موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تحليل: الإمارات تستغل “فراغ القيادة” في الدول العربية لنشر الفوضى والتخريب

279

يتآمر النظام الحاكم في دولة الإمارات لاستغلال “فراغ القيادة” في الدول العربية وانشغال العواصم الكبيرة بقضاياها الداخلية من أجل تصعيد خططها لنشر الفوضى والتخريب خدمة لأطماعه في كسب النفوذ والتوسع.

ويقول مراقبون إنه بغرض توظيف “فراغ القيادة” في العالم العربي، وانشغال العواصم الكبيرة، مثل الرياض والقاهرة والجزائر، بهمومها الداخلية، وسعيها إلى مكافحة انتشار الوباء ومحاصرة تداعياته، تسارعت سياسة أبوظبي، بعد جائحة كورونا، تجاه أزمات سورية واليمن وليبيا.

ومحاولات الإمارات “توظيف” جائحة كورونا، في تحقيق مكاسب آنية، على حساب الشعوب، ولو عبر تسعير الصراعات الأهلية والانقسامات المناطقية في دول عربية أخرى.

وفي هذا الإطار، اتصل ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الشهر الماضي هاتفياً بالرئيس السوري، بشار الأسد، بدعوى “التضامن في مواجهة كورونا” في انقلاب على الموقع العربي الرسمي من رفض التطبيع مع النظام السوري المجرم.

 كما تعجّلت الإمارات خطواتها التصعيدية في اليمن وليبيا، عبر إعلان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، في 25 إبريل/ نيسان الماضي، حالة الطوارئ في مدينة عدن، والمحافظات الجنوبية كافة، وتولّيه إدارتها ذاتياً، بدلاً من السلطات المحلية التابعة لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ما يُنذر بتفاقم الصراع في جنوب اليمن، بتحريض ودعم إماراتي.

وكذلك أعلن اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، في 27 إبريل/ نيسان، إيقاف العمل باتفاق الصخيرات، و”الاستجابة للإرادة الشعبية” بتولّي “المؤسسة العسكرية” السلطة، في محاولةٍ بائسةٍ لدفع مخطط تقسيم ليبيا،

قد تؤدي تداعيات جائحة كورونا إلى “خلخلة” تماسك محور دول الثورات المضادّة في العالم العربيوصرف الأنظار عن نجاح حكومة الوفاق في بسط سيطرتها على كل المدن في المنطقة الغربية تقريباً، ما يمثل تطوراً نوعياً في الصراع، الأمر الذي حاولت أبوظبي إجهاضه، عبر تجنيد مرتزقة لدعم حفتر، من السودان وتشاد.

وتنعكس سياسة الإمارات سلبياً على العلاقات العربية البينية؛ إذ إنها تصبُّ الزيت على نار الصراع المحتدم في اليمن وليبيا.

كما تستهدف أدوار الدول العربية الداعية إلى حل الصراعات وتسويتها سياسياً، (مثل الجزائر والمغرب وتونس وقطر والكويت وسلطنة عُمان)، التي كانت تحرّك، فيما مضى، الوساطات الدبلوماسية والمبادرات السياسية وجهود المصالحة والتهدئة، في العلاقات العربية، بعد أن تخلّت السعودية عن هذا الدور “التصالحي” الذي ميّز حقبة الملك فهد بن عبد العزيز.

وبسبب انجرار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى توطيد علاقاته مع محمد بن زايد، توترت العلاقات السعودية مع دول المغرب العربي، بسبب الاختلاف بشأن طبيعة السياسات المطلوبة تجاه ليبيا، وإحجام الجزائر والمغرب وتونس، عن الانخراط في الاستقطابات والمحاور العربية المتصارعة.

ويبرز هنا توجه الرياض وأبوظبي نحو معاقبة المملكة المغربية، عبر شنّ حملات إعلامية تستهدف صورتها الخارجية، والتصويت ضد استضافتها مونديال 2026، بغية إرغامها على التنازل عن “استقلالية” مواقفها الدبلوماسية في حصار قطر، وكذلك انسحابها من التحالف العربي في اليمن، وجهودها النشطة لإبقاء اتفاق الصخيرات قيد التداول الدبلوماسي، بوصفه مرجعيةً للحل السياسي في ليبيا.

وقبل أيام هاجم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشدة دولة الإمارات ووصفها بأنها دولة شر تنشر الفوضى والتخريب خدمة لمؤامراتها وأطماعها في التوسع وكسب النفوذ.

وقال رئيس الاتحاد العالمي أحمد الريسوني في مقال له، إن الإمارات واحدة من “محور الشر العربي” الذي يستهدف التصدي للربيع العربي والقضاء على الحركات والتيارات الإسلامية التي تنشد الإصلاح والعدالة والنهضة.

وأشار الريسوني إلى أن “رباعيات محور الشر العربي” مصطلح استخدمه الرئيس التونسي الأسبق منصف المرزوقي -في وقت سابق- لتوصيف الدول التي فرضت حصارا على قطر (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر).

وقال إن محور الشر يهدف إلى القضاء على النزعات الديمقراطية التي تعطي الشعوب حق الاختيار ومراقبة حكامها ومؤسساتها.

وأضاف أن وسائل عمل هذه الدول لتحقيق أهدافها تتمثل في رصد الأموال الضخمة، وتنظيم الانقلابات، وإشعال الحروب والصراعات، لسحق الشعوب وما يراودها من تطلعات.

كما تتضمن الوسائل استئجار المرتزقة من كل مكان من المقاتلين والمخبرين، ومن الكتاب والإعلاميين والفنانين، لممارسة البلطجة والاغتيالات المادية والمعنوية، وتأسيس جيوش الذباب الإلكتروني، للكذب والتزييف والتشهير والتشويه.

وأشار إلى أن مصطلح محور الشر العربي يحتمل معنيين؛ الأول: أن يكون محورا لبعض الأشرار من العرب، والثاني أن يكون الوصف متعلقا بالشر نفسه، بمعنى أن الشر العربي قد اجتمع وأسس له محورا يتجسد فيه ويعمل من خلاله.