موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقرير بريطاني يوثق خرق إماراتي جديد لحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا

179

وثق تقرير بريطاني خرق جديد من دولة الإمارات لحظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا ضمن دعمها ميليشيات مجرم الحرب خليفة حفتر في محاولته الانقلاب على حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

وكشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن شركتين مقرهما الإمارات شحنتا ما يقرب من 11 ألف طن من وقود الطائرات إلى شرقي ليبيا معقل ميليشيات حفتر ضمن مسلسل انتهاكها حظر تصدير الأسلحة إلى ليبيا الذي أقرته الأمم المتحدة.

وقالت الصحيفة البريطانية إن شحنة الوقود -التي وصلت مدينة بنغازي كبرى مدن الشرق الليبي في 16 مارس/آذار الماضي- تخضع للتحقيق من لدن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، وقد بلغت القيمة السوقية للشحنة قرابة خمسة ملايين دولار عند تحميلها في الإمارات.

وصرحت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز لصحيفة فايننشال تايمز بأن وقود الطائرات يعد “إمدادات قتالية” حسب قرار الحظر الأممي، مضيفة أن هذه الشحنة غير القانونية يمكن أن تمثل انتهاكا للحظر الدولي المفروض على ليبيا عقب سقوط نظام معمر القذافي في آخر عام 2011.

وأوردت الصحيفة البريطانية أن دبلوماسيين يشتكون منذ شهور مما يصفونه بانتهاكات متكررة وصارخة لحظر الأسلحة من قبل القوى الأجنبية، بما في ذلك الإمارات.

وقالت إنها اطلعت على وثائق للشحن والبضائع تكشف تفاصيل، قد تورط ثلاث شركات في قضية شحن الوقود من الإمارات إلى قوات حفتر.

وتشير الوثائق إلى أن شركة “أفريفين لوجستيك أف زيد إي” ومقرها في إمارة الشارقة، هي مورد الوقود. وأوضحت الوثائق أنه وقع تحميل الشحنة على ناقلة تحمل علم ليبيريا، واسمها “إم تي غولف بتروليوم 4″، وتدير السفينة شركة الخليج لخدمات الشحن، ويذكر سجل الشركة الأخيرة في الإنترنت أن مقرها في إمارة عجمان.

بالإضافة إلى ذلك، تم تحديد شركة “ديليجنسيا” بصفتها مساهما كبيرا في رأس مال شركة الخليج لخدمات الشحن، وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن “ديليجنسيا” توجد في المملكة المتحدة، وهي مختصة في توفير بيانات عن مؤسسات الشرق الأوسط.

ويؤكد مسؤولون في الأمم المتحدة أن الشركات المتورطة في شحن الوقود لشرقي ليبيا مسجلة في الإمارات، وأن الوقود الذي جرى شحنه مصدره الدولة الخليجية نفسها، ولكن المسؤولين أنفسهم يرفضون تأكيد أسماء الشركات الإماراتية التي أوردتها الصحيفة البريطانية.

وقال المسؤولون الأمميون إن تحقيقات الأمم المتحدة جارية لتحديد كيفية إجراء المعاملات المالية لشحنة الوقود والجهات المتورطة في ذلك.

ويتهم المسؤولون في حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، المعترف بها دوليا، أبو ظبي بمواصلة نقل الذخائر والمعدات العسكرية إلى اللواء المتقاعد حفتر على الرغم من وجود اتفاق بين القوى الأجنبية يقضي بوقف التدخل الأجنبي في الصراع الليبي.

غير أن الحكومة الإماراتية تجاهلت الاتفاق، وزادت من دعمها العسكري لحفتر بعد أن أرسلت تركيا قبل بضعة أشهر دعما عسكريا لحكومة الوفاق.

وتشير صحيفة “فايننشال تايمز” إلى أنه في ظل حالة الانقسام في مؤسسات الدولة الليبية بين الشرق والغرب، قامت قوات حفتر بإنشاء شركة نفط في الشرق منافسة للشركة الوطنية للنفط التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، والتي تحظى باعتراف دولي باعتبارها المستورد والمصدر الشرعي الوحيد للوقود من ليبيا وإليها.

وتقول المؤسسة الوطنية للنفط إنه “لا يوجد مبرر لاستيراد وقود الطائرات إلى شرق ليبيا”، وتقوم هذه المؤسسة الإستراتيجية بتكرير وقود الطائرات. وتشير إحصاءاتها إلى أنها مدت المنطقة الشرقية للبلاد بنحو 73 ألف طن العام الماضي من وقود الطائرات التجارية.

وقبل أربعة أيام أعلنت قوات البركان التابع لحكومة الوفاق في بيان لها، أنها رصدت وصول طائرتي شحن عسكريتين إماراتيتين إلى ميليشيات حفتر.

وذكر البيان أن طائرة شحن عسكرية “يوشن” تحمل الرقم “UP-I7654″، أقلعت من قاعدة عصب الجوية الإماراتية في إريتريا إلى قاعدة الخادم الجوية بالمرج، شرق ليبيا.

وأضاف البيان أن طائرة أخرى من الطراز ذاته وتحمل الرقم “UP-I7652” غادرت قاعدة الخادم متجهة إلى الإمارات، ويعتقد أنها أفرغت حمولتها من المعدات العسكرية في وقت سابق.

كما كانت قوات حكومة الوفاق الوطني أعلنت عن إسقاط طائرة إماراتية مسيّرة، بمحور عين زارة جنوبي العاصمة طرابلس.

وكثفت ميليشيات حفتر عمليات قصفها للعاصمة طرابلس في محاولة لتعويض الخسائر الكبيرة التي منيت بها على يد قوات حكومة الوفاق في الأيام القليلة الماضية، وأبرزها خسارة مدن الساحل الغربي للبلاد حتى الحدود التونسية.

وقصفت ميليشيات حفتر منازل مدنية في العاصمة الليبية طرابلس، في إطار خرقها لوقف إطلاق النار.

وقالت “بركان الغضب” التابعة لحكومة الوفاق في بيان إن “مليشيات حفتر قصفت منازل المواطنين بمنطقة الكريمية في جنوبي طرابلس بصواريخ غراد، ما أدى إلى اندلاع النيران في منزل أحد الليبيين”، دون أن تعطي تفاصيل أكثر عن حجم الخسائر جراء القصف.

وتنتهك قوات حفتر بوتيرة يومية وقف إطلاق النار، عبر شن هجمات على طرابلس، ضمن عملية عسكرية مستمرة منذ 4 نيسان/أبريل 2019 بدعم من أبو ظبي خدمة لمؤامراتها في نشر الفوضى والتخريب في البلاد.