موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

وثائق تؤكد دعم الإمارات قواعد جوية إثيوبية

195

أكدت صور فضائية وبيانات ملاحية خاصة أن الإمارات فتحت جسرا جويا لتقديم الدعم العسكري لصالح قواعد جوية تابعة للجيش الإثيوبي مستعينة بشركات شحن خاصة.

وأظهرت الصور والبيانات دعما عسكريا إماراتيا مكثفا لقواعد جوية إثيوبية، كما كشفت عن وجود طائرة مسيرة من طراز “وينغ لونغ” (Wing Loong) الصينية في القواعد العسكرية الإثيوبية.

واستعانت الإمارات بشركتين من أوروبا لتسيير رحلات دعم عسكري لإثيوبيا، وهما شركة “يورب إير” (Europe Air) الإسبانية التي نظمت 54 رحلة دعم عسكري بين الإمارات وإثيوبيا في أقل من شهر، وشركة “فلاي سكاي إيرلاينز” (Fly Sky Airlines) الأوكرانية التي نظمت 39 رحلة شحن عسكري خلال شهرين ولا تزال الرحلات مستمرة.

كما كشفت صور الأقمار الصناعية أن قاعدتي سمرا وأكسوم خرجتا من الخدمة بعد اشتباكات مع قوات جبهة تحرير شعب تيغراي.

وتكشف الصور الفضائية أن قوات جبهة تيغراي تمكنت من السيطرة على قواعد عسكرية للجيش الإثيوبي، وباتت على نحو 200 كيلومتر من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

ومؤخرا توقع المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي أليكس دي وال أن يستمر الصراع العسكري في إثيوبيا ليهدد استقرار هذه الدولة ويحدث فوضى بشمال شرق أفريقيا، كما سيدمر مؤسسات الاتحاد الأفريقي الهشة من أجل السلام والأمن إذا لم تسارع واشنطن لوقفه.

وقال الكاتب في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأميركية (Foreign Policy) إن الخلاف بين الأطراف المتصارعة في إثيوبيا من الصعب حله، لأنه يبدأ بالتكذيب المتبادل بين الحكومة الفدرالية برئاسة آبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيغراي بشأن من بدأ الطلقة الأولى، ويمتد إلى التفسير الدقيق للدستور والسلطات التي يمنحها للحكومة المركزية وللمناطق، وإلى التدخلات الخارجية من قبل دولة إريتريا ودولة الإمارات حاليا.

ولا يستبعد الكاتب تدخل المزيد من دول الجوار والدول الأخرى في هذا الصراع إذا لم يتم وقفه في وقت مبكر.

ويقول الكاتب إنه مع كل يوم يمر وكل مذبحة للمدنيين وكل هجوم جوي أو بري على بلدات إقليم تيغراي ومدنه وكل صاروخ يطلقه الإقليم على مدينة أخرى في إثيوبيا أو في إريتريا المجاورة تتراكم المظالم ومخاطر الفوضى العنيفة في جميع أنحاء البلاد والدول المجاورة.

وأشار إلى أن التاريخ الحديث لإثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي يثبت أن إثيوبيا كانت واحدة من أول التحديات التي واجهتها واشنطن قبل 4 عقود في عهد دكتاتور إثيوبيا العقيد منغستو هايلي مريام الذي نفذ حملات عسكرية قاسية ضد مواطنيه وقتل مئات الآلاف في ما يسمى “الإرهاب الأحمر”، وخاض حربا ضد الصومال حول إقليم أوغادين.

كما واجهت الإدارة الأميركية تحديا آخر في إثيوبيا في عام 1998 خلال النزاع الدموي مع إريتريا حول الحدود، إذ واجهت سوزان رايس مساعدة وزير الخارجية الأميركي المعينة حديثا آنذاك أول تحد صعب لها في وساطة شاركها فيها الرئيس الرواندي بول كاغامي، والتي انتهت برفض الرئيس الإريتري أسياس أفورقي -الذي لم يكن يريد إراقة ماء وجهه والاعتراف بالهزيمة العسكرية، ولاعتقاده بأن إثيوبيا مثل يوغسلافيا قابلة للانهيار- الصيغة النهائية لوقف الحرب بين البلدين.

وقال دي وال إن هناك درسا بسيطا للإدارة الأميركية، وهو أنه من السهل أن تبدأ الحروب في إثيوبيا لكن من الصعب وقفها، ولذلك من الأفضل وقف العمليات العسكرية قبل أن تتصاعد وتنتشر.

واستمر الكاتب في استعراضه الصراع بين إثيوبيا وإريتريا، قائلا إنه بعد 18 عاما من الحرب الباردة بين البلدين وصل رئيس الوزراء الإثيوبي الشاب الجديد آبي أحمد إلى أسمرا في عام 2019 لاحتضان أسياس وإعلان السلام، واصفا ذلك بأنه واحد من الإصلاحات المذهلة الجارية في ذلك الوقت، والتي جلبت لآبي أحمد الإشادة وجائزة نوبل للسلام.

لكن أسياس -الذي ربما كان الأكثر تشددا وتراجعا من أي حاكم أفريقي حسب وجهة نظر دي وال- رأى أن السلام مع إثيوبيا هو اتفاق أمني لسحق التيغراي.

وأضاف إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب -مثل الكثير من دول العالم- أعجبت بآبي أحمد، لكن في القرن الأفريقي مؤهلات الإصلاحيين دائما ما تكون ثانوية مقارنة بحساب القوة والكبرياء القومي، والسذاجة بشأن هذه الحقيقة تصبح خطرة عندما يخوض بلد الحرب.

وأكد الكاتب أنه من الواضح حتى الآن أن الأطراف المتحاربة هي الحكومة الفدرالية في إثيوبيا، وجبهة تحرير شعب تيغراي، ودولة إريتريا، ودولة الإمارات التي تنطلق الطائرات المسلحة بدون طيار من قاعدتها الجوية في عصب الإريترية، والتي تستخدمها في حربها في اليمن.

وأشار إلى أن بصمات أسياس منتشرة في جميع أنحاء الحرب، وربما يعرف أنه لن يفلت من العقاب في اللحظة التي ربما تعود فيها رايس إلى منصبها تحت قيادة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن.

والواضح أيضا -يقول دي وال- أنه مع المعارك الضارية والغارات الجوية والهجمات الصاروخية وهجمات المشاة الحاشدة ومذابح المدنيين أن هذه الحرب حرب كبرى لن تنتهي باستيلاء الجيش الإثيوبي على مدن تيغراي وإعلان النصر.

وقال إن حرب إثيوبيا ستتحول إلى حرب عصابات يتحول فيها آبي أحمد إلى الخطاب القومي، وتنغمس وسائل الإعلام الإثيوبية في خطاب الكراهية المناهض للتيغراي، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى تعميق انقسامات المجتمع.

وأضاف أن التاريخ يجب أن يكون هو المرشد، فحروب إثيوبيا تقتل عشرات الآلاف إن لم يكن الملايين، وتفتح الباب للمجاعات، والنصر فيها مجرد أوهام، وهناك سياسة واحدة منطقية للتعامل معها، وهي وقفها باكرا بحظر الأسلحة والعقوبات وحظر السفر وكل ما يمكن عمله في هذا الاتجاه، محذرا من أن الأسابيع القليلة المقبلة حاسمة.

ونصح دي وال بأنه إذا لم يتمكن فريق بايدن الانتقالي للسياسة الخارجية من العمل مع مسؤولي ترامب المنتهية ولايته لإعادة توجيه السياسة الأميركية في الأيام المقبلة فإن على الكونغرس إرسال رسالة من الحزبين إلى آبي أحمد، وهي: أوقفوا هذه الحرب التي لا داعي لها.

وختم بأن ولاية بايدن ستبدأ بمستنقع غير قابل للحل في القرن الأفريقي من شأنه أن يجر السياسة الخارجية لإدارته إليه، وربما يدمر إثيوبيا.