موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

النظام الإماراتي يكرس قصة فشل شامل في التعامل مع جائحة كورونا

173

كرس النظام الإماراتي على مدار أشهر قصة فشل شامل في التعامل مع جائحة كورونا سواء بالتدابير الاحترازية أو حملة التطعيم.

وشكلت تجربة النظام الإماراتي مع لقاح جائحة فيروس كورونا دليلا عمليا أخر على حدة تخبطه وهوس أبوظبي بالألقاب غير العملية.

ودفع غرور الإمارات وهوسها في حصد الالقاب للتعاقد مع اللقاح الصيني ثم تتخلص منه لدول أخرى بعد أن ثبت عدم فاعليته.

وأصبحت الإمارات البلد الوحيد الذي أعلن عن نتائج أولية عن اللقاح الصيني، وأول دولة تصرح به ودولة تهديه لدول أخرى.

وبدأت السلطات الصحية في الإمارات اليوم إعطاء جرعة ثالثة من اللقاح الصيني”سينوفارم” المضاد لفيروس كورونا المستجد لبعض سكانها.

ويأتي ذلك بعدما قال الأطباء إنَّ هذا اللقاح لم يُنتِج أجساماً مضادة كافية في بعض الحالات.

شركة G42 Healthcare، التي نسَّقت المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية للقاح “سينوفارم” في الإمارات ومناطق أخرى في الشرق الأوسط، قالت إنَّ “مجموعة محددة من الأشخاص سيُمنَحون جرعة ثالثة لمراقبة استجابة الجهاز المناعي” ضمن دراسة علمية.

لكن الشركة رفضت الكشف عن أسباب إعطاء هذه الجرعة الثالثة وعدد الأشخاص المشمولين.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإماراتية للشؤون الصحية الدكتورة فريدة الحوسني، إنَّ “بعض الأشخاص” تلقوا جرعة ثالثة مُعزِزَة من اللقاح.

وأضافت أنَّ “العدد ضئيل للغاية” مقارنة بعدد الذين تلقوا الجرعتين الأولى والثانية، بحسب ما ذكرته صحيفة The National الإماراتية.

وقال 8 أشخاص في أبوظبي، إنهم حُقِنوا بجرعة ثالثة من اللقاح الصيني، بعد استدعاء خدمات الصحة العامة لهم في الأسابيع الأخيرة، وكانوا جميعاً موظفين أو متعاقدين لدى جهات حكومية في الإمارات.

وأشار هؤلاء إلى أنهم لم يشاركوا في أية دراسة علمية، ولم يخضعوا لفحوصات للكشف عن الأجسام المضادة.

وصرح أحدهم: “لم أحصل على أي سبب أو تفسير عند استدعائي. طُلِب مني فقط الحضور لأخذ جرعة مُعزِّزَة”.

من جانبها، قالت نوال الكعبي، الباحثة الرئيسية في تجربة لقاح سينوفارم، في رسالة قصيرة رداً على استفسار حول الجرعات الثالثة: “إنها ليست رسمية! ولا تُنفَذ وفق روتين حكومي”.

كذلك قال طبيبان في الإمارات إنَّ بعض متلقي لقاح “سينوفارم” من بين مرضاهم وزملائهم أظهروا استجابة ضئيلة أو معدومة من حيث مستوى الأجسام المضادة المُطوَّرة بعد الجرعة الثانية، وليس من الواضح إلى أي مدى تقيس اختبارات الأجسام المضادة الاستجابة الكاملة لجهاز المناعة للقاح.

بدوره، قال الدكتور سانديب بارجي، اختصاصي أمراض الرئة في مستشفى Aster بدبي، إنَّ تطبيق الجرعة الثالثة من سينوفارم “لم يحدث وفق سياسة وطنية حتى الآن”، وأُعطِيَت هذه الجرعة في البداية للأشخاص الذين يعانون من اعتلالات متعددة، أو لم يطوروا أجساماً مضادة كافية بعد أول جرعتين.

أضاف بارجي أن “الوقت الأمثل للحصول على الجرعة الثالثة هو بعد ستة أشهر من الجرعة السابقة، حين تميل الأجسام المضادة المُطوَّرة بعد التطعيم إلى التراجع قليلاً”.

تساؤلات حول اللقاح الصيني

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حذَّر مسؤولو الصحة في الإمارات، في اجتماع مُغلَق مع الشركات الحكومية، من أنه قد تكون هناك حاجة إلى إعطاء جرعة معزِّزَة ثالثة من اللقاح الصيني لأولئك الذين لا يطورون استجابة مناسبة من الأجسام المضادة بعد الجرعتين الأولى والثانية، حسبما كشف أشخاص كانوا حاضرين.

ويُعرف اللقاح الصيني الذي تعتمده الإمارات باسم BBIBP-CorV، ويُشتهر باسمه التجاري “لقاح سينوفارم”.

وهو أحد اللقاحين اللذين طورتهما شركة Sinopharm (مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية).

يختلف لقاح سينوفارم عن لقاح CoronaVac الصيني الآخر الذي تنتجه شركة الأدوية البيولوجية Sinovac، والذي نشرت حوله دراسة علمية صينية واحدة في المجلة العلمية The Lancet.

كما أن لقاح Sinovac خضع للمرحلة الثالثة من التجارب في بلدان مختلفة، حيث أظهرت البيانات من التجارب الأخيرة في تركيا وإندونيسيا أن اللقاح كان فعالاً بنسبة 91.25% و65.3% على التوالي.

لكن فيما يتعلق بلقاح سينوفارم الذي تعتمده دول الخليج، خالفت الصين البروتوكول المتعارف عليه علمياً الصيف الماضي من خلال تقديم حقنة تجريبية لمواطنيها، على عكس صانعي اللقاحات الغربيين، الذين انتظروا التجارب لإظهار أن منتجاتهم آمنة وفعالة.

كانت العديد من البلدان مترددة في الموافقة على هذا اللقاح لأنه يفتقر إلى بيانات تجريبية موثوقة.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه لم تُنشَر النتائج المُفصَّلة لمراجعة النظراء الخاصة بالمرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية للقاح “سينوفارم” الصيني.

وهذا على عكس نشر نتائج الدراسات الكاملة للقاحات “فايزر-بيونتيك” الأمريكي-الألماني، و”أسترازينيكا” البريطاني-السويدي، و”موديرنا” الأمريكي، و”سبوتنيك-في” الروسي، و”جونسون آند جونسون” الأمريكي.

علاوةً على ذلك، أظهرت تجارب اللقاحات الصينية الأخرى تمتعها بفاعلية أقل، إذ وُجِد أنَّ لقاح “سينوفاك” لديه فاعلية 50.4% بعد تجارب في البرازيل.

فيما تبين أنَّ فاعلية لقاح “كانسينو بيولوجيكس” تبلغ 65.7% في الوقاية من أعراض “كوفيد-19″، وفقاً لوزير الصحة الباكستاني، الذي استشهد ببيانات تجارب متعددة البلدان.