موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحقيق: خفايا التحريض الإماراتي المتواصل على حكومة المغرب

195

تجمع أوساط إعلامية مغربية على رصد التحريض الإماراتي المنظم ضد الرباط وحكومتها وذلك في محاولة لجرها لمربع “الثورات المضادة“.

وبدأت الخلافات بين أبو ظبي والرباط تتعمق بعد أن رفضت الأخيرة أن تكون مجرد تابع لها وللسعودية، إذ رفضت على غرار الجزائر قطع علاقتها بقطر، كما انسحبت من التحالف العربي بقيادة السعودية المشارك في حرب اليمن، وتمسكت بالاعتراف بالحكومة الشرعية في ليبيا ورفضت الانسياق وراء الدعم الإماراتي لحفتر.

ومنذ ذاك الوقت، تتعمد الإمارات وأدواتها الإعلامية الإساءة للمغرب وحكومتها، وجيشت “الذباب الالكتروني” لتحقيق مرادها في المملكة الهادئة.

وسعت الإمارات، مؤخرا، إجلاء سياح إسرائيليين عالقين في المغرب، بسبب أزمة فيروس كورونا، من دون تنسيق أو تشاور مع البلد المضيف، ما أغضب الرباط وأفسد الأمر.

وقبل أيام، أقدم موقع شبكة “سكاي نيوز عربية” على حذف المواد الصحافية المتعلقة بتعيين العالم المغربي منصف السلاوي على رأس الفريق الأميركي المكلف بإيجاد لقاح لفيروس كورونا.

وأما شبكة “MBC” السعودية نشرت خريطة المغرب مع بتر الصحراء الغربية التي استردها المغرب من إسبانيا عام 1976.

وقال موقع الصحيفة المغربي إن شبكة “MBC” السعودية عبر قناتها الأولى، عادت إلى اللعب على وتر الصحراء، وضمنت القناة الموجود مقرها بدبي الإماراتية، في برنامج “مالك بالطويلة” الذي يقدمه الإعلامي السعودي مالك الروقي، “خريطة العالم العربي مع أعلام الدول، بحيث فصلت الأقاليم الجنوبية للمغرب عن باقي ترابه، وتركت الصحراء بدون أي علم”.

ليست هذه المرة الأولى التي يلعب فيها إعلام المحور السعودي الإماراتي على قضية الصحراء لضرب مصالح المغرب.

وأضاف أنها “ليست هذه المرة الأولى التي يلعب فيها إعلام المحور السعودي الإماراتي على قضية الصحراء لضرب مصالح المغرب، ففي شباط/ فبراير 2019 نشرت قناة “العربية” السعودية الموجود مقرها أيضا بدبي والممولة من الرياض، تقريرا تقتطع فيه الأقاليم الصحراوية عن باقي التراب المغربي، وهي المادة التي تحدثت أيضا عن “اعتراف العديد من الدول بالجمهورية العربية الصحراوية”، ما ساهم في تعميق الأزمة الدبلوماسية بين المغرب من جهة وبين السعودية والإمارات من جهة أخرى.

واستغلت قناة “العربية” جائحة كورونا المستجد للهجوم على المغرب عدة مرات، ونشرت تقريرا حول تعرض سيدة “مصابة بالفيروس” للإهمال والتجويع بمستشفى مدينة سطات، ليتضح فيما بعد من خلال بلاغ لوزارة الصحة أن السيدة غير مريضة وأنها أصلا لم تكن في الجناح الخاص بمرضى كورونا.

كما تحدثت القناة عن “مخالفة” رئيس الحكومة سعد الدين العثماني للقانون عندما نزع الكمامة أثناء حديث أمام أعضاء مجلس النواب، وزعمت أن ذلك أدى “إشعال البرلمان”، رغم أن البث التلفزيوني للجلسة لم يظهر ذلك.

وقامت شبكة “سكاي نيوز عربية”، الموجود مقرها بالإمارات، والمملوكة لشركة “أبو ظبي للاستثمار”، بحذف مقالين نشرتهما في اليوم نفسه، حول تعيين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبروفيسور المغربي منصف السلاوي على رأس فريق البحث الذي يعمل على التوصل إلى لقاح ضد فيروس “كوفيد 19″، في إطار مشروع “وارب سبيد”، وهو الخبر الذي حظي باهتمام عالمي كبير.

وأقدمت القناة على حذف مقالين سبق أن نشرتهما للعالم المغربي، منصف السلاوي، الذي يحمل أيضا الجنسيتين الأمريكية والبلجيكية، والذي تم تعيينه من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رأس فريق بحثي من كبار العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية للبحث عن لقاح لفيروس “كوفيد 19″ المعروف بـ”كورونا”.

وأضافت الصحيفة أن المشرفين على موقع القناة و”بشكل مرتجل أقدموا على تعديل الخبر تحت عنوان (ترامب يعين طبيبا عربيا لقيادة جهود إنتاج لقاح كورونا)”، كما تم حذف مقال آخر بعنوان: “ترامب يعين عالما مغربيا على رأس مبادرة لقاح كورونا”، والذي نشره موقع القناة، الجمعة، قبل حذفه من الموقع، بشكل نهائي.

وبالرغم من أن موقع القناة الإماراتية قد نشر الخبر، قبل أن يعود ويحذفه نهائيا من الموقع، لأسباب مجهولة، إلا أن العديد من الشخصيات الإماراتية كانت قد شاركته عبر صفحاتها على موقع “تويتر”، وما زالت تحتفظ بالرابط الذي لم يعد يوصل للخبر بعد حذفه.

وكما هو الحال مع صفحة إبراهيم بهزاد وهو مدير إدارة حماية الملكية الفكرية في قطاع الرقابة التجارية وحماية المستهلك في دائرة التنمية الاقتصادية في دبي، الذي شارك الخبر عبر صفحته، وما زال يحتفظ برابطه.

ولاحظ موقع الصحيفة المغربي أن جميع المواقع والقنوات الرسمية التابعة للإمارات، أو التي يوجد مقرها في هذه الدولة الخليجية كما هو حال قناة “العربية”، عمدت إلى تفادي ذكر تعيين منصف السلاوي من طرف الرئيس الأمريكي، على رأس إدارة “عملية Warp Speed” للبحث عن لقاح فيروس “كورونا” والتي تتشكل من كبار العلماء في أمريكا، كما عمد موقع “العربية” إلى تجنب ذكر أصوله المغربية في تقاريره.

ويشهد الفضاء الإلكتروني، منذ فترة زمنية، هجوما إعلاميا إماراتيا على الحكومة المغربية ورئيسها سعد الدين العثماني (إسلامي)، متهما إياها بالفشل في مواجهة وباء “كورونا”.

والمراقب لحسابات “الذباب الإلكتروني” الإماراتي يلتمس تجاوزاتهم وأكاذيبهم عن دولة قطر وتركيا لتصل إلى المغرب، ومحاولة بث الخوف والقلق في نفوس المواطنين المغاربة بأن بلادهم مقبلة على “مجاعة”.

وأودت هذه الحسابات المنظمة عن النظام الحاكم في الإمارات، بحالة من السخط الشديد في الأوساط المغربية، وأطلق مغاربة هاشتاغ تحت عنوان “شكرا العثماني”، تصدر قائمة الوسوم في الممكلة، دفاعا عن أداء الحكومة في مواجهة الوباء.

في تويتر ، يشهد #المغرب حاليا هجوما غير مسبوقا من طرف الذباب الالكتروني الاماراتي ، وهي كتائب الكترونية من عشرات…

Posted by Mounir Tobi on Tuesday, April 14, 2020

وبحسب مراقبون فإن هذه الهجمات الإلكترونية تأتي وسط أنباء مستمرة عن اندلاع أزمة غير معلنة بين الرباط وأبوظبي، بدأت رحاها مطلع عام 2019، عقب إعلان المغرب على لسان وزير خارجيتها ناصر أبوريطة، في لقاء مع قناة “الجزيرة” لأول مرة رسميًا أن الرباط انسحبت من التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.

وطفت على السطح أخبار تداولتها مواقع مغربية تفيد بسحب الرباط سفيرها وقنصليْها في الإمارات؛ بسبب عدم تعيين سفير إماراتي بالرباط بعد عام من شغور المنصب.

وحسب تلك المواقع، فإن “الرباط قامت أيضا بإفراغ سفارتها (في أبوظبي) من جميع المستشارين والقائم بالأعمال؛ مما قلل من تمثيليتها الدبلوماسية بشكل كبير”.

ومنذ 2011 تتدخل الإمارات في عدة دول عُرفت بدول الربيع العربي مثل “مصر واليمن وليبيا وتونس”. وتنوع التدخل ما بيّن مشاركة عسكرية أو دعم للانقلابات ومحاولات التأثير على سياسات تلك الدول.

ووفقا لمجلة أتلانتيك الأمريكية، فإن سياسات جديدة بدأت منذ 2015 في المنطقة العربية، تقودها السعودية ومصر والإمارات، هدفها الجوهري منع عودة ثورات الربيع العربي نهائيا.

وتصف منظمة “أميركيون للديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين”، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، دولة الإمارات بـ”الدولة البوليسية الاستبدادية”.