موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

شواهد على تصدع عميق في تحالف الشر بين الإمارات والسعودية

262

تتزايد الشواهد والأدلة على تصدع عميق في تحالف الشر القائم بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والمسئول عن حروب وتدخلات خارجية تخريبية في عدد من بلدان المنطقة وقيادة وتنسيق ثورات مضادة للربيع العربي.

وفي أحدث التطورات كشفت مصادر استخبارية إسرائيلية وغربية أن خلافاً نشب بين كل من السعودية والإمارات بشأن سبل الرد على إقدام إيران على شنّ عمليات تخريب استهدفت ناقلات نفط في الخليج مؤخراً.

ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية “كان”، عن المصادر قولها إنه في الوقت الذي كانت السعودية معنية بأن تقدم الولايات المتحدة على توجيه ضربة عسكرية قوية ضد الأهداف الإيرانية، فإن الإمارات طالبت بمحاولة التوصل لحلّ سياسي ودبلوماسي للأزمة.

وأشارت المصادر إلى أن نظام الحكم السعودي طالب الولايات المتحدة بالرد، ليس فقط على استهداف ناقلات النفط، بل أيضاً على العمليات العسكرية التي يشنها الحوثيون في عمق الأراضي السعودية.

ونوهت المصادر إلى أن كل المؤشرات تدلل على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفضل الخيار الدبلوماسي في التعامل مع إيران، إلى جانب مواصلة فرض العقوبات الاقتصادية.

ولفتت إلى أن الخلاف السعودي الإماراتي بشأن التعامل مع طهران فاجأ الولايات المتحدة والدول الأوروبية، مشيرة إلى أنه عند اختبار النتائج، تبين أن سلوك ترامب ينسجم مع التوجهات الإماراتية.

في هذه الأثناء وصف معهد واشنطن للدراسات الانسحاب الإماراتي من اليمن بأنه نقلة إستراتيجية ربما تؤدي إلى عزل السعودية هناك، مرجحا أن يكون إقرارا من أبو ظبي بأنها لم تعد قادرة على تحمل مأزقها السياسي والعسكري والمالي باليمن.

وكتبت الباحثة في برنامج بيرنشتاين للسياسة الخليجية والطاقة بالمعهد إلانا ديلوزييه بموقع المعهد؛ أنه من المؤكد أن يؤدي قرار الإمارات إلى توتر مع السعودية، التي يجب عليها الآن مراجعة نهجها إزاء الحرب في اليمن؛ ففي السابق صبرت الإمارات على مشقة مشاركتها في الحرب، واستمرت في الحفاظ على جبهة موحدة مع السعودية، لكن يبدو أن ذلك قد تغير لدى الإمارات لسبب أو لآخر، الأمر الذي يهدد بالتباعد بين البلدين، وخلق المزيد من التوتر بينهما في وقت عالي الحساسية بمنطقة الخليج.

وأضافت أن التباعد بين البلدين مقلق، لكنه ليس مفاجئا أو غير متوقع؛ فرغم أن السعودية والإمارات حافظتا على صورة خارجية مشتركة، فإنه لا يوجد -عموما- تنسيق بين قواتهما في اليمن يجعلهما تعملان جنبا إلى جنب، بل قامت قوات البلدين بتقسيم المسؤوليات بينهما.

وعموما، ظلت القوات السعودية تعمل في الشمال، في حين تعمل القوات الإماراتية في الجنوب، وعندما تدخل واحدة منهما منطقة الثانية تغادر قوات الدولة الأخرى المنطقة.

وعلى سبيل المثال، عندما بدأت الإمارات إدارة العمليات في الحديدة، تقلص الوجود السعودي هناك إلى وجود رمزي؛ وعندما دخلت القوات السعودية المهرة، غادرها الإماراتيون. وحتى وجود ضباط اتصال لأحد الأطراف لدى الطرف الآخر يبدو في كثير من الأحيان -كما تقول الكاتبة- مجرد وجود رمزي.

وتضيف ديلوزييه أن تحاشي تواجد قوات كل بلد مع قوات البلد الآخر يبدو كأنه مقصود، الأمر الذي يثير التساؤل حول آراء الجانب الإماراتي بشأن كفاءة القوات السعودية.

وتمضي الكاتبة في توضيح التباين بين السعودية والإمارات إلى القول إنه وحتى في الوقت الذي تتفق فيه رؤية الجانبين حول التهديدات الإقليمية، فإنهما يرتبان أولويات هذه التهديدات بشكل مختلف، بما في ذلك اليمن.

وعلى سبيل المثال، تركز الإمارات على مواجهة الإخوان المسلمين أكثر من السعودية، وتبدو أقل قلقا من تمكين الانفصاليين اليمنيين في جنوب البلاد. بالإضافة إلى أن البلدين اختلفا في تعاملهما مع التهديد الإيراني خارج اليمن، إذ نجد أن الرياض تحمّل إيران بشكل مباشر مسؤولية الهجمات الأخيرة على السفن في الفجيرة، في حين لم تجرؤ الإمارات على اتهام إيران مباشرة.

وخلصت الكاتبة إلى أنه إذا بدأ الوجه المشترك للبلدين يتلاشى، فإن خلافاتهما الموجودة منذ وقت طويل ستتفاقم.

وعن تأثير الانسحاب الإماراتي على اليمن، تقول الباحثة إن الأمر كان واضحا منذ وقت طويل بأن حل أزمته غير مرجح إلا عبر عملية سياسية، خاصة مع تكثيف الكونغرس الأميركي ضغوطه في هذا الاتجاه، والآن مع الانسحاب الإماراتي، والقصور العسكري السعودي؛ تقول الباحثة إنه لا يوجد حاليا إلا خيار واحد، وهو الحل السياسي.

فالسعوديون لا يمكنهم زعم نجاح كبير في تحقيق أهدافهم العسكرية مع استمرار التهديد الدائم لأراضيهم من قبل الحوثيين، ومع فشلهم في استعادة العاصمة صنعاء لتكون تحت سيطرة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا. أما رغبة الإمارات في الاستمرار بدعم الغارات السعودية والعمليات العسكرية السعودية الأخرى شمال اليمن فليست واضحة، حسب الكاتبة.

وحذرت الكاتبة السعوديين من أنهم إذا لم يسعوا لحل سياسي بمبادرات نشطة، فسيتركون وحدهم في حرب لا يستطيعون الانتصار فيها.

وتمضي ديلوزييه لرسم صورة قاتمة لوضع السعودية، قائلة إن الانسحاب الإماراتي وسط الغارات السعودية المستمرة ربما يكون أسوأ خيار، نظرا إلى أن الحوثيين سيرونه فرصة لاختبار قدرات القوات اليمنية في الجنوب.

وفي المقابل، فإن انسحابا سعوديا-إماراتيا مشتركا من الممكن أن يوفر إمكانية لمحادثات ثنائية سعودية-حوثية لوقف التصعيد، ربما بإزالة السبب الكامن وراء الهجمات ضد الأراضي السعودية على المدى الطويل، بغض النظر عن استمرار إيران في حثها لهم على الاستمرار في هذه الهجمات.

وكتبت ديلوزييه في صلب مقالها توصيات لواشنطن؛ أهمها دفع الرياض إلى التفكير في بدء محادثات مباشرة مع الحوثيين، مماثلة لتلك التي تمت في 2016، والعثور على طرق لجعل هذه المحادثات مقبولة لدى حكومة هادي، وتشجيع العملية الأممية، ورعاية محادثات مباشرة بين هادي والحوثيين بهدف التوصل لحل لليمن بأكمله، وليس للحديدة وحدها.

وقالت إن المبعوث الأممي لليمن سيظل عاجزا إذا لم تتفاعل جميع الأطراف مع بعضها البعض بحيوية أكبر.

وخلصت أيضا إلى أنه مع تنامي إرهاق الحرب، فإن المبادرات النشطة التي تسعى للعثور على ترتيبات في مصلحة جميع الأطراف هي وسيلة للخروج من الصراع مع الاحتفاظ بماء الوجه.

وكانت الكاتبة ذكرت أن الإمارات ترى وجودها في اليمن قد طال، وترغب في وقفه، وبدأت سحب قواتها من معظم أجزاء البلاد باستثناء قواتها لمكافحة “الإرهاب”.

وأوضحت أن الإمارات ترى أن دورها في اليمن يتركز في إبعاد الحوثيين من الجنوب ومواجهة الأنشطة “الإرهابية” لتنظيم القاعدة وغيره هناك، وتدريب قوات محلية للاستمرار في لعب الدورين، وتم إبعاد الحوثيين قبل نهاية 2017، ويبدو أن الإمارات “تأكدت” حاليا من أن القوات المحلية أصبحت مؤهلة للقيام بدورها مع حاجتها للمساعدة في مكافحة “الإرهاب”.

وأشارت الكاتبة إلى أن عسكريين أميركيين يتمتعون بخبرة على الأرض في اليمن يشكون في قدرات هذه القوات المحلية، رغم تدريب الإمارات لها، وأن تركيز التدريب الإماراتي انصب على قوات انفصالية خارج سيطرة الحكومة الشرعية للرئيس هادي، وهو وضع سيؤدي إلى صراع مستقبلي في الجنوب.