موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فيديو: مواطن تونسي لدولة الإمارات عبر إعلامها: أنتم أعداء ثورتنا

199

وجه مواطن تونسي رسالة محرجة للنظام الحاكم في دولة الإمارات عبر وسيلة إعلام موالية لأبو ظبي فضح فيها الدور التخريبي الذي تمارسه الإمارات في تونس مهد ثورات الربيع العربي.

وأكد مواطن تونسي في مداخلة عفوية له خلال تغطية صحفية لقناة “سكاي نيوز” التابعة للإمارات بأن الإمارات هي عدو للثورة الشعبية في تونس ضمن مؤامراتها في قيادة الثورات المضادة.

وخلال تغطية لمراسل “سكاي نيوز” في تونس على الهواء مباشرة وبينما كان يمارس المراسل التحريض والتضليل بشأن تحركات احتجاجية مزعومة لنشر الفوضى في البلاد، تدخل المواطن التونسي قائلا: ” تونس حرة وستنتصر عليكم يا أعداء ثورتنا” في رسالة احتجاج ضد أبو ظبي.

وكرّر المواطن عباراته في المباشر متعمداً تمرير رسالته إلى حكومة الإمارات عبر شاشتها، ما جعل مراسل القناة يرتبك بشكل واضح.

وتأتي رسالة المواطن التونسي في سياق غضب الشارع التونسي من التدخل المفضوح للنظامين الإماراتي والمصري، والأذرع الإعلامية التابعة، ونطاق الحملة الشعبية للتصدي لأشكال التدخل الخارجي في الشأن التونسي.

 

ومنذ أيام قوبلت حملة الإمارات بالتنسيق مع حليفها النظام المصري المكشوفة ضد الديمقراطية التونسية ومؤسساتها المنتخبة، برفض واسع من الشارع التونسي ومن قوى مجتمعية وحزبية نددت بالتدخل السافر في الشأن الداخلي التونسي.

وغزت تعليقات مواطنين ومدونين وسياسيين شبكات التواصل الاجتماعي رفضاً لتحريض الإعلام المصري والإماراتي على المسار الديمقراطي التونسي والهجمة الممنهجة التي تستهدف المؤسسات المنتخبة وفي مقدمتها البرلمان.

وعلّق رئيس الهيئة السياسية لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية سمير بن عمر، على حسابه “فيسبوك” قائلاً “التآمر الخارجي على تونس أصبح مكشوفاً وفي ظل صمت مطبق من مختلف السلط العمومية: تكالبت الأذرع الإعلامية لبعض الديكتاتوريات وتدخلت بشكل سافر وفاضح في الشأن التونسي ولم يصدر حتى مجرد احتجاج من الخارجية التونسية. قبل أيام قامت الجزائر بدعوة سفيرها في باريس بسبب برنامج بثته قناة “فرانس 3″ حول الحراك في الجزائر”.

 وعلّق نقيب الصحافيين التونسيين على التحريض الإعلامي الذي أقدم عليه أحمد موسى بدعوته التونسيين للنزول إلى الشارع وطرد راشد الغنوشي من البرلمان، قائلاً “”إعلامي” مصري تافه، لا تعطوه أكثر من حجمه، ولا تحققوا حلمه في النجومية فهو يعرف جيداً أن وضع بلادنا، على علّاته وبكل أمراضه، حلم له ولغيره في المستقبل البعيد”.

وأضاف البغوري عبر “فيسبوك”: “كل التضامن مع ضحايا القمع والاستبداد في أرض المحروسة”.

في المقابل دعا “حراك السيادة” إلى حماية الديمقراطية التونسية والدفاع عن المؤسسات المنتخبة بشكل ديمقراطي أمام الهجمة الإماراتية والمصرية المفضوحة، مشدداً على تنظيم وقفة احتجاجية أمام سفارتي الإمارات ومصر بتونس حتى تكف أذرعها الإعلامية عن التدخل في الشأن التونسي.

تونس .. واجهة الإمارات لمؤامرات ضد الربيع العربي

وتبذل دولة الإمارات جهودا مكثفة لتوجيه السياسات الداخلية والخارجية لبعض الدول، وبينها تونس التي تعد واجهة ابو ظبي لبناء “نظام إقليمي جديد” ينسجم مع تصوراتها، وتشن لتحقيق ذلك هجمات تستهدف منع تعزيز الديمقراطية، ونشر الفوضى في بلدان عديدة.

وبالنظر إلى الأنشطة الإقليمية الأخيرة، يمكن القول بسهولة إن سياسات الإمارات تتسبب بفوضى وعدم استقرار في المنطقة.

كما أن الإمارات، وعلى عكس السعودية، وهي الشريك الأكثر أهمية للتحالف العسكري العربي في اليمن، تقدم دعماً للقوى الانفصالية جنوبي اليمن، وكذلك دعماً مالياً ودبلوماسياً لدكتاتورية الأسد في سوريا، وتساهم في تفكيك وحدة هذا البلد.

وفي دول أخرى، مثل الصومال، توفر الإمارات دعماً مادياً لمنظمات إرهابية، وتعمل على إيجاد بيئة غير آمنة لتحصل على نفوذ في المنطقة.

وبشكل أساسي، تهدف الإمارات من مشاريعها إلى تطوير علاقات منسقة ومستقلة مع القوى العالمية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين، وإيجاد نفوذ لها في المنطقة.

ويمكن تلخيص هذه المشاريع بأنها “جهد لبناء نظام إقليمي جديد”. وبهذا المعنى، يُلاحظ أن الإمارات تقيم تعاون ملحوظا مع الروس في ليبيا، عبر تمويل مرتزقة تابعين لشركة “فاغنر” في البلد العربي، لدعم الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، ضد الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.

ومن خلال التعاون مع نظام الأسد في سوريا، تحاول أبو ظبي موازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة والصين بهدوء، وذلك على المستويات الاقتصادية والثقافية والدبلوماسية.

والإمارات وهي تمتلك قدرة عسكرية محدودة للغاية، تحتاج إلى حلفاء إقليميين لبناء هذا النظام الإقليمي المأمول، لكنها في الوقت نفسه تجد نفسها في كل جولة مهزومة أمام تركيا، القوة الإقليمية المهمة بالمنطقة.

ولهذا تسعى أبو ظبي إلى بذل جهود نشطة في المناطق التي تشهد نشاطاً تركياً، ويمكن قراءة أنشطة أبوظبي في ليبيا والأزمات ذات الصلة بهذه الطريقة.

كما تركز أبوظبي على استهداف الجهات الفاعلة، التي لا ترغب في أن تكون جزءاً من مشاريعها في اليمن وليبيا وغيرهما، أو حتى الجهات الفاعلة التي تعمل على تطوير سياسات محايدة وعلاقات وثيقة مع أنقرة، كما هو الحال في الهجمات الإماراتية، التي تستهدف جهات فاعلة في المغرب وتونس.

إن أحد العناصر الفرعية للإمارات في إقامة “نظام إقليمي جديد” هو تدمير أي حركة إسلامية قد تشكل تهديدا لأمن نظامها، ويتم تنفيذ هذه السياسة داخل الدولة، وعلى مستوى دول الخليج وبلدان الشرق الأوسط والصعيد الدولي.

وفي وقت يتم فيه الضرب بقبضة من حديد على أيدي جميع الإصلاحيين، وخاصة الصحافيين الناقدين، فإن الحظر المفروض من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ 2017 على قطر، التي تستضيف أسماء مهمة في جماعة الإخوان المسلمين، يتم تنفيذه على صعيد منطقة الخليج.

وعلى الصعيد الإقليمي أيضا، تشن الإمارات حربا على دول إقليمية، مثل تركيا، حيث تدعي وجود تحالف بين أنقرة وحركة الإخوان.

وتنظر أبوظبي إلى شخصية مثل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على أنه يشكل فرصة يجب اغتنامها على نطاق عالمي، حيث تمارس أنشطة ضغط، بمساعدة واشنطن، وتواصل في الوقت نفسه تعزيز تعاونها مع قوى كبرى، كالصين وروسيا.

ورغم أن هذه السياسة الخارجية العدوانية والطموحة للإمارات تتجاوز قدراتها، إلا أن الطموحات السياسية تمنع التفكير العقلاني للنخبة السياسية في أبوظبي.

في الواقع، ورغم تداعيات جائحة فيروس “كورونا المستجد” على الاقتصاد الإماراتي، إلا أن أبوظبي تواصل أنشطتها خارج حدوها، ولعل خير مثال على تلك السياسات، أنشطتها في بلدان شمال أفريقيا.

وتعمل الإمارات على إظهار الحكومة المغربية وكأنها فاشلة في مواجهة كورونا، وتعمل بالطريقة نفسها على استهداف تونس، عبر حملات موجهة في وسائل التواصل الاجتماعي.

عمليات تحريض

وزعمت قناة “العربية” التي تعمل بتمويل سعودي ومقرها الإمارات، أن راشد الغنوشي، رئيس البرلمان التونسي، رئيس حركة “النهضة” (إسلامية)، الذي عاد من المنفى عام 2011 مع “ثورة الياسمين”، تمكن من امتلاك ثروة مالية بوسائل غير مشروعة.

ويعمل تلفزيون “الغد”، ومقره مصر وهو امتداد للمحور الإماراتي السعودي، على الإسهاب في الترويج لهذه القضية، وتحاول القناة، التي تأسست على يد دحلان بتمويل إماراتي، إيجاد تصور بأن الشعب التونسي لا يثق بحكومته ولا بالتحقيقات الجارية في هذا الصدد.

وتزامنت هذه الادعاءات مع نقاشات يشهدها الشارع التونسي حول العواقب الاقتصادية الناجمة عن الإجراءات المتخذة لمكافحة الفيروس.

ويمكن القول إن الإمارات تعمل على التأثير في الشؤون الداخلية التونسية من خلال أذرعها هناك.

ودعمت أبوظبي الاحتجاجات المناهضة لحركة “النهضة”، عام 2013، كما دعمت حزب “نداء تونس” (ليبرالي) ضد “النهضة” في الانتخابات الرئاسية، عام 2014، وعملت على استمالة الرئيس التونسي (الراحل)، الباجي قايد السبسي، لكسر تحالف النهضة- نداء تونس، الذي بزغ عقب انتخابات 2014.

وبالمثل، مولت أبوظبي الاحتجاجات المناهضة للحكومة، عام 2018، لإيجاد أزمة مصطنعة باتخاذ قرار لا يتناسب مع الأعراف الدبلوماسية، عبر منع التونسيات من دخول الإمارات.

كما عملت أبوظبي على توجيه السياسات الداخلية التونسية، بدعم وزراء مثل لطفي براهم، ونبيل القروي، زعيم حزب “قلب تونس”، إلا أن جميع خطواتها باءت بالفشل.

ومن خلال الأزمة المفتعلة ضد الغنوشي، دعت مجموعات الذباب الإلكتروني، التابعة للمحور الإماراتي السعودي، البرلمان التونسي إلى سحب الثقة من الحكومة الائتلافية (تشارك فيها النهضة).

ودعت مجموعات الذباب الإلكتروني، التابعة للمحور الإماراتي السعودي، البرلمان التونسي إلى سحب الثقة من الحكومة الائتلافية.

وعبر وسائل إعلام تابعة لهذا المحور، مثل “العربية” و”سكاي نيوز”، وجهت شخصيات تونسية تابعة لذلك المحور، مثل عبير موسى، انتقادات لاذعة للغنوشي، معتبرة أن احتجاجات تونس، بداية من ديسمبر/ كانون الأول 2010، لم تكن ثورة.

لينتقل بعدها النشاط الإماراتي من تونس إلى التدخل في الشؤون الداخلية الليبية.

الأزمة الليبية

يمكن القول إن هناك سببين أساسيين لوضع المغرب وتونس والجزائر على قائمة الأهداف الإماراتية.

الأول هو أن هؤلاء الفاعلين لا يخدمون النظام الإقليمي المطلوب تأسيسه تحت قيادة الإمارات.

وبعبارة أخرى، لم يتم احتواء هذه الدول ضمن محور الوضع الراهن، الذي تقوده الإمارات والسعودية، بسبب انتهاج تلك الدول سياسات مستقلة نسبيا.

لذلك، بقي الشغل الشاغل للإمارات هو تحويل تونس والجهات الفاعلة الأخرى، كالمغرب والجزائر، إلى بيادق في النظام الإقليمي الجديد، الذي تحاول أبوظبي تأسيسه.

والسبب الثاني هو وجود حركات إسلامية أقلية أو أغلبية في دول شمال أفريقيا هذه (تونس والمغرب والجزائر).

وعملت أبوظبي على استهداف الدول التي لا تقع تحت “هيمنتها” وتتسامح مع الحركات الإسلامية.

ولا يمكن الفصل بين عملية استهداف تونس والتوازنات في ليبيا، حيث تعمل الإمارات على توجيه السياسة التونسية لضرب الحركات الإسلامية أو الديمقراطية، ولعب دور نشط في الحرب الأهلية بليبيا، والحد من نشاط تركيا في المنطقة.

إن بقاء ليبيا محايدة رغم جميع الإغراءات السياسية للإمارات خلال الأزمة، شكل في الواقع مصدر انزعاج لأبوظبي.

ورغم أن الحكومة الشرعية في ليبيا تؤكد دعمها لكل من الجزائر وتونس، إلا أن الأخيرة رفضت مرور الدعم العسكري التركي لحكومة فائز السراج الشرعية في طرابلس عبر أراضيها.

لذلك، يمكننا القول إن الحكومة التونسية تعمل وفق مصالحها الوطنية، ولا تتمسك بطرف محدد، سواء كان تركياً أو إماراتياً.

غير أن الإمارات لا يروق لها حياد تونس، فتعمل على استهداف هذا البلد، لكن بطريقة ترتبط إلى حد كبير بالتغيرات في الموازين بمنطقة شرق البحر المتوسط.

في الواقع، وبحسب أنباء صحيفة “القدس العربي”، أرادت الإمارات مساعدة تونس في مكافحة تفشي كورونا، وأثارت المحادثة الهاتفية بين “بن زايد” والرئيس التونسي، قيس سعيد، في 14 أبريل/ نيسان الماضي، خلافات سياسية في الداخل التونسي.

كثير من المراقبين فسروا هذا الحدث، الذي جاء بعد فتور في العلاقات بين البلدين لسنوات عديدة، بأنه محاولة من “بن زايد” لسحب تونس إلى ليبيا، تحت ذريعة المساعدات.

جاء اتصال “بن زايد” بالرئيس التونسي بعد خسائر متتالية مُني بها حفتر في ليبيا وفقدانه السيطرة على مناطق على الحدود التونسية الليبية. وقد يُطلب من المليشيا المدعومة من الإمارات دخول الحدود التونسية عند الضرورة.

لكن ما تريده أبو ظبي من تونس، القريبة جغرافيا من حفتر المهزوم ميدانيا، هو لعب دور عسكري وسياسي في ليبيا.

وتسعى الإمارات إلى توفير مزيد من الدعم لحفتر شرقي ليبيا، وإناطة مسؤولية دعم حفتر في الغرب بتونس.

وبالنتيجة، يمكننا القول إن أبوظبي تبذل جهودا محمومة لتوجيه السياسة التونسية الداخلية والخارجية لبناء النظام الإقليمي الذي تتصوره، والذي يتم فيه القضاء على الحركات الإسلامية، وتوجيه السياسة الداخلية والخارجية للبلاد بأدوات اقتصادية، والحد من نشاط بعض البلدان الفاعلة في المنطقة، مثل تركيا.

إن الهجمات التي تقودها الإمارات ضد دول شمال أفريقيا، بما فيها تونس، تخدم هذه الفكرة أيضا.

لذلك، نرى أن جهود أبوظبي لمنع تعزيز وترسيخ الديمقراطية في تونس، عبر استهداف الغنوشي، ليست بمنأى عن جهود تبذلها بعض النخب السياسية ضد الحركات الديمقراطية في المنطقة.