موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير: تصاعد الغضب في تونس ودعوات لقطع العلاقات مع الإمارات

127

تصاعد الغضب في تونس إزاء تورُّط الإمارات في محاولة انقلابية على السلطة في البلاد وسط إجماع على رفض التدخل الإماراتي ودعوات لقطع العلاقات مع أبو ظبي.

وخرجت عدة مظاهرات تونسية للمطالبة بطرد السفير الإماراتي في أعقاب ما تمَّ كشفه عن مؤامرة بقيادة أبوظبي ومساعدة الإمارات لتدبير انقلاب عسكري في تونس.

وكان موقع “موند أفريك” الفرنسي قد كشف عن اجتماع “سري” جمع بين وزير الداخلية التونس المُقال لطفي براهم ورئيس المخابرات الإماراتي في جزيرة “جربة” جنوب شرق تونس نهاية شهر مايو الماضي لمناقشة سيناريو مشابه لـ”الانقلاب الطبي” الذي نفّذه الرئيس السابق زين العابدين بن علي ضد الحبيب بورقيبة، بهدف إقصاء الإسلاميين وحزب النهضة في تونس والانقلاب على رئيس البلاد الباجي قايد السبسي.

وبينما انتفض التونسيون في الشارع غضبًا، وهتفوا بشعارت تطالب بطرد سفير الإمارات، كانت مواقع التواصل الاجتماعي حاضرة وبقوة للرد على محاولة الانقلاب الإماراتية على السلطة في تونس؛ حيث شنَّ المغردون والسياسيون هجومًا لاذعًا على الإمارات وطالبوا بضرورة وضع حد لتدخلاتها في الشأن التونسي.

الرئيس التونسي السابق «منصف المرزوقي»، كان أحد المعلقين على تلك المحاولة الانقلابية؛ حيث كتب قائلًا «سيكتب المؤرّخون يومًا: غضب الله من أمّة العرب غضبًا شديدًا وقد خيّبت كل آماله فيها، هو الذي لم ينطق بلغة بشرية غير لغتها.. فقرّر أن يبلوها بثلاث: الاستعمار والاستبداد وحكّام الإمارات».

وأضاف في منشور له على حسابه الرسمي في «فيسبوك»، «لا كنّا جديرين بالوجود إن لم نتغلّب على آفات قوامها الفساد والعنف والغطرسة، سدّت علينا ولا تزال الطريق نحو كل عيش كريم».

فيما علق الدكتور محمد لطف الحميري على تلك المحاولة قائلًا (#الإمارات تفشل في قلب نظام الحكم في #تونس!ماذا تريد إمارة أبوظبي من الدول العربية الفقيرة؟ هل ستنجح في بناء إمبراطورية الوهم المجنون بينما تخفق في استعادة جزر احتلتها إيران؟ لن تنجح الإمارات سوى في تصاعد موجات الكراهية لسياساتها المعتمدة على المال!!!).

وعلق حساب (Hamdi Bel Abria)، قائلًا: (‏المخطط الإماراتي في #تونس حسب التسريبات: عزل الباجي من الرئاسة لتعذر حالته الصحية وامكانية تنصيب القيادي السابق رضا بالحاج كرئيس، ثم سحب ترخيص حزب حركة النهضة وعزلهم على طريقة الانقلاب في مصر).

فيما غرد حساب (تونسي من تونس) قائلا : (عيال زايد ….. و ……. وولي عهد آل سلول صارفين مليارات لإعادة سيناريو مصر يا …… تونس ساترها ربي و شعب مثقف لن تمروا و زاد كره شعب لكم #تونس).

وكان تقرير نشره موقع «لوموند أفريك» الفرنسي قد كشف تفاصيل محاولة انقلابية فاشلة في تونس بتخطيط إماراتي كانت تهدف إلى إحداث تغييرات شاملة في الحكومة التونسية.

وقال التقرير إنّ المخطط الإماراتي كان يتضمن عزل الرئيس التونسي «الباجي قايد السبسي»، وأن يُعْزَا العزل لأسباب مرضية.

وأضاف أن التخطيط للمحاولة الانقلابية الفاشلة تم بقيادة وزير الداخلية التونسي المقال «لطفي براهم»، وذلك عقب لقاء سري جمعه برئيس المخابرات الإماراتية في جزيرة جربة جنوب شرق تونس.

وعلى المستوى الداخلي، وفي رد فعل سريع على تلك المحاولة الفاشلة، أقال وزير الداخلية التونسي بالنيابة “غازي الجريبي”، مدير عام العلاقات الخارجية في وزارة الداخلية، وذلك على خلفية وجود تلاعب في تقارير زيارة الوزير السابق “لطفي براهم” إلى السعودية.

وشرع “الجريبي” في التحقق من ملابسات ما نُشِر حول محاولة انقلاب في تونس؛ إذ طالب بمدّه بعدد من التقارير.

ويبدو أنَّ مدير العلاقات الخارجية قدم تقارير مغلوطة ومنقوصة عن زيارة وزير الداخلية السابق “لطفي براهم” للمملكة العربية السعودية، والتي يبدو أن رئيس الحكومة “يوسف الشاهد” لم يكن على علم بكل تفاصيلها.

فيما كشفت مصادر تونسية، أنه ربما تكون هناك مساءلة لوزير الداخلية المقال “لطفي براهم” وكل من له علاقة بقضية محاولة الانقلاب المحتملة التي خططت لها الإمارات.

ونقل موقع “العربي الجديد”، عن مصادر حزبية وبرلمانية (لم يسمها)، أنَّ المعطيات التي أحاطت بإقالة وزير الداخلية التونسي، على خلفية قضية غرق مركب اللاجئين الأسبوع الماضي، ووفاة أكثر من 80 شخصًا، تشير بوضوح إلى أن شيئا ما كان يدبر في تونس، وأن حجم التحركات التي شهدتها الحكومة ووزارة الداخلية تبيّن أنه تم تفادي أمر خطير.

وأشارت المصادر إلى أنَّ التغييرات الأمنية التي جرت مؤخرًا، كانت استباقية لدحض أي احتمال لأي تحرك، وخصوصًا أن بعض الأصوات قد حاولت الاعتراض على تلك الإقالة، ولفتت إلى أنها سابقة في المشهد التونسي أن يخرج البعض، ولو بأعداد قليلة جدًا، لرفض إقالة وزير ومحاولة دعمه.

ولا يخفى على أحد أنّ العلاقات التونسية الإماراتية تشهد توترًا كبيرًا منذ عدة سنوات، وتحديدًا منذ وصول حزب حركة النهضة إلى الحكم بعد انتخابات أكتوبر 2014.

الفتور الدبلوماسي بين البلدين وغياب التعاون بينهما ظل قائمًا طيلة فترة حكم حركة النهضة وطوال ترؤس المنصف المرزوقي لرئاسة البلاد وهو ما عجّل بسعي الإمارات لإيجاد بديل مثالي للنهضة والمرزوقي على التوالي وهو ما تحقّق لها عندما دعمت حزب نداء تونس قبل الانتخابات الأخيرة، وكذلك دعمت السبسي للوصول للرئاسة.

لكن وعلى ما يبدو فإنَّ “شهر العسل” بين الطرفين انتهى قبل أن يبدأ، وفق ما أوردته مجلة “جون أفريك”، حيث تمَّ في هذا الإطار إلغاء العديد من الزيارات التي كان من المقرر أن يقوم بها السبسي للإمارات، والأخطر من هذا أنّه تم وقف منح تأشيرات دخول للإمارات للمواطنين التونسيين بتعلة أسباب أمنية.

وفي ديسمبر الماضي قررت السلطات التونسية حظر نشاط طيران الإمارات في كافة مطاراتها بعد يومين من قرار إماراتي بمنع التونسيات من السفر على متن خطوطها، وهو الأمر الذي سبب توترًا كبيرًا بين البلدين واستدعت تونس سفير الإمارات لديها، غير أن الأمر تم حلّه لاحقًا.

كل تلك المؤشرات تشير إلى أنَّ العلاقات بين تونس والإمارات قد تتجه لقطع العلاقات الدبلوماسية، أو على الأقل تجميد نشاطها فترة من الزمن، لحين العمل على وقف التدخلات الإماراتية بشكل نهائي في تونس.