موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تسريبات جديدة عن الشخصية المظلمة لمحمد بن راشد وقمعه لعائلته

172

تتوالي التسريبات عن الشخصيات المظلمة لنائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي محمد بن راشد وقمعه المشين لعائلته ما تسبب في هروب زوجته الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين وقبل ذلك بناته الأميرتين لطيفة وشمسة.

وروى أحد المطّلعين على حياة العائلة المالكة في دبي كيف ستكشف معركة الطلاق التي ستُكلف ملايين الدولارات، بين حاكم دبي وزوجته الهاربة الأميرة في المحاكم البريطانية عن أسرار حاكم الإمارات.

وقال ماركوس الصابري ابن شقيقة إحدى زوجات الشيخ محمد بن راشد الست، إن الطلاق “سيكشف سوء معاملة زوج خالته للأميرة هيا، وابنتَيْ خالته الأميرة لطيفة والأميرة شمسة”.

وأشار الصابري في البرنامج التلفزيوني الإخباري الأسترالي (60 دقيقة) إلى أن “الشخص الوحيد الذي يعرف حقيقة ما حدث لابنتَيْ خالتي لطيفة وشمسة هي الأميرة هيا”، مضيفاً: “أتعشّم أن تستغل الدعوى القضائية لتخبر العالم بالطريقة التي تُعامَلان بها. لديها الفرصة لتُسدي إلى هاتين المرأتين البائستين معروفاً”.

وطالب الصابري بالكشف عن آخر المستجدات حول معاملة الأميرة لطيفة، التي فرَّت من الإمارات العام الماضي، مؤكداً أنها خُدِّرت وسُجنت وعُذِّبت، بحسب ما ذكرته صحيفة صحيفة The Daily Mail البريطانية قبل أيام.

وكانت الأميرة لطيفة (33 عاماً) قد أمضت 3 أسابيع هاربة، قبل أن يُمسَك بها على متن يخت قبالة السواحل الهندية، وتُعاد إلى دبي. كما أن شقيقتها الكبرى، وهي الأميرة شمسة، لم يَرَها أو يسمع عنها أحدٌ منذ ما يقرب من 20 عاماً، منذ محاولتها الفرار من الإمارات.

وكانت شمسة تبلغ من العمر 19 عاماً حين خرجت من منزل أبيها في مقاطعة سري الإنجليزية، أثناء إقامتها هناك التي امتدت لفترة طويلة، وتمكَّنت الأميرة من الاختفاء عن الأنظار لمدة 6 أسابيع، حتى ضُبطت وهي تسير في أحد شوارع كامبريدج، ونُقلت إلى مطار في جنوب شرق إنجلترا، لتحملها طائرة خاصة من هناك إلى دبي.

وتلقَّت شرطة كامبريدجشاير بلاغاً عن اختفائها، لكن القضية حُفظت حين علم الضباط أنه لا توجد إمكانية للتحدث مع شمسة في دبي، وقد أمضت ثماني سنوات في السجن، بناء على أوامر من والدها، ولم يسبق أن ظهرت على الملأ منذ عودتها إلى دبي، وفقاً للصحيفة البريطانية.

ويُعتقد أنَّ اختفاءها وطريقة معاملتها عاملان رئيسيان في قرار الأميرة هيا بالفرار إلى لندن والسعي إلى الطلاق.

ولاذت هيا (45 سنة)، أصغر زوجات محمد بن راشد بقصرِها، الذي تبلغ تكلفته حوالي 106 ملايين دولار في كنسينغتون في لندن، في انتظار جلسة استماع في المحكمة للنظر في طلاقهما وحضانة طفليهما.

ويقول الصابري (48 عاماً)، إن جلسة الاستماع ستكشف على الأرجح حقيقة مجريات الأمور داخل العائلة المالكة في دبي، فيما يكشف كيف أسرَّت ابنة خالته المقربة منه شمسة، بخطة هروبها إليه.

ويضيف “بعثت لي برسائل تطلب فيها مساعدتي، وأخبرتني كيف لم يُسمح لها بالالتحاق بالجامعة، لم تكن حياتها ملكاً لها”.

وبعد تلقِّيه رسائل شمسة التي تطلب فيها مساعدته، تحدَّث الصابري إلى خالته ليُخبِرها عن مدى حزن ابنتها في حياتها. ونتيجة لذلك، قاطعه أفراد آخرون في العائلة المالكة في دبي.

وقال: “لم تحب العائلة أن يخبرها أحدهم بأن ثمة مشكلة، وانقطع الاتصال بيني وبينهم بالكامل، وانقطعت علاقتي بهم منذ ذلك الحين. لم يعجبهم أن يتحدَّث أيّ شخص عن شمسة”.

وأضاف أن محاولاته لمعرفة ما حدث لشمسة فشلت، إذ لم يكن أي فرد من أفراد العائلة المالكة في دبي ليجرؤ على التحدث عن هروبها والقبض عليها.

وذكر الصابري أن الدهشة أصابته العام الماضي عندما شاهد مقطع الفيديو الذي صوَّرته لطيفة وهي تتحدث عن شقيقتها، وكيف خضعت للتخدير بناءً على أوامر والدهما.

وقالت لطيفة إن رؤيتها لطريقة معاملة شقيقتها كانت السبب وراء قرارها بالفرار إلى الولايات المتحدة لتبدأ حياة جديدة.

وتؤكد جماعات حقوق الإنسان أنَّ لطيفة الآن محتجزة ومُخدَّرة أيضاً، ولا يمكنها مغادرة دبي، وتشن هذه الجماعات، بمساندة محامين بارزين في لندن، حملاتٍ لإطلاق سراحها.

ويعتقد الصابري، الذي عاش في المملكة المتحدة منذ أن كان في الـ14 من عمره، أنَّ قرار الأميرة هيا بالفرار من دبي، والبحث عن ملجأ في لندن، أظهر ممارسة متكررة لنساء مقربات من الشيخ يرغبن في الرحيل.

وقال: “بعد رحيل الأميرة هيا سيُدرك الناس أنَّ الأمر تكرَّر، إذ هربت ثلاث نساء في حياته من سطوته، ماذا يخبرك ذلك عن هذا الرجل وطبيعته”.

وأضاف: “الفرصة سانحة أمام الأميرة هيا للكشف عن حقيقة ما حدث مع لطيفة وشمسة. هذه فرصة رائعة أمامها لتفعل شيئاً وتساعدهما”.

وقال ديفيد هاي من حملة (أطلقوا سراح لطيفة)، إنَّ قرار الصابري بالتحدث كان خطوةً مهمة في محاولتهم لتأمين إطلاق سراح الأميرة المحتجزة تعسفيا.

وأضاف: “ماركوس هو أول شخص قريب من العائلة المالكة في دبي يتجرّأ على الحديث، لديه دليل على أن شمسة أرادت الهرب لتبدأ حياة جديدة”.

وأشار إلى أن المعلومات الواردة في الرسائل التي احتفظ بها من شمسة تبيّن أنّها كانت تريد بدءَ حياة جديدة، والمساعدة على الفرار “ونأمل أن تعيد الشرطة فتح التحقيق في اختفائها، فور أن ترى هذه الرسائل”.

وقبل أيام نشرت صحيفة “صندي تايمز” تقريرا أعدته مراسلتها في الشرق الأوسط لويس كالاهان، تكشف فيه عن رسالة لم تر النور من قبل، عن حالة العذاب التي عاشتها الأميرة شمسة.

وكتبت الرسالة بحبر أزرق وبخط مرتب، سطرا تلو آخر، وتحمل عنوانا في لندن، ومؤرخة في 16 أيلول/ سبتمبر 1999، وجاء فيها: “أفكر منذ زمن في الهروب” و”أعرف أن هذا لن يحل أيا من مشكلاتي، ولهذا فكرت في الحديث مع والدتي، لكنني اكتشفت أن هذا لم يتحقق”.

وتفيد كالاهان بأن الشيخة أرسلت رسالتها إلى ابنة خالة متزوجة تعيش في بريطانيا، التي كان اسمها فاطمة صابري، قبل أن تغير هويتها، وتصف فيها الشيخة شمسة الحنين اليائس من الوجود المترف والخانق في دبي.

وتذكر الصحيفة أن الشيخة شمسة كتبت الرسالة وكان عمرها 18 عاما، وقالت فيها: “لا تقلقي، فأنت لا تعطينني أفكارا، ولا تشجعينني على الهرب”، و”كل ما أقوله: إنني قررت ولم يعد لدي شيء لأفعله هنا، ولا أعلم متى أحصل على هذه الثقة، فقبل أسابيع أردت الانتحار”.

ويلفت التقرير إلى أنه في أقل من عام ركبت شمسة سيارة رينج روفر من قصر والدها في مقاطعة ساري وهربت، حيث تركت السيارة واختفت، ما أدى إلى عملية بحث انتهت بعد شهرين عندما اختطفت، كما قيل، ونقلت إلى دبي بناء على أوامر عائلتها، ولم تر منذ ذلك الوقت، مشيرا إلى أن المدافعين عنها، بينهم شقيقتها الشيخة لطيفة، يقولون إنها تأخذ المسكنات، وتم التحفظ عليها في قصور العائلة في دبي رغما عنها.

وتقول الصحيفة إن الصابري، التي عاشت مع العائلة، تحدثت لمراسلتها عن شمسة، والحياة في القفص الذهبي، وعما دفع شمسة للمخاطرة بكل شيء والهروب من العائلة، وكشفت عن الطريقة التي علمت فيها والدتها الجزائرية الفاتنة، حورية، عن خطط هروب شمسة، وكيف حاولت الأخيرة الانتحار.

وينوه التقرير إلى أن هذه الرسالة تأتي بعد أسابيع من فضيحة أخرى تعرضت لها العائلة الحاكمة في دبي، فقد هربت زوجة الشيخ محمد، الأميرة هيا بنت الحسين وولداها إلى لندن، وستبدأ المعركة على حضانة ولديهما في المحاكم البريطانية نهاية الشهر الحالي، وذكرت تقارير عدة أن سبب هروب الاميرة هيا من دبي جاء لطريقة معاملة الشيخة لطيفة (33 عاما) وهي الشقيقة الصغرى للشيخة شمسة.

وتشير الكاتبة إلى أن لطيفة نشرت في العام الماضي فيديو من 40 دقيقة، وصفت فيه ما تعرضت له شمسة، الآن (38 عاما)، وقالت إنها سجينة في قصر والدها بعد محاولتها الهروب، لافتة إلى أن لطيفة استمتعت بهواية القفز من الطائرات والفنون القتالية، ورسمت خطة هروبها، وقررت تسجيل فيديو كإجراء أمني في حال فشلت خطة الهروب.

وتبين الصحيفة أن لطيفة خططت بدقة مع صديقتها مدربة الفنون القتالية الفنلندية تيانا يوهانين لرحلة الهروب على متن يخت إلى الهند، وقبل وصولهما إلى مدينة غاو الهندية، تقول يوهانين إن جنودا إماراتيين وهنودا هاجموا القارب، وأخذوا لطيفة وطاقم القارب، مشيرة إلى أن منظمة “سجناء في دبي”، التي يترأسها ديفيد هيغ أعلنت حملة للإفراج عنها.

ويجد التقرير أن هروب لطيفة مرتبط بوضع شمسة، وإن كان جاء بعد عقدين، وذلك لأن لطيفة ظلت غاضبة على معاملة شقيقتها، فيما كان من غير المعلوم سبب هروب شمسة، إلا أن رسالتها لصابري، وهي ابنة خالتها، عبرت فيها عن خيبة أملها عندما أخبرها والدها بأنها لن تذهب إلى الجامعة، وكتبت: “أتعلمين لم يسألني حتى عما أريد دراسته.. كل ما قاله: لا.. ولست نادمة على سؤاله فلدي الجواب الآن، وأنا سعيدة بأنه كان صريحا ولن أضيع وقتي في الانتظار”.

وتفيد كالاهان بأن الصابري هي ابنة خالة شمسة، التي تصغرها بأحد عشر عاما، وولدت في المغرب لعائلة جزائرية، وجاءت صابري للعيش مع خالتها بعدما تزوجت الشيخ محمد، ويقال إنها تعرفت عليه عندما كانت تعمل نادلة في مقهى ووقع في حبها، مشيرة إلى أن صابري كانت صغيرة عندما عاشت مع خالتها في قصر الشيخ، ولم يتجاوز عمرها الـ12 عاما.

وتنقل الصحيفة عن الصابري، قولها إنها لعبت مع بنات خالتها، فتقول: “لعبنا معا”، وتقول إن لطيفة “كانت شقية وكنا مدللين”، وكن يقمن بشقاوات، مثل التقاط صور لبعضهن في سيارات رولز رويس أمام المنزل، أو كن يذهبن في رحلات إلى الصحراء، مشيرة إلى أن شمسة أحبت ركوب الخيل أكثر من أي شيء، وكان الشيخ يأتي للزيارة أحيانا، وتقول الصابري: “لم يكن هذا تعبيرا عن علاقة الحب، أو أن الوالد كان موجودا”.

وبحسب التقرير، فإن جو الترف لم يخل من نوبات غضب، فتقول الصابري إنه تم التعامل مع أختين تبنتهما العائلة مثل الخادمات، وشاهدت ذات مرة عندما كانت في حديقة القصر أحد أفراد العائلة الحاكمة وهو يضرب خادمة بالسوط.

وتلفت إلى أن النساء في العائلة لم تكن لديهن أي سلطة، إلا أن شمسة كانت استثناء، فقد قررت أن تجلب أختها لطيفة للعيش معا، خاصة أنها ومنذ ولادتها ظلت تعيش مع فرع آخر من العائلة، وهي ممارسة معروفة لدى العائلة الحاكمة، بل ذهبت بنفسها وأحضرتها.

وتلفت كالاهان إلى أن لطيفة حاولت في سن الـ 16 إخبار العالم عما يجري لشقيقتها، لكنها أوقفت، وبحسب ما جاء في شريط الفيديو العام الماضي، فإنها تحدثت قائلة: “قام شخص بإمساكي والآخر بضربي وفعلوا هذا بشكل متكرر”، وأضافت: “قالوا لي: طلب منا والدك ضربك حتى الموت، وهذه أوامره”.

وتذكر الصحيفة أن صابري انتقلت في سن الرابعة العاشرة إلى مدرسة داخلية في بريطانيا، وخلفت وراءها ابنتي خالتها في القفص الذهبي، اللتين كلما كبرتا شعرتا بالغضب من الحياة الخانقة، وتقول: “كانتا تتمتعان بحرية أوسع وهما صغيرتان.. عندما كبرتا وذهبت لزيارتهما كانتا تبقيان في السيارات، ولا يسمح لهما برؤيتها”.

ويكشف التقرير عن أنه بعد أسابيع من رسالتها، فاتحت شمسة صابري من خلال مكالمة هاتفية، بأنها تريد الهرب، وقالت إنها تشعر بالبؤس والاشمئزاز من سجل دبي في حقوق الإنسان، وما أسمته بـ “أكاذيب” القصر.

وتنقل الكاتبة عن صابري، قولها إنها حاولت ثنيها، وإخبارها بأن الهرب من عائلتها سيكون صعبا، قائلة: “عندما اتصلت بي شمسة طالبة مساعدتي لم تكن سوى فتاة مراهقة تريد الهرب”، وشعرت بالقلق، وعرضت الاتصال بخالتها ومحادثتها، والطلب منها تخفيف القيود التي فرضتها على شمسة، لكن المكالمة لم تكن جيدة، مع أنها “لم تكن تطلب أمرا كبيرا.. لكنها ارتدّت عكسا، وغضبت خالتي”.

وتقول الصحيفة إن اسم صابري حذف بعد ذلك من بعض أملاك العائلة، وقطعت المخصصات عنها، وبسبب ما جرى كتبت شمسة الرسالة تعتذر لها وتشكر ابنة خالتها على محاولة المساعدة، وقالت إنها تشعر بالقوة في داخلها، وضمنت الرسالة رمزا يساعد صابري على الرد من خلال واحدة من صديقاتها، وفعلت ذلك، وطلبت من شمسة أن تكون قوية، وقررت بعد ذلك عدم الاتصال بها؛ خشية تعرض ابنة خالتها للأذى.

ويفيد التقرير بأنه بعد أكثر من عام قرأت صابري عن محاولة شمسة الهرب، وسألت نفسها: “ماذا سأفعل؟ ومن أكون أنا حتى أقاتلهم؟”، مشيرا إلى أنه لم يظهر أي شيء عن مصير شمسة، وفي عام 2017 اتصلت بشرطة كامبريدج شاير، وأكدت الشرطة أنها فتحت ملف اختفاء شمسة بعد تلقيها معلومات جديدة.

وتشير كالاهان إلى أنه في كانون الأول/ ديسمبر ظهرت صورة للطيفة مع رئيسة إيرلندا، ماري روبنسون، وبالنسبة لصابري والمدافعين عنها فإنها لم تكن الصورة إلا للعلاقات العامة، وتقول الصابري: “أعتقد أنني لو بقيت صامتة فلن يتوقف هذا الأمر.. ستكون لطيفة وربما أخريات”.