخاص الفارين من القتال.

وتخطط دولة الإمارات إلى إغراق السودان في دوامة لا نهائية من الفوضى كبديل عن فشل الانقلاب الذي دعمته عبر ميليشيات قوات الدعم السريع.

وتبرز مصادر سودانية أن الإمارات تدرك أن مشروعها الانقلابي في السودان قد فشل وشبع فشلا بعد دخوله الأسبوع الثالث.

لكن المصادر تحذر من الإمارات لديها ولمن يستخدمها أهدافا أخرى لصناعة الفوضى ووضع اللادولة في السودان من أجل لي ذراع مصر لحساب إثيوبيا ولأجل خلق مخاطر على البحر الأحمر تؤثر على الرؤية الاقتصادية السعودية المنافسة لاقتصاد أبوظبي.

ومن المعروف أن أي انقلاب عسكري يعتمد بشكل كلي على تسلسل أحداثه بعمليات خاطفة لا تتعدى في حدودها القصوى الساعات لكي ينجح ويضمن تحول الولاءات وإذا اختل في إحدى مراحله فإن من شأنه إحباط العملية برمتها وهذا ما وقعت فيه قوات الدعم السريع.

إذ قرر قائد قوات الدعم السريع حميدتي تنفيذ انقلاب مكتمل الأركان على شريكه في المجلس السيادي بخطة محكمة تبدأ بتحييد سلاح الجو وإسقاط الخرطوم من الداخل وإحكام السيطرة على القيادة العامة والتلفزيون.

وبالفعل كانت المحطة الأولى للانقلاب هي السيطرة على مطار #مروي لما يمثله من أهمية قصوى في إنعاش الانقلاب.

وتكمن أهمية مطار مروي في أنه قاعدة جوية استراتيجية تمثل للجنجويد مركز قيادة سلاح الجو المخطط له أن يهيأ لاستقبال الطيران الحربي من ليبيا وتدفق الأسلحة النوعية الإماراتية عبر عميلها خليفة حفتر إضافة إلى استقبال مرتزقة تشاد وڤاغنر للتعزيز والإسناد.

وقد تمكنت ميليشيات حميدتي أيضا من الوصول إلى مطارات الخرطوم وبورتسودن و الأبيض وشل حركتها كلياً و استمر في إعاقة حركة الطيران حتى المدني منه، لكن و في الأثناء فوجئت ميليشيات الدعم السريع بسلاح الجو يقصف مواقعها بلا هوادة منطلقاً من قواعد الجيش البديلة في أرجاء البلاد.

قصف سلاح الجو أربك ميليشيات الدعم السريع إذ أن تحييده يمثل الخطوة الأولى للانقلاب كما أنه أجبر حميدتي على عدم الظهور وهو المهووس بالاستعراض في المواقع التي تصل إليها ميليشياته واكتفى عوضاً عن هذا الاختباء بتكثيف ظهوره الصوتي على القنوات لرفع معنويات عناصره.

وقد فشل تحييد سلاح الجو أوقف أيضاً حشود الدعم السريع التي كان مقررا لها أن تنطلق من دارفور في أرتال عسكرية مكونة من مرتزقة تشاد ومالي والنيجر وهم مرتزقة عبارة عن شركات أمنية تابعة للإمارات وشاركوا في حروب حفتر في ليبيا ويشاركون في حماية نهب الذهب لحساب حميدتي.

بموازاة ذلك برز نشاط السفير الاماراتي في السودان في تفجير الوضع من الداخل عبر شراء الولاءات القبلية و محاولة شراء ولاء ضباط في الجيش لإعلان الانشقاق والانضمام للدعم السريع وقد نجح نسبيا في شراء صمت وتواطؤ بعض أعيان الولايات وفشل في إحداث انشقاقات تذكر في الجيش.

ولم تنته القصة بعد لكن انقلاب حميدتي كما خطط له قد فشل في نسخته الأولى وتحول من خطة خاطفة تنتهي خلال 24 ساعة على أقصى تقدير بإعلان البيان الأول إلى حرب مفتوحة لا يدري كيف ينهيها وأصبح حاله كمن قفز قفزة في الظلام لا يدري أين يهبط ويعول على إطالة صناعة الفوضى حتى الخروج بتسوية.