تواجه قناة الغد الإخبارية الممولة من دولة الإمارات مصيرا مجهول بعد سنوات من الفساد المالي والفشل الشامل في تحقيق الأهداف الموضوعة لها.
ويشرف على إدارة قناة الغد محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح الفلسطينية مستشار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
وتحدثت مصادر متطابقة عن توجه مصري للاستحواذ على قناة الغد في ظل المصير المجهول الذي يخيم على القناة وفشلها الذريع.
يأتي ذلك بعد 8 سنوات فشل خلالها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في إطلاق قناة إخبارية ذات طابع دولي، لتعلن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التابعة للمخابرات العامة، أخيراً عن “إنشاء قناة إخبارية إقليمية”.
وكشف مسؤول من داخل الشركة عن خطة للاستحواذ على قناة “الغد” خصوصاً أن تأسيس قناة إخبارية دولية يحتاج الكثير من العمل والإعداد والتجهيزات الفنية التي تتطلب وقتاً طويلاً.
ودفع ذلك السلطات المصرية إلى التفكير في الاستحواذ على قناة “الغد” الإخبارية، التي تمتلك نظام عمل منتظم، يجعل من السهل تغيير اسمها والاستمرار في البث تحت اسم جديد.
وفي اليوم نفسه الذي انتقد فيه الرئيس السيسي “قنوات الطبخ”، وقال إنه خلال متابعته التليفزيون يجد كل القنوات “جايبة مطابخ”، وأنه “ليس ضد كل ذلك، ولكن التنويع مهم”، أعلنت الشركة “المتحدة للخدمات الإعلامية”، عن قناة جديدة تحمل اسم “القاهرة الإخبارية”.
وقالت الشركة إن ذلك يأتي “للارتقاء بمستوى الخدمات الإعلامية، وبالتعاون مع عدد كبير من خبراء الإعلام وبيوت الخبرة في العالم”.
وأكدت المصادر أن “ضيق الوقت وقلة التمويل جعلا المخابرات العامة تخطط للاستحواذ على قناة “الغد”، التي تعمل بالفعل، مع إضافة تفاصيل محدودة إليها”.
وانطلقت قناة الغد الممولة إماراتياً في عام 2015، كأول قناة إخبارية عربية من مصر، برئاسة الإعلامي عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار الأسبق في التلفزيون المصري، الذي كان معروفاً بقربه من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
لكن المناوي سرعان ما أطيح به من رئاسة القناة بسبب نشر إعلانات للقناة تحمل صوراً للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، في وقت كان يدور فيه حديث عن توتر العلاقات بين النظام المصري، والمملكة العربية السعودية، وصوراً أخرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبعد إطاحة المناوي، أسندت الإمارات إدارة القناة إلى محمد دحلان، بمعاونة فريق من العاملين الفلسطينيين، بالاشتراك مع رجل المخابرات الليبي العقيد محمد إسماعيل، مساعد سيف الإسلام القذافي، والمتهم بالتخطيط لمؤامرة محاولة اغتيال العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، والصديق الشخصي لمحمد بن زايد.
وبحسب المصادر فإن الإمارات قررت منذ فترة إبعاد دحلان عن المشهد، بسبب التقارب الأخير مع تركيا، حيث إن أنقرة تتهمه بالتورط في الانقلاب الفاشل ضد الرئيس أردوغان عام 2016، وإسناد مهمة إدارة القناة إلى نائبه أحمد حزوري.
وأضافت أنه “بعد توطيد الإمارات علاقتها مع تركيا، لم تعد بحاجة إلى القناة، لا سيما أنها لا تحقق أي عائد مادي بل على العكس، فإنها تتطلب تمويلاً كبيراً، ولذلك فإنه ليس مستبعداً أن تتنازل عنها لصالح المخابرات المصرية الحليفة”.