موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فضيحة برنامج بيغاسوس تبرز عمق شراكة الإمارات وإسرائيل

167

أبرزت فضيحة برنامج بيغاسوس للتجسس عمق شراكة الإمارات وإسرائيل وخطرها على منطقة الشرق الأوسط برمتها بما في ذلك قمع الحريات وحقوق الإنسان.

وكشف تحقيق دولي عن استهداف النظام الإماراتي أكثر من 10 آلاف رقم هاتف عبر مجموعة بيغاسوس NSO الاسرائيلية للتجسس.

ويشمل المستهدفون إماراتيون صحافيون وناشطون ومعارضون ولائحة مذهلة من الأهداف التي يلاحقها نظام أبوظبي.

وتم كشف هذه التفاصيل ضمن تحقيق استقصائي تعاوني تم تنسيقه عبر “قصص محظورة” أو Forbidden Stories  للصحافة ومقره باريس، والمختبر التقني لمنظمة العفو الدولية.

وحقق المشروع في داتا مرتبطة بمجموعة NSO الإسرائيلية للاستخبارات الرقمية والتي تبيع أنظمة مراقبة متطورة للحكومات حول العالم.

إذ عمل 80 صحافياً يمثلون 17 مؤسسة إعلامية من حول العالم، لإنتاج التحقيق الذي يشكل إدانة وفضيحة جديدة للإمارات ونهجها القائم على التجسس والاختراق.

ويرى مراقبون أن فضيحة التجسس بتقنيات إسرائيلية، أثبتت أن إسرائيل لديها أفق أمني وسياسي يتجاوز حدودها وأنها تسعى لتوسيع نفوذها من خلال تطوير الرصد الإلكتروني لكي تستطيع خوض حروب سايبرية ضد مناوئيها خارج حدود فلسطين، كما تستخدمها على نطاق واسع ضد الفلسطينيين.

ومنذ بضع سنوات استخدمت إسرائيل إمكاناتها التكنولوجية ليس في التجسس فحسب بل في أداء مهمات عسكرية كما تفعل مع إيران في الوقت الحاضر.

ويتجلى مشروع التمدد الإسرائيلي في ثلاثة أبعاد: سياسي يتمثل بتوسيع علاقاتها مع دول عربية تتصدرها دولة الإمارات، وعسكري بتطوير صناعاتها العسكرية وبيع السلاح على نطاق واسع للدول الأخرى، وأمني من خلال تطوير صناعاتها الإليكترونية التي وضعت الحرب السايبرية في صدارة أولوياتها.

ويعتبر مشروع بيغاسوس واحدا من أكثر الوسائل التجسسية تطورا وأوسعها انتشارا، وأكثرها جذبا للزبائن من الأنظمة الشمولية التي تستهدف مناوئيها بلا رحمة أو هوادة.

أما القضية الثانية فترتبط بتمويل مشروع التوسع الإليكتروني وتطوير وسائل الحرب السايبرية.

ويبرز اسم دولة الإمارات كجهة مساهمة في تطوير الاقتصاد الإسرائيلي خصوصا بعد تطبيع أبوظبي علاقاتها مع تل أبيب.

ففي السنوات الأخيرة موّلت دول الخليج مجموعة “ان اس او” الإسرائيلية بمئات الملايين من الدولارات في مقابل حصولها على برنامج بيغاسوس التجسسي.

ووفقا لما توصل إليه تحقيق الجهات الإعلامية السبع عشرة في القضية الأخيرة فقد عيّنت الشركة فريقا خاصا للعمل مع تلك الدول، ويحمل كل شخص في هذا الفريق جواز سفر أجنبيا لتسهيل سفره إلى تلك الدول وتقليل الشكوك حول الدور الإسرائيلي. وهكذا أصبح نظام التجسس المذكور مصدر ثروة مالية للكيان الإسرائيلي من جهة ووسيلة لتوسيع النفوذ السياسي من جهة أخرى.

القضية الثالثة ذات الصلة بمشروع بيغاسوس تتصل بالدلالات السياسية لمشروع التجسس المذكور، ودور إسرائيل في التصدي للنشطاء السياسيين المعارضين للاحتلال ولحكومات الدول الصديقة لإسرائيل.

إنه جانب من المشروع الصهيوني بدعم إماراتي للهيمنة على المنطقة، إذ تسعى لتوسيع نفوذها لها في العالم العربي بتمتين العلاقات مع أنظمة الحكم فيها. ويهدف الكيان الإسرائيلي لمنع حدوث تغير نوعي في منظومات الحكم العربية.

يمكن القول إن مشروع بيغاسوس الذي اكتشفت بعض تفصيلاته، يمثل ذروة عمل قوى الثورة المضادة بقيادة الإمارات والتي تضافرت لمنع التحول الديمقراطي في المنطقة .