موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق ألماني: العلاقات الشخصية والأموال سبيل تلقي لقاح كورونا في الإمارات

194

أكد تحقيق ألماني أن العلاقات الشخصية والأموال هي سبيل تلقي لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد في الإمارات.

وشدد التحقيق الذي نشره موقع دويتشه فيله DW الألماني، على عدم صحة ترويج الإمارات لوجود ما يسمى بـ “سياحة اللقاحات” في دبي.

وقال التحقيق: ما لم تكن لديك علاقات شخصية مع أفراد من الأسرة الحاكمة في دولة الإمارات فمن غير المحتمل أن تكون قادرا على إضافة اسمك إلى قائمة الانتظار للحصول على لقاح COVID-19 أثناء قضاء إجازتك في دبي “.

وعندما اتصلت DW بأحد وكلاء السياحة والسفر الألمان للسؤال عما إذا كان من الممكن قضاء عطلة في الإمارات تشمل الحصول على اللقاح هناك، قال “إن الأمر لا يعدو كونه دعاية إعلامية” و”لا توجد سياحة لقاحات في دبي، على الأقل في الوقت الحالي”.

يقول أحد العاملين في القطاع السياحي في دبي “إن المقيمين في الإمارات فقط يمكنهم الحصول على التطعيم”.

وأضاف “نحن فقط ننظم العطلات هنا. لكن يمكنني أن أعطيك رقم هيئة الصحة في دبي ويمكنك أن تسألهم”.

فيما قال وكيل سفريات في لبنان لـ DW: “يمكنني حجز رحلة الطيران والفندق ولكن ليس لدي أي فكرة عن التطعيم”.

وبدأ التطعيم ضد كورونا في دبي في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

بحلول منتصف شهر مارس/ آذار، قامت الإمارات بتلقيح أكثر من 60 بالمائة من سكانها البالغ عددهم حوالي 10 ملايين نسمة.

وصرح المسؤولون في دبي أنه بحلول نهاية عام 2021 سيكون كل سكان البلاد البالغين قد حصلوا على اللقاح.

شروط الحصول على اللقاح

أعيد فتح دبي أمام السائحين في يوليو/ تموز عام 2020 .

وقد ساهم قطاع السياحة شديد الأهمية بشكل مباشر بنسبة 11,5 بالمائة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في عام 2019.

لكن القواعد الآن واضحة، حيث يمكن فقط للمقيمين والمواطنين الحصول على التطعيمات هناك.

يأتي ذلك رغم من التقارير الأخيرة المتداولة في وسائل إعلام دولية تفيد بأن النخب الثرية من خارج البلاد تمكنت من الحصول على التطعيم في الإمارات.

وكانت تقارير نشرت في فبراير/ شباط في صحف بريطانية قد أشارت إلى أن مقدم خدمات الكونسيرج الراقي في المملكة المتحدة “نايتسبريدج سيركل” (وهي التي تقدم خدمات العناية الفائقة بالعملاء وكل ما يختص بالسفر والرحلات والإقامة الفندقية المتميزة)، يمكن أن تنظم عطلات فاخرة في دبي، تشمل الحصول على اللقاح.

عندما وجه الصحفيون أسئلتهم إلى نايتسبريدج سيركل، قالت الشركة إنها تقدم هذه الخدمات فقط للمقيمين في الإمارات، وإنها تمكنت من ترتيب عملية الحصول على لقاح سينوفارم للأجانب في دبي بتكلفة 10 آلاف جنيه إسترليني (حوالي 11640 يورو ، أو 13874 دولار) لكنها رفضت الإدلاء بمزيد من التفاصيل.

واليوم، فإن البريطانيين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما مؤهلون للحصول على التطعيم في بلدهم، لذلك من الصعب معرفة سبب ذهابهم إلى دبي للحصول على التطعيم.

علاقات شخصية وأموال!

تصدرت عناوين أخرى عدداً من الصحف تحدثت عن مصرفيين ومديرين تنفيذيين ذوي علاقات قوية ونافذة، بل وحتى أفراد من العائلة المالكة الإسبانية سافروا إلى الإمارات وزُعم أنهم استخدموا علاقاتهم مع كبار المسؤولين أو أفراد من العائلة الحاكمة في الإمارات للحصول على اللقاحات.

وشمل ذلك رئيس أكبر صندوق معاشات تقاعدية في كندا، مارك ماشين، الذي استقال في فبراير/شباط بعد أن تم تطعيمه في دبي على الرغم من نصيحة حكومته بعدم السفر.

وأثار سياسيون من الشرق الأوسط أيضا غضبا شعبيا بعد أن تم تطعيمهم في دبي.

لكن هؤلاء عادة ما كانوا يحصلون على العلاج والأدوية لأنهم يحملون إقامة مزدوجة أو بسبب علاقاتهم مع جهات إماراتية رفيعة المستوى.

وفي مارس/آذار، تم فتح باب الحصول على التطعيمات في دبي لأي شخص يبلغ من العمر 40 عاما أو أكثر، ويحمل تأشيرة إقامة في الإمارة.

وفي دبي، المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة، هناك ثلاثة لقاحات مختلفة قيد الاستخدام حالياً: سينوفارم الصيني، وفايزر-بيونتك من ألمانيا، وأكسفورد-أسترازينيكا من المملكة المتحدة، وهي متاحة في 120 مركزا وعيادة للتطعيم.

في الواقع، فإن الطريقة الوحيدة المزعومة لمعظم الناس للحصول على اللقاح في دبي هي أن يكونوا من حاملي الإقامات.

والترويج ل”سياحة اللقاحات” أحدث خطوة من جانب دبي لمحاولة جذب المزيد ممن غادروها للعودة إلى العيش فيها.

والغالبية العظمى من سكان دبي أجانب ترتبط إقاماتهم في كثير من الأحيان بعملهم هناك.

لكن وبسبب فقدان الوظائف المرتبط بتفشي وباء كورونا، اضطر كثير من المقيمين الأجانب إلى مغادرة الإمارات.

في هذا الشهر مارس/ آذار، أفادت وكالة ستاندارد آند بورز للتصنيف الإئتماني أن عدد سكان دبي قد انخفض بنسبة 8,4 بالمائة خلال عام 2020.