كشف برنامج “الصندوق الأسود” التلفزيوني عن وجود مقابر سرية في بعض المناطق والمباني التي كانت تسيطر عليها كتائب أبو العباس المدعومة إماراتيا في مدينة تعز غربي اليمن.
وحسب شهادة لأحد أعضاء كتائب أبو العباس أدلى بها إلى معدي التحقيق الاستقصائي الذي أنجزته قناة الجزيرة الفضائية، فإن الرجل الثاني في الكتائب -ويدعى عادل العزي- هو الذي يشرف على عمليات اغتيال لشخصيات يمنية تعتبرهم أبو ظبي خصوما لها.
وأظهرت الوثائق -التي حصل عليها فريق التحقيق وتنشر لأول مرة- التقارير الجنائية الرسمية المتعلقة بالعثور على جثث جنود يمنيين مدفونة في مقبرة سرية في تعز.
وتؤكد هذه التقارير حصول الاختطاف والقتل والدفن في المناطق التي تسيطر عليها كتائب أبو العباس المدرجة في قوائم الإرهاب الدولي.
ويظهر الفيلم تسجيلات مسربة لأجهزة لاسلكية تتضمن توجيه أبو العباس شخصيا بعض أفراده بقصف أماكن محددة داخل تعز تتم فيها اجتماعات رسمية لقيادة المحافظة، وذلك أثناء إدارته المعركة الأخيرة بين كتائبه وفصائل في الجيش الوطني.
واستنادا إلى شهادات معتقلين وشهود عيان كانوا في مسرح الأحداث يكشف الفيلم كيف تمت صناعة أبو العباس برعاية إماراتية، وكيف كان يخطط للسيطرة على المناطق والمواقع المحررة من الحوثيين، ويقول القيادي السلفي أبو الصدوق إن أبو العباس لجأ لأسلوب الكذب والوشاية لتنفيذ مآربه.
واتهم وكيل محافظة تعز عارف جامل جماعة أبو العباس بمحاولة قتله عند تنفيذه أوامر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بنزع فتيل الأزمة في المدينة، وإخلاء المباني الحكومية التي يسيطر عليها أبو العباس وأتباعه، كما دعا جامل الإمارات إلى وقف دعم هذه الجماعة.
وكانت الكتائب أعلنت في 25 أغسطس/آب 2018 إصدار تعميم لقادتها ومسلحيها تأمرهم بالرحيل مع عوائلهم خارج مدينة تعز، وذلك في ظل حملة شنتها اللجنة الرئاسية بالمحافظة بأمر من الرئيس اليمني لإنهاء التوتر في المدينة، واستلام المرافق والمواقع الحكومية التي كانت تحت سيطرة كتائب أبو العباس.
ويأتي كشف الجزيرة عن مقابر سرية لميلشيا مدعومة من الإمارات بعد أيام من نشر موقع “بزفيد” الأميركي تحقيقا استقصائيا خلص إلى أن أبو ظبي مولت برنامجا لاغتيال ساسة وأئمة في مدينة عدن جنوبي اليمن -خاصة قادة في حزب الإصلاح اليمني- مستخدمة مرتزقة أميركيين ضمن شركة يديرها إسرائيلي.
وقال الموقع إن شركة “سبير أوبريشين” الأميركية التي تعاقدت معها الإمارات عام 2015 أسسها الإسرائيلي المجري أبراهام غولان الذي أكد أنه كان يدير فرقة مرتزقة ونفذ البرنامج الذي أقرته الإمارات.