موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

حقائق.. محمد بن زايد حول الإمارات لمركز إقليمي لجهاز الموساد الإسرائيلي

118

على مدار سنوات طويلة، أقام ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي لدولة الإمارات محمد بن زايد علاقات وثيقة مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي الموساد وعمل على تطويرها وصولا لتوقيع اتفاق إشهار التطبيع مع تل أبيب منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.

ومع تدشين الاتفاق المذكور وموافقة النظام الإماراتي على السفر بين الإمارات وإسرائيل من دون تأشيرات مسبقة يكون محمد بن زايد حول الإمارات إلى مركز إقليمي لأنشطة الموساد.

وتجمع أوسط إسرائيلية على أن الموساد يعد عراب العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، لا سيما فيما يتعلق بالتعاون الأمني وتبادل المعلومات الاستخبارية فضلا عن الاتفاقيات ذات الطابع الاقتصادي.

وسبق أن عقد رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين عدة اجتماعات سرية وبشكل دوري مع محمد بن زايد وأجريا محادثات لتعزيز التعاون وصولا لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق إشهار تطبيع العلاقات بين الجانبين.

ويقول الدبلوماسي الهندي السابق “م.ك.بدراكومار”  في مقال على موقعه “إنديان بنش لاين” إن موافقة أبوظبي على قرار السفر بين البلدين دون تأشيرة ليس له معني غير أن الجواسيس الإسرائيليين يمكنهم الآن الدخول والخروج من وإلى الخليج العربي دون أن يلاحظهم أحد.

ويؤكد بدراكومار أن مركز الموساد في الإمارات سيكون ذا أهمية كبيرة لأن إسرائيل مصممة على زعزعة استقرار إيران والإطاحة بالرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، حيث إن إسرائيل لا يمكن أن تتسامح مع أي قوة إقليمية لديها القدرة على تقزيمها فيما يتعلق بالقدرات الاستراتيجية.

ويقول الدبلوماسي الهندي السابق، إن الإمارات كانت مركزا رئيسيا لمخططي محاولة الانقلاب المدعومين من الولايات المتحدة عام 2016 للإطاحة بالرئيس التركي.

ويشير إلى أن الملحق الجوي التركي الذي كان موجودا في السفارة في الإمارات وسيطا في محاولة الانقلاب السابقة، وحاول “أردوغان” جاهدا تسليمه إلى أنقرة لمحاكمته بتهمة الخيانة.

وبالمثل تعتبر الإمارات كمركز انطلاق ممتاز للتعامل مع الأنشطة الإرهابية، وخاصة الاغتيالات السياسية. وتعتبر الدولة الخليجية تاريخيا حديقة خلفية لسوق إيران.

وغالبا ما توجه إيران تجارتها عبر دبي، ويمكن أن تكون إيران أحد أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، ولذا فلا يوجد مكان على الكوكب أفضل من دبي للموساد لمراقبة الأنشطة الإيرانية، حسبما ذكر المقال.

ويأتي قرار الإدارة الأمريكية الموافقة على بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز إف 35 للإمارات وطرح ذلك على الكونجرس ليثير التساؤلات حول الشروط المترافقة مه هذا القرار الأمريكي الذي جاء بعد مفاوضات أمريكية وإسرائيلية متعددة، حول السماح للإمارات بالحصول على هذه الطائرات بعد عدة تصريحات إسرائيلية كانت أكدت رفضها لذلك.

وتشير تقارير إلى أنه وبالإضافة إلى الاتفاق الذي تم توقيعه بين وزيري الدفاع الامريكي والإسرائيلي بتطوير القدرة العسكرية لإسرائيل بشكل كبير، وتزويد إسرائيل بمقاتلات حربية، ومروحيات، ووسائل دفاع جوية ومنظومات خاصة تضمن التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، مقابل حصول أبوظبي على “إف-35″، فإن الشروط تتضمن موافقة الإمارات على إنشاء قسم أو مركز متكامل للموساد على أراضيها.

وأوضح أن الوقت يعتبر هو جوهر المسألة، حيث من المقرر أن تقفز إيران قفزة نوعية في مسار نموها بمجرد إبرامها اتفاقية مدتها 25 عاما مع الصين بحلول مارس/آذار.

أما فيما يتعلق بأردوغان والحديث، لـ”بدراكومار”، فهو يتصرف بشكل فيه تحد متزايد للاستراتيجيات الإقليمية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ومياه شرق المتوسط، وهناك تقارب أمريكي إسرائيلي رافض لدعمه حركة حماس التي يعتبرها الكثيرون منبثقة من جماعة الإخوان المسلمين.

وذكر الدبلوماسي الهندي، أنه يكفي القول إن مركزا إقليميا للموساد على الأراضي الإماراتية سيتولى تدريجيا زمام المصالح الأمنية الأمريكية، مع تسارع انسحاب واشنطن المتوقع من الشرق الأوسط.

ووفق المقال، فإنه من المحتمل ان يكون هناك تفاهم بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بأن الشيوخ العرب (الحكام) سيحصلون فقط على نسخة مخففة من إف-35، والتي لها إصدارات مختلفة.

وبالرغم من ذلك، فإن ثمة تناقض آخر في الأفق. تلقي “ترامب” طلب مماثلا للإمارات من أمير قطر للحصول على الطائرة إف-35، ومن المتصور أن “أردوغان” هو الذي دفع أمير قطر “تميم بن حمد” للتحرك في هذا الاتجاه، حسبما أفاد المقال.

وتوقع الدبلوماسي الهندي السابق، أن تحاول السعودية والإمارات عرقلة هذه الصفقة عن طريق الحرب مع قطر التي تدعم جماعة الإخوان المسلمين العدو الوجودي لأنظمة الخليج، حيث لن يعجبهم أن تحييد قطر تفوقها الجوي بالحصول على إف-35.

ويخطط “ترامب” للتوقيع عل صفقة بمليارات الدولارات من طراز إف-35 مع الإمارات بحلول ديسمبر/كانون الأول. ويمكن بيع ما يقدر من 12 مقاتلة. تبلغ تكلفة الطائرة حاليا ما بين 94 مليون دولار إلى 122 مليون دولار. لكن تشغيل وصيانة الأسطول مكلف للغاية.

ويختم الدبلوماسي الهندي السابق مقاله بالقول: في ملاحظة شهيرة العام الماضي، علق وزير الدفاع الأمريكي السابق “باتريك شاناهان” إن إف-35 هي أكبر برنامج في تاريخ وزارة الدفاع وتكلفة استدامة المقاتلة هي نفس تكلفة التحديث النووي تقريبا.

وكانت مصادر مصرية خاصة عن وجود تخوفات من القاهرة مرتبطة بتحول الإمارات لمركز إقليمي لمختلف الشركات الإسرائيلية، وجهاز الموساد الإسرائيلي.

وكشفت المصادر عن وجود مخاوف لدى الجانب المصري مرتبطة بـ”حالة الانفتاح الكبيرة في العلاقات بين تل أبيب وأبوظبي، وتحول الإمارات لمركز إقليمي للشركات الإسرائيلية من جهة، وجهاز الموساد من جهة أخرى”، وهو ما تعتبره القاهرة بمثابة “خطر على الأمن المصري، نظرًا لوجود نحو مليون مصري يعملون في الإمارات، بخلاف مئات الآلاف الذين يترددون على الإمارات طوال العام لأسباب متعددة”.

ولفتت المصادر إلى أن جهاز المخابرات العامة المصرية دخل في مشاورات لإنشاء “إدارة تكون معنية بالتواجد الإسرائيلي في الخليج خلال الفترة المقبلة”، موضحًا أن مهمة الإدارة الأساسية ستكون “متابعة الأنشطة الإسرائيلية التي من شأنها استهداف أو المساس بمصالح القاهرة من جهة، ومتابعة نشاط المصريين في الخليج”، بالأخص بعد ورود معلومات عن اقتراب إتمام تطبيع العلاقات بين تل أبيب من طرف، والسعودية وسلطنة عمان من طرف آخر.

وكان المسؤول السابق في جهاز الموساد ديفيد ميدان قد أكد في حوار مع وكالة سبوتنيك الروسية على أن العلاقات الإماراتية – الإسرائيلية بدأت بشكل فعلي ما بين عامي 2005 – 2006، وذلك من خلال تنظيم لقاءات بين الجانبين في دول ثالثة، على هامش مؤتمرات القمة والاجتماعات التي كان يحضرها سفراؤهما، لافتًا إلى العلاقات الجادة بين الطرفين بدأت فعليًا في عام 2006.

وأوضح ميدان في حواره مع الوكالة الروسية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون قام بتكليف رئيس الموساد السابق مئير دغان بمهمتي “التصدي للتهديد الإيراني (بسبب الشكوك حول تطوير الجمهورية الإسلامية لأسلحة دمار شامل)”، فيما كان “جوهر المهمة الثانية هو إقامة روابط مع الدول السنية المعتدلة في المنطقة”.

وذكرت وسائل إعلام عبرية في وقت سابق نقلًا عن معلقين يمنيين أن تل أبيب والإمارات بدأتا التعاون على إنشاء قواعد عسكرية استخباراتية في جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية، والتي يتوسط موقعها مضيق غواردافوي وبحر العرب، مشيرةً إلى أن القواعد ستكون في مطار المكلا في حضرموت التي تسيطر عليها الميليشيات الممولة من أبوظبي، وقاعدة مطار الغيضة في المهرة التي تشرف عليها القوات السعودية، فضلًا عن قاعدة ثالثة ستكون في جزيرة سقطرى.

وكانت عديد التقارير الغربية التي صدرت خلال الأعوام الماضية قد أشارت إلى أن أبوظبي اعتمدت على خبراء إسرائيليين لديهم مهارات عالية بهدف اقتحام شبكات الإنترنت للتجسس على نشطاء حقوق الإنسان، وشخصيات سياسية، بالإضافة لنشطاء يعارضون سياسات محمد بن زايد.

ولفتت إلى أن الخبراء الذين جندتهم الإمارات للعمل معها خدموا سابقًا ضمن قوات النخبة الإسرائيلية للأمن السيبراني، حيث عملت على دفع مبالغ كبيرة لاستقطابهم، وصلت إلى مليون دولار أمريكي سنويًا.