موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

استفتاء تونس: الكشف عن دور مشبوه للإمارات لتمرير دستور قيس سعيد

398

كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تمويل دولة الإمارات حملات دعائية في تونس داعمة لتمرير الدستور المقترح من رئيس الجمهورية قيس سعيد.

وأبرزت المصادر بحسب ما نقل موقع”المراقب التونسي” رصد تمويلات مشبوهة من الإمارات في حملات عدد من الجمعيات والأشخاص المساندين للدستور وحشد التصويت الشعبي الداعم له.

وذكرت المصادر أن الإمارات تعتقد أن تمرير دستور قيس سعيد بمثابة انتصار كبير للثورة المضادة التي قادتها على مدار سنوات في تونس لإفشال التجربة الديمقراطية في مهد ثورات الربيع العربي.

ويستعد سعيد لعرض مشروع الدستور الجديد على الاستفتاء الشعبي غدا من دون تحديد نسبة حسم ولا سقف مشاركة انتخابية وسط مقاطعة حزبية لافتة، ما يجعل الدستور أمام طريق مفتوح للمرور دون عقبات لكن مع توقعات بمقاطعة شعبية واسعة.

وسيكون مشروع الدستور الجديد بديلاً لدستور عام 2014 الذي تمّت صياغته بشكل تشاركي عقب الثورة، علما أنه نُشر في الجريدة الرسمية في 30 يونيو/حزيران الماضي، ولحقته تعديلات مفاجئة خلال الحملة الدعائية يوم 8 يوليو، وذلك لإصلاح 46 فصلاً شملت مختلف أبواب الدستور وبنوده.

ويمضي سعيد في الاستفتاء، على الرغم من مقاطعة غالبية الطيف الحزبي في البلاد، ومعارضة طيف مدني ومجتمعي واسع لمسودة الدستور التي يبدو أن رئيس الجمهورية صاغ نسختها الأخيرة بنفسه.

وذلك بعدما تخلى عن مقترح لجنة الصياغة الدستورية التي عيّنها لكتابة نص الدستور الجديد، برئاسة الصادق بلعيد.

ويعد الاستفتاء المرتقب على الدستور الجديد أولى مراحل الانتقال الهيكلي الذي يؤسس له سعيّد وأعلنه منذ عام، وذلك في 25 يوليو 2021، حين أقدم على تجميد عمل البرلمان وحلّ حكومة هشام المشيشي، ليقدم بوضوح في سبتمبر/ أيلول الماضي على تعليق العمل بغالبية بنود دستور 2014، ما مكّنه من توسيع سلطاته بشكل كبير.

وعاب خبراء ومعارضون تونسيون تفادي سعيّد التنصيص في مرسوم الاستفتاء على نسبة مشاركة محددة من الجسم الانتخابي البالغ 9 ملايين و296 ألف شخص في قائمة المسجلين للمشاركة في الاستفتاء الدستوري، بحسب هيئة الانتخابات الوطنية.

فيما لم يشر إلى نسبة الحسم المعتمدة بين الأغلبية المطلقة (50 زائد واحد) أو أغلبية معززة (الثلثان مثلاً)، وإن كان قبول الدستور باحتساب أغلبية المشاركين في الاستفتاء أو أغلبية الناخبين المسجلين.

وقبل يومين احتشد آلاف التونسيين، في مسيرة دعت لها جبهة الخلاص الوطني (تضم أحزاباً ومبادرات أهمها حركة النهضة، وقلب تونس، وائتلاف الكرامة، ومبادرة مواطنون ضد الانقلاب)، وانطلقت من ساحة الباساج إلى شارع الحبيب بورقيبة.

وذلك بحضور عدة شخصيات وقيادات حزبية، للمطالبة بإسقاط الاستفتاء على الدستور ورفضاً لإجراءات الرئيس قيس سعيّد منذ 25 يوليو/تموز 2021.

ورُفعت عدة شعارات مطالبة بإسقاط الاستفتاء، منها “يسقط يسقط الانقلاب”، “لا استفتاء، لا استشارة، فلوس الشعب ذهبت خسارة”.