موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

توثيق حقوقي: الإمارات حولت شهر رمضان إلى موسم للانتقام

436

كشف توثيق حقوقي نشره مركز مناصرة معتقلي الإمارات، أن سلطات أبوظبي حولت شهر رمضان المبارك من شهر التسامح إلى شهر الاعتقال وموسم للانتقام.

وأبرز المركز أن شهر رمضان يعتبر أحد المناسبات السنوية الهامة التي يترقبها المسلمون في أنحاء العالم، ففي هذا الشهر الفضيل تلتف الأسر حول مائدة واحدة، وتسمو بينها قيم التسامح والعفو والتصالح، بل إن الحكومات عادة ما تصدر عفواً عن السجناء قبل بداية الشهر حتى تسمح لهم بقضاء هذا الوقت المهم مع عوائلهم.

وأشار المركز إلى أنه في دولة مثل الإمارات، التي دائماً ما تدعي حكومتها أنها أنموذج في التسامح والعفو، وتتخذ من التسامح شعاراً، فإن أقل ما يمكن توقعه أن تقوم الحكومة بإصدار عفو عن السجناء، أو المبادرة إلى سلوكيات تعكس هذه الشعارات على الأقل

لكن الواقع أن الإمارات حولت شهر رمضان إلى عنوان للاعتقال والانتقام بدلاً من أن يكون عنواناً للتسامح والعفو، بحسب المركز الحقوقي.

ففي رمضان 2012، الذي لا يزال عالقاً في ذاكرة الكثير من العائلات الإماراتية، قامت السلطات الإماراتية بشن حملة اعتقالات شملت 17 فرداً ضمن ما يعرف بمجموعة “الإمارات 94” التي تضم كوكبة مميزة من أساتذة الجامعات والأكاديميين والناشطين.

اقتحمت السلطات الإماراتية بيوتهم في منتصف ليالي الشهر الفضيل، دون أي مراعاة لحرمة الشهر أو احترام للعادات والتقاليد، بل إنها اعتقلت بعضهم أثناء الخروج من المسجد، مثلما حصل مع طارق القاسم، الذي اعتقله عناصر من أمن الدولة إثر خروجه من أحد المساجد.

بعد اعتقال السلطات الإماراتية لهم، اختفى المعتقلون السبعة عشر لأشهر طويلة دون أن يتمكن أهلهم من معرفة مكانهم، ثم ظهروا لاحقاً في المحكمة، ليتبين أنهم تعرضوا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وأن جزء كبيراً منه جرى في شهر رمضان، الذي من المفترض أن يكون شهر التسامح.

ورغم ما حمله رمضان في عام 2012 من ذكريات قاسية لأهالي المعتقلين، ظل العديد منهم يترقب الشهر الكريم في كل عام، لعله يحمل قراراً بالعفو من الحكومة الإماراتية عن المعتقلين، فيجتمعون مرة أخرى بهم في هذا الشهر الفضيل.

لكن رمضان في كل عام، أصبح يكسر قلوب المعتقلين وأهلهم أكثر من ذي قبل، فبعد ترقب طويل يُصدمون في كل مرة أن قرارات العفو التي تصدرها الحكومة تشمل المجرمين لكنها لا تشمل معتقلي الرأي.

بل إن الأسوأ من ذلك، أن المعتقلين السبعة عشر الذين تم اعتقالهم في رمضان انتهت محكومياتهم منذ أشهر طويلة، لكن السلطات ترفض الإفراج عنهم، وهو سلوك انتقامي من غير المعقول أن يستمر مع حلول الشهر الفضيل.

وخلص المركز الحقوقي إلى أن احترام شهر رمضان يوجب على السلطات الإماراتية، الإفراج عن جميع المعتقلين الذين انتهت محكومياتهم وإيقاف سلوكها الانتقامي الذي لا يتناسب مع هذا الشهر، الذي يعد موسماً للتسامح والعفو وليس موسماً للانتقام.