موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق بريطاني: الإمارات تتآمر إقليميا لعزل قطر وتقويض مكانتها

180

كشف تحقيق بريطاني أن دولة الإمارات تتآمر منذ أعوام على الساحة الإقليمية لعزل قطر وتقويض مكانتها لاسيما بمجلس التعاون الخليجي.

وقال التحقيق الذي نشرته صحيفة (Daily Times) إن أبو ظبي ترى أن مصلحتها الأساسية في أن ترى قطر معزولة عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي.

وذكر أنه لهذا الغرض ظلت بصمات الإمارات واضحة في توجيه السعودية لخلق أزمة مع قطر في عام 2017.

وجاء في التحقيق: عندما تحرك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى جانب حاكم الإمارات محمد بن زايد ضد قطر في أواخر عام 2017 كانت لائحة الاتهام ضد الدوحة فضفاضة وغير منطقية.

إذ تم اتهام الدوحة بدعم طموحات إيران، ودعم الجماعات الإسلامية، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين.

اعتقد جيران الدوحة العرب أنه من خلال فرض هذا الحصار، يمكنهم إجبار قطر على التوقف عن سياستها الخارجية الطموحة واتباع خط جيرانها الأكبر.

تعزيز مكانة قطر

لكن خلال فترة الحصار، وقعت قطر اتفاقيات عسكرية وأمنية واقتصادية وتجارية جديدة مع دول أخرى مختلفة.

كما أظهر الاقتصاد القطري معدل نمو مثير للإعجاب.

ولا تزال الأسس الاقتصادية لدولة قطر قوية كما يتضح من تصنيفاتها المرتفعة عبر وكالات التصنيف الكبرى.

تم إجراء إصلاحات في الآونة الأخيرة بين قطر والكتلة التي تقودها السعودية حيث تم إدراك أن الحصار أثبت أنه غير فعال أو أنه أدى إلى نتائج عكسية.

جاء هذا الإعلان قبل انعقاد القمة الـ 41 لمجلس التعاون الخليجي التي عقدت في 5 يناير في مدينة العلا شمال غرب السعودية.

كانت الرسالة التي تم نقلها من خلال القمة هي أن الخليج يبدو موحداً مرة أخرى، وعودة قطر إلى مجلس التعاون الخليجي.

كان رمز هذا الاتحاد احتضان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ظهرت قطر الرابح الواضح في كل هذه الحلقة، إذ تمكنت من الحفاظ على سياستها الخارجية المستقلة وعززت سيادتها.

سمح الحصار لقطر بفك ارتباط سياستها الخارجية عن دول مجلس التعاون الخليجي التي تهيمن عليها السعودية.

ونجحت في تعزيز العلاقات الاستراتيجية الجديدة، لا سيما مع تركيا.

موقف قطر أكثر فائدة الآن مما كان عليه في بداية الحصار.

ولم يقتصر الأمر على اضطرار السعوديين والإماراتيين إلى التراجع عن مطالبهم بشأن حل الأزمة الخليجية.

 لكن كان عليهم أيضًا التنازل عن استقلالية قطر المتزايدة ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي.

مصير قطر الآن سيكون مختلفا عن بقية دول الخليج، فقد أوضحت أن دول مجلس التعاون الخليجي لم تعد أداة لنهج موحد للسياسة الخارجية.

لقد تم تأسيسها من خلال التطورات الأخيرة أن دول مجلس التعاون الخليجي منظمة فضفاضة بدون أي قيود قانونية، مما يعني أن توقعات المجلس من أعضائه ضمنية إلى حد كبير.

كما أن الدوحة قادرة على إيصال رسالة قوية إلى منافستها القوية الإمارات باعتبار أن إنهاء الأزمة الخليجية يوجه ضربة لأجندة أبوظبي.

كان من مصلحة أبو ظبي أن ترى قطر معزولة عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي، حيث أن الإمارات تتبع أجندتها على جميع الحسابات.

مما يعني أن توقعات المجلس من أعضائه ضمنية إلى حد كبير.

نادرًا ما غيّرت أي دولة شخصيتها تمامًا في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن كما فعلت قطر.

تحظى الدوحة الآن بمكانة دولية مرموقة كوسيط إقليمي ودولة مهمة في ديناميكيات القوة الإقليمية.

خلال ما يقرب من ثلاث سنوات ونصف من الحصار، اتبعت قطر نهجًا ناضجًا للغاية.

وعلى الرغم من الأوقات الصعبة تعد قطر واحدة من أكثر الاقتصادات تنافسية وقوة في المنطقة بسبب القيادة الحكيمة وبعيدة النظر.

تتمتع الدوحة بكل الإمكانيات لتصبح مفاوضًا ومحكمًا بارزًا في المنطقة حيث تتمتع بعلاقات قوية مع جميع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة.

تؤكد كل هذه الحقائق أن مؤامرات الإمارات لعزل قطر وتقويض مكانتها لم تحقق سوى الفشل الذريع وارتدت سلبا على أبوظبي.