موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: النفوذ والنفط سر دعم الإمارات حليفها خليفة حفتر لإشعال الفوضى في ليبيا

436

يدعم النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة حليفه المرتزق خليفة حفتر وميليشياته المسلحة لإشعال الفوضى في ليبيا وتقويض إحلال الاستقرار وبناء مؤسسات الدولة.

وتدعم الإمارات حفتر وميليشياته المسلحة بالعتاد العسكري والمال إلى جانب محاولة تلميع صورته والدفاع عن حملته العسكرية باتجاه العاصمة الليبية طرابلس في إعلامها الرسمي.

ويعود سر هذا الدعم من الإمارات لحفتر خدمة لأطماعها في النفوذ والتوسع الإقليمي عبر جعل نظامها الحاكم أحد المؤثرين إقليميا في ليبيا.

كما تسعى الإمارات إلى نهب ثروات ومقدرات ليبيا خاصة ما يتعلق بالنفط الذي ارتفعت أسعاره لأعلى مستوى لها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، بسبب مخاوف المضاربين من تداعيات الحرب التي تقودها مليشيات حفتر ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً في طرابلس.

وتدور المخاوف من احتمالات أن تؤدي تحركات قوات حفتر لاحتلال طرابلس، إلى صبّ مزيد من الزيت في الحرب الأهلية المشتعلة قبل خمس سنوات في البلاد، وتعرقل إنتاج وصادرات النفط الليبية إلى الأسواق العالمية.

ومع اقتراب موعد انتهاء مدة الإعفاء التي منحتها واشنطن للدول المستوردة للنفط الإيراني المحظور، وتقلص صادرات النفط الفنزويلية، فإن العقود المستقبلية للخامات، خاصة لشهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران، من المتوقع أن تواصل الارتفاع على المدى القصير، ما لم تلجأ السعودية مرة أخرى لضخّ المزيد من النفط في الأسواق استجابة لضغوط ترامب.

يذكر أن دول “أوبك” والمنتجين خارجها، خفضوا إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يومياً منذ يناير/ كانون الثاني، أمل سحب التخمة النفطية من السوق ودفع أسعار النفط للصعود. كما أن إنتاج النفط الفنزويلي انخفض إلى 550 ألف برميل يومياً خلال مارس/ آذار الماضي.

ومن ثم، فهنالك العديد من العوامل التي تدعم أسعار النفط حالياً، ما لم تحدث متغيرات جيوسياسية في كل من ليبيا وفنزويلا. لكن نشرة “أويل برايس”، ترى أنه في حال دخول حفتر لطرابلس والسيطرة على الصناعة النفطية، فإن أسعار النفط ستتراجع مستوياتها على المدى المتوسط.

وتريد الإمارات السيطرة على صناعة النفط الليبية التي لم تتعرض حتى الآن لدمار يذكر، وتولى عمليات صيانة وإصلاحات بسيطة حتى يمكن رفع الإنتاج قريباً من المستويات التي كان عليها في عهد القذافي.

وعلى الرغم من أن الحرب التي يقودها حفتر في طرابلس ضد الشرعية، بعيدة عن حقول النفط، إلا أن هدفه الرئيسي هو إحكام السيطرة على الصناعة النفطية التي تديرها حالياً شركة النفط الوطنية، التابعة للحكومة الشرعية في طرابلس، وبالتالي حرمانها من الدخل النفطي الليبي حسب مراقبين.

ولتحقيق هذا الهدف لا يستبعد خبراء بنشرة ” أويل برايس”، أن تستهدف قوات حفتر في أي لحظة حقل الشرارة الليبي الأكبر في ليبيا، وميناء الزاوية الذي يصدر أكبر كميات من النفط. ومن ثم حرمان الحكومة الشرعية من الدخل النفطي.

وينتج حقل الشرارة نحو 300 ألف برميل يومياً، وهو حقل مرتبط بميناء الزاوية الذي تصدر ليبيا من خلاله 6 ملايين برميل يومياً. وفي حال سيطرته على حقل الشرارة، سيكون حفتر عملياً قد سيطر على صناعة النفط.

وكانت قوات حفتر منعت في يونيو/ حزيران الماضي تصدير النفط الليبي لعدة أسابيع، بعد استيلائها على اثنين من موانئ التصدير وحولت إداراتهما من شركة النفط الوطنية إلى سلطات النفط في شرق ليبيا.

ويقول مختصون إن ليبيا لديها الطاقة لإنتاج 1.8 مليون برميل لولا الحرب الأهلية التي يقودها حفتر، والتدخلات الخارجية في تطويل أمد النزاع ومنع التسويات السياسية التي اقترحتها الأمم المتحدة.

والاحتياطات النفطية المكتشفة تسمح لليبيا بإنتاج 2.5 مليون برميل يومياً.

وسعى حفتر العام الماضي لبيع شحنات من النفط، عبر شركات أسست في الإمارات، متخطياً بذلك الحظر الدولي الذي يحصر التصرف في النفط الليبي بشركة النفط الوطنية.

وينظر المجتمع الدولي لتحركات حفتر العسكرية، على أنها تجد تشجيعاً ودعماً من الإمارات لتعزيز نفوذها في ليبيا وخدمة أطماعها.

وترغب الإمارات في الهيمنة على النفط الليبي، وتسويق معدّاتها العسكرية واحتكار عقود إعادة بناء ليبيا التي دمرتها الحرب، وتقدر بمئات المليارات.

والإمارات متهمة بالوقوف وراء تفكك البنية العسكرية في ليبيا وتغذية نشر الفوضى والفلتان فيها ومنع بناء الأجهزة الأمنية فيها.

وإلى جانب الدعم بالمال والسلاح فإن الإعلام الرسمي الإماراتي يعمل على مدار الساعة في دعم ومساندة ميليشيات حفتر ومحاولة تلميع صورته وتحوير أهدافه العسكرية بالتقدم باتجاه طرابلس.

وتنشر وسائل الإعلام الإماراتية مصطلح “طوفان الكرامة” لتعزيز موقفها الداعم لقوات حفتر، وتتحدث عن تفاصيل عملياته العسكرية الطامحة إلى السيطرة على السلطة الشرعية، محتفيةً بتقدّم قواته.

وتعتمد تغطيات الإعلام الإماراتي تعبير “الجيش الوطني الليبي” في إشارة لمليشيات حفتر، كما تحرص على نشر سلسلة مقالات رأي بالدفاع عن الجنرال الليبي والترويج ل”حكومة الإخوان” و”حكومة الإرهاب”، بغرض الإساءة إلى الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا.