موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مصادر استخبارية: حكام الإمارات يرفضون تهميشهم من دائرة القرار

858

كشفت مصادر استخبارية دولية عن موقف اتخذه حكام الإمارات حديثا بشأن تصعيد رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان تهميشهم من دائرة صنع القرار لا سيما ما يتعلق بالسياسات الخارجية.

وأورد موقع “Tactical Report” الاستخباري أن محمد بن زايد عقد اجتماعات داخلية لتقديم وجه نظر أبوظبي في السياسة الإقليمية بعد مقتل جنود للدولة في الصومال.

وذكر الموقع أن محمد بن زايد عقد عدة لقاءات مع نائبه محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكبار المستشارين للشؤون الدولية والاستراتيجية.

وبحسب الموقع ركزت هذه اللقاءات على الدور الإنساني الإماراتي في غزة، والتواجد العسكري الإماراتي في عدة دول، ومقتل ثلاثة جنود من القوات المسلحة الإماراتية في العاشر من فبراير في العاصمة الصومالية مقديشو.

وأشار الموقع إلى أن محمد بن زايد قدم موقفه لحكام الإمارات حول سياسات أبوظبي الإقليمية والدولية، وموقفه من استمرار وجود عسكري في عدة دول.

فيما يبدو أن أصوات عديدة بدأت ترفض استمرار إرسال جنود الدولة إلى خارج الحدود، وضرورة مشاركة حكام الإمارات في صياغة السياسة الخارجية للبلاد.

وعلى مدار سنوات حكمه، كرس محمد بن زايد تحويل المجلس الأعلى للاتحاد إلى مجرد هيئة شكلية في الإمارات تستدعى وقت الحاجة فقط دون صلاحيات حقيقية.

وينصّ الدستور على أن الإمارات العربية المتحدة دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة، تتألف من الإمارات الآتية: أبوظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة وعجمان وأم القيوين والفجيرة.

واكتفى محمد بن زايد بعقد اجتماعات ثنائية مع حاكم دبي نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد بشكل متباعد من أجل حصر سلطات الدولة والتحكم بسياساتها الخارجية فيما يتم تجاهل حكام الإمارات الأخرى تماما.

ويسيطر الشلل التام على المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات الذي يمثل أعلى سلطة دستورية في الدولة، إذ يعود أخر اجتماع علني للمجلس الأعلى في الثالث من كانون أول/ديسمبر عام 2018.

فيما أخر قرار صدر عن المجلس تم في 16 تشرين ثاني/نوفمبر 2019 بتجديد “الثقة” في خليفة بن زايد آل نهيان رئيسا لإمارات لولاية رابعة مدتها خمس سنوات.

ومنذ ذلك التاريخ لم يصدر أي قرار رسمي عن المجلس الأعلى للاتحاد رغم أنه يفترض السلطة العليا في الدولة.

ويتألف المجلس من حكام جميع الإمارات المكونة للاتحاد وهو ما يظهر حقيقة التهميش الحاصل لحكام الإمارات.

ويتم ذلك بأوامر عليا من محمد بن زايد الذي يتفرد بحكم الإمارات ويتولى رسم سياساتها الخارجية، فيما يتولى محمد بن راشد أمر الشئون الداخلية الإدارية والحكومية.

ولم ينعقد أي اجتماع علني لأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد طوال ما يزيد عن عامين باستثناء اجتماعات متقطعة بين محمد بن زايد ومحمد بن راشد.

ويتم ذلك رغم مرور الإمارات بمحطات يمكن وصفها بالمفصلية مثل إشهار التطبيع مع إسرائيل وتكثيف حروب وتدخلات الدولة الخارجية.

ويعكس ذلك حدة الخلافات الداخلية بين حكام الإمارات وعدم توحدهم على السياسات المتخذة مع التزامهم الصمت.

ويعد محمد بن زايد الحاكم الفعلي للإمارات بل إنه صاحب القرار الوحيد في رسم السياسات وتدبير المؤامرات.

وذلك من دون أي اعتبار لأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد الذي يشكل أعلى سلطة تنفيذية في الدولة.

وتتصاعد أزمة شكاوى دائمة من حكام الإمارات الأخرى من تفرد بن زايد في إدارة البلاد وتهميشه إياهم خصوصا في خططه الخارجية وتدخله لنشر الفوضى والتخريب في عدد من الدول.

ويتكون المجلس الأعلى للاتحاد من حكام الإمارات السبعة لكن هؤلاء الأعضاء باستثناء عضوية أبوظبي ودبي، لا يؤدون أدوارا في رسم سياسة الإمارات واتجاهات وفق صلاحيات هذا المجلس.

وأكثر شيء يسمح به بن زايد لهؤلاء الأعضاء أن يؤدوه هو استقبال السفراء والقناصل أو وزراء الوزارات الروتينية مثل البيئة والزراعة الذين يفدون على حكام الإمارات الشمالية لاطلاعهم على خططهم.

ويلاحظ الإماراتيون أن وزراء مثل الداخلية والخارجية والدفاع والتعليم لا يطلعون حكام الدولة الآخرين على مشاريعهم وأدائهم ويعملون فقط بأوامر من بن زايد.

وهو ما يثير تساؤلات الإماراتيين حول دور المجلس الأعلى للاتحاد بكامل هيئته وعضويته وصلاحياته، من حين لآخر.

ويخالف محمد بن زايد في سياسات التفرد في حكم الإمارات دستور الدولة الذي ينص على أن أعضاء المجلس والمجلس الاتحادي يتولى الاختصاصات التالية:

رسم السياسة العامة في جميع المسائل الموكولة للاتحاد بمقتضى الدستور.

والنظر في كل ما من شأنه تحقيق أهداف الاتحاد، والمصالح المشتركة للإمارات الأعضاء.

التصديق على القوانين الاتحادية المختلفة قبل إصدارها، بما في ذلك قوانين الميزانية العامة السنوية للاتحاد، والحساب الختامي.

التصديق على المراسيم المتعلقة بأمور خاضعة بمقتضى أحكام هذا الدستور لتصديق أو موافقة المجلس الأعلى للاتحاد، وذلك قبل إصدار هذه المراسيم من رئيس الاتحاد.

التصديق على المعاهدات والاتفاقيات، ويتم التصديق بمرسوم.

الموافقة على تعيين رئيس مجلس وزراء الاتحاد، وقبول استقالته، وإعفائه من منصبه بناء على اقتراح رئيس الاتحاد.

الموافقة على تعيين رئيس وقضاة المحكمة الاتحادية العليا، وقبول استقالاتهم، وفصلهم في الأحوال التي ينص عليها في الدستور، ويتم كل ذلك بمراسيم .

الرقابة العليا على شؤون الاتحاد بوجه عام.

أية اختصاصات أخرى منصوص عليها في هذا الدستور، أو في القوانين الاتحادية.

ويعد تفرد محمد بن زايد هو الخطر الأكبر على دولة الإمارات في ظل أزمة الشرعية السياسية التي تعانيها منذ قيامها.

وتكريس ذلك بسبب سياسات حكامها القائمة على اعتماد النهج الديكتاتوري من خلال التفرد والتهميش.

ويستقوي بن زايد وأشقائه في حكم في الإمارات بالنظام الوراثي الذي تمت مأسسته من خلال احتكار المناصب الرئيسية الاتحادية والمحلية.

مثل رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء ونوابه ووزارة الدفاع والمالية ورئاسة المجالس التنفيذية ورئاسة شركات الطيران ورئاسة الأركان والدواوين والمؤسسات التعليمية وحتى الأندية الرياضية ومؤسسات العمل الخيري.

ويتضح ذلك عند مقارنة الوضع الحالي وكيف كان “حاكم ما قبل النفط” حين كان التساوي هو الطبيعة السائدة.

وعند استعراض بعض الوقائع التاريخية من أساليب المعارضة القبليّة لبعض قبائل الإمارات لتصرفات الحكام الأوائل.

وفيما أن النظام الوراثي معمول به في دول الخليج، فإن بن زايد وأشقائه عمدوا إلى تكريس تفردهم بإضعاف البيئة المؤسسية في الدولة مثل المجلس الوطني الاتحادي والقضاء والإعلام وتهميش المجتمع المدني.

وقد كرس انعدام التوازن واختلال التنمية بين الإمارات السبعة فشل عيال زايد وحجم فسادهم وتكريسهم ثروات ومقدرات بلادهم في أيديهم بين يحرم غالبية عامة الشعب من الاقتصاد المزدهر الذي يروجون له.

وبينما يرسم عيال زايد صورة زاهية للإمارات لتبدو واحة للسعادة فإنها في واقع الأمر تعاني من عدم التوازن في توزيع الثروات بين الإمارات السبع واختلال العدالة الاجتماعية.

وينعكس هذا الاختلال الفاضح بشدة على أوضاع مواطني الامارات الشمالية الخمس (رأس الخيمة والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين).