موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تفاصيل مخطط إماراتي لاعتراض أسلحة تركيا لحكومة الوفاق الليبية

152

كشف تقرير أممي النقاب عن تفاصيل المخطط الإماراتي لاعتراض إمدادات أسلحة من تركيا إلى حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، لكنه توقف فجأة دون أسباب معروفة بعد أن كان مقررا تنفيذه بـ8 دول.

والتقرير السري أعده خبراء في الأمم المتحدة مكون من نحو 80 صفحة، حسبما نقل موقع “دويتشه فيلله” الألمانية.

وبحسب التقرير فإن المخطط، الذي خططت لتنفيذه بشكل أساسي شركات أمنية في الإمارات، كان عبارة عن مهمة خاصة لقوات أجنبية في ليبيا، وتم تجهيز مروحيات وقوارب عسكرية للمشاركة في تنفيذه.

وأوضح أن المهمة الخاصة كان سينفذها أفراد من أستراليا وفرنسا ومالطا وجنوب أفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة، وتم نقل 20 شخصاً على الأقل إلى ليبيا من الأردن بذريعة إجراء أبحاث علمية.

وبحسب خبراء الأمم المتحدة فإن شركتي الأمن “لانكستر6″ و”أوبوس كابيتال أسيت” اللتين خططا للمهمة هربتا ست مروحيات من جنوب أفريقيا وقاربين عسكريين من مالطا إلى ليبيا في يونيو/حزيران 2019.

ويعتقد الخبراء الأمميون أن أحد أهداف المهمة كان السماح للجنرال المتقاعد “خليفة حفتر” قائد قوات شرقي ليبيا المدعوم من مصر والإمارات قطع الطريق البحري للأسلحة التي تقدمها تركيا لحكومة الوفاق في طرابلس.

ووفق التقرير فإن مخطط قطع طريق إمدادات الأسلحة التركية لحكومة الوفاق أكدته محادثة بين الأطراف المعنية تقول إن “المهمة تتضمن دخول سفن إمدادات العدو وتفتيشها كما كان هناك حديث عن مجموعة هجوم بحري”.

غير أن التقرير أشار إلى توقف المهمة الخاصة فجأة لأسباب غير معروفة بعد أقل من أسبوع من وصول المروحيات والقوارب العسكرية إلى بنغازي مقر حكومة “حفتر”. ولم تتوفر على الفور مؤشرات على تنفيذ أي هجمات بالفعل.

وبحسب التقرير، فقد تم التخطيط للعملية “أوبوس” في 8 دول على الأقل، وهي الإمارات، الأردن، مالطا، ليبيا، أنغولا، بوتسوانا، جنوب أفريقيا، والولايات المتحدة.

وتساند تركيا حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ووقعت اتفاقا للتعاون العسكري مع الحكومة التي تحاول صد هجوم لقوات “حفتر” فى نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وتعتبر أنقرة قوات “حفتر” المدعومة من الإمارات ومصر وروسيا من “الانقلابيين”.

وبمساعدة طائرات مسيرة زودتها بها تركيا، تمكنت قوات حكومة الوفاق الوطني من استعادة السيطرة على بعض المناطق في محيط طرابلس من يد قوات “حفتر” خلال فترة تصاعد القتال في الأسابيع الماضية.

وتحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” عن الدور الإماراتي في “العملية الفاشلة”، التي نفذها المرتزقة والداعمون للواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا.

وذكرت الصحيفة أن “المهمة التي لم تعمر طويلا” تورطت فيها شركات أمنية تتخذ من الإمارات مقرا لها، لافتة إلى أن جنديين سابقين في البحرية البريطانية قادا قاربين مطاطيين عبر البحر المتوسط من مالطا، فيما طارت ست مروحيات من “بوتسوانا”.

وتابعت الصحيفة: “أما بقية الجنود المرتزقة من جنوب أفريقيا وبريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة، فقد وصلوا من نقطة الانطلاق في الأردن”، مشيرة إلى أنه “لو سألت أيا من المرتزقة عن المهمة، التي جاؤوا من أجلها إلى ليبيا، لقالوا إنهم جاؤوا لحراسة المنشآت النفطية الليبية”.

وأكدت الصحيفة أن تحقيق الأمم المتحدة يؤكد أنهم جاؤوا من أجل القتال إلى جانب حفتر، مقابل 80 مليون دولار، منوهة إلى أن مهمتهم فشلت قبل أن تبدأ، ما دفعهم للبحث عن قواربهم للهروب والنجاة.

واعتبرت أن “المهمة الفاشلة” تقدم صورة عن القوى الأجنبية في المشهد الليبي، وكيف أصبحت ليبيا ساحة مربحة للمهربين وتجار السلاح والمرتزقة وغيرهم من تجار الحروب، الذين يتجاهلون الحظر الدولي، بشأن تصدير السلاح.

وتحدثت الصحيفة الأمريكية عن دور إماراتي في تنظيم “المهمة الفاشلة”، من خلال شركة يديرها رجل الأعمال الأسترالي كريستيان دورانت، والذي تربطه علاقات قوية مع مؤسس شركة “بلاكووتر” إريك برينس، لافتة إلى أن الأخير من أبرز المستثمرين الدوليين بالمرتزقة، وقدم القوات العسكرية لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي يعد أحد أهم داعمي حفتر.

وأوضحت أن الفريق المكون من 20 مرتزقا كان يقوده الضابط السابق بسلاح الجو بجنوب أفريقيا ستيف لودج، أما بقية الفريق فهم أيضا من الجنود السابقين؛ 11 من جنوب أفريقيا و5 من بريطانيا وأستراليان وأمريكي واحد.

وذكرت “نيويورك تايمز” أن محققي الأمم المتحدة يعتقدون أن المهمة كانت أوسع وتهدف لبناء كوماندوز يقوم بتفتيش وتدمير أهداف تحارب حفتر، مشددة على أنه رغم سرية العملية إلا أنها خلفت وراءها سلسلة من الأدلة، بدءا من الصور التي نشرتها “بوتسوانا غازيت” عن مروحيات من نوع سوبر بوما، وهي محملة على شاحنات ونقلت عبر الطريق السريع.

وأردفت: “تم تحميل المروحيات في طائرات شحن واحد تملكها شركة سكاي إيفيا ترانس، وهي شركة أوكرانية أخذت شعارها من طائرات سي آي إيه في أثناء الحرب الفيتنامية، منوهة إلى أن اسم الشركة ورد في تقرير للأمم المتحدة العام الماضي لنقلها أسلحة إلى ليبيا”.

وتشير وثائق الرحلات إلى أن وجهة الطائرات هي الأردن لكنها هبطت في مطار بنغازي، معقل حفتر في شرق ليبيا، وتم استئجار قاربين سريعين مطاطين مثل تلك التي تستخدمها القوات الخاصة من جيمس فينتش، وهو تاجر سلاح في مالطة.

ووقع لودج، قائد المجموعة صفقات الأسلحة، لكن الجهة التي اتصلت به ومولتها، شركات مقرها في دبي، ومن هذه الشركات هي لانكستر6 وهي جزء من شركات بنفس الاسم في مالطة والإمارات، وبريتش فيرجين أيلاندز. أما الثانية فهي أوبس كابيتال وتديرها أماندا كيت بيري، وهي سيدة أعمال واعتبرتها مجلة محلية بأنها واحدة من رائدات عام 2019.

ونوهت الصحيفة إلى أن “حفتر غضب عندما اكتشف أن الفريق أحضر مع مروحيات قديمة وليس كما وعد، طائرات كوبرا ولاسا تي بيردز المتقدمة”.

واستدركت: “لعدم قدرة الفريق على الاتفاق مع حفتر، فقد ركبوا القاربين باتجاه مالطة، وفي الطريق أصاب أحد القاربين عطل فاضطروا لتركه وركبوا جميعا في قارب واحد”، مفيدة بأنه “بعد أسابيع تم العثور على القارب قرب الشواطئ الليبية والتقطت الوسائل الإعلامية المحلية صورا ونشرتها”.

وتخرق الإمارات حظرا أقره مجلس الأمن الدولي، في 2011، على تصدير السلاح إلى ليبيا، بدعمها لحفتر بأسلحة ثقيلة واستراتيجية تملك بعضها وتحصل على البعض الآخر من دول أخرى، في محاولة منها للإطاحة بالحكومة الليبية، المعترف بها دوليا.

ومجددا، اتجهت الأنظار إلى الأموال التي تنفقها أبو ظبي من أجل الحرب، إثر سيطرة الجيش الليبي، الأسبوع الماضي، على قاعدة “الوطية” الجوية غرب العاصمة طرابلس، بتحريرها من ميليشيا حفتر ومصادرة أنظمة دفاع جوي روسية.

ووفقاً لمعلومات من تقارير للأمم المتحدة ومصادر أخرى، فإن أبو ظبي تستخدم منذ 2014، علاقاتها الإقليمية والدولية، إضافة إلى الدعم المادي، للإطاحة بالحكومة الشرعية في ليبيا وتنصيب حفتر مكانها في البلد الغني بالنفط.

وتضم الأسلحة، التي دفعت أبو ظبي ثمنها وأرسلتها إلى ليبيا، أنظمة دفاع جوي روسية من طراز (بانتسير-إس 1)، بـ14,7 مليون دولار، ومروحيات من طراز “سوبر بوما”، بـ15 مليون دولار تم شراؤها من دولة جنوب إفريقيا، وطائرات مسيرة مسلحة إماراتية الصنع من طراز “يابهون” بـ25 مليون دولار، وطائرات مسيرة مسلحة روسية من طراز “أورلان” بـ100 ألف دولار.

كما زودته بطائرات نقل أفراد “سوفيتية” من طراز “أنتونوف أن-26” و”إيلوشين إل-76″، وطائرات مسيرة مسلحة صينية من طراز “لونع وينغ” بمليوني دولار، وصواريخ “بلو أرو 7” صينية، وصواريخ “GP6″، وصواريخ “هوك” أمريكية الصنع بـ20 ألف دولار، وناقلات جند مدرعة إماراتية.

كما توفر الإمارات مقاتلين أجانب وتدفع رواتبهم للقتال بصفوف حفتر، وبينهم مئات المرتزقة الروس وميليشيات “الجنجويد” السودانية ومتمردين من تشاد.