موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس تكشف.. الإمارات تحول مطارا في اليمن لقاعدة عسكرية لميليشياتها

320

كشفت مصادر يمنية مسئولة لإمارات ليكس أن قوات النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية الموجودة في مدينة المكلا جنوبي اليمن، اقتطعت جزءاً من مطار الريان الدولي لتحويله إلى قاعدة عسكرية خدمة لأنشطتها الإجرامية.

وذكرت المصادر  أن أحد الأسباب الرئيسة لتأخير إعادة افتتاح مطار الريان يعود إلى تأمين مقر عسكري للقوات الإماراتية في أراضي المطار.

وظل مطار الريّان مغلقاً رغم مرور 3 سنوات على طرد عناصر القاعدة من مدينة المكلا؛ بسبب استخدام القوات الإماراتية له كقاعدة عسكرية ومعتقل، قبل أن تقتطع جزءاً منه وتستخدمه لمصلحتها.

وبحسب المصادر فإنه غير مسموح لليمنيين بمن فيهم المسؤولون المدنيون والعسكريون بالمحافظة الدخول أو الاطلاع على هذه المقرات التي تم بناء جزء منها تحت الأرض؛ ما يعني وجود نية للقوات الإماراتية للاستمرار فيها على مدى بعيد.

وأثار موضوع استغلال الإمارات للمطار جدلاً كبيراً في اليمن؛ لكونه لم يتعرض لأي دمار في الحرب، وهو ما يدعو للاستفهام حول سبب ادعاء القوات الإماراتية أنها تجري أعمال صيانة للمطار.

ويرى يمنيون أن موضوع صيانة المطار غطاء إماراتي لتبرير استمرار إغلاقه، على الرغم من حاجة مئات الآلاف من اليمنيين لخدماته، خاصة في ظل وجود مطارين فقط في الخدمة وهما عدن وسيؤون.

وبات إعلان إعادة افتتاح المطار خبراً مستهلكاً في وسائل الإعلام منذ نحو عامين، رغم التصريحات المتكررة من المحافظ والمسؤولين وآخرهم تصريح وزير النقل اليمني قبل نحو أسبوع.

تسبب استمرار إغلاق مطار الريان في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن بمعاناة متفاقمة للمواطنين اليمنيين في وقت تواصل فيه الإمارات منع افتتاح المطار ضمن دورها الإجرامي في البلد.

وأغلق مطار الريان إثر سيطرة تنظيم “القاعدة” على مدينة المكلا في العام 2015، واستمر إغلاقه بعد تحرير المدينة في إبريل/نيسان 2016، ومنذ ذلك الحين تحوّل المطار إلى قاعدة عسكرية ومقر لقيادة القوات الإماراتية والسعودية، وأصبح الوصول إليه والمغادرة منه حكراً على بعض المسؤولين والموالين للإمارات فقط.

وخلال الأيام القليلة الماضية، عاد الحديث عن مطار الريان إلى الواجهة من جديد، إثر جلسة استماع لقصص ضحايا إغلاق المطار، أقيمت في مدينة المكلا، ضمن حملة محلية للمطالبة بإعادة افتتاح المطار شملت فعاليات متنوعة.

وسرد سبعة متحدثين حكايات معاناتهم جراء إغلاق المطار، من بينهم فاطمة القرزي التي دفع والدها حياته ثمن إغلاق المطار.

وقالت فاطمة: “فوجئنا بوعكة صحية تدهم والدي، وازدادت معاناته يوماً بعد يوم وانتقلنا من مستشفى لآخر في انتظار رحلة عبر مطار سيئون الذي يبعد عن المكلا 350 كيلومتراً لعلاج والدي في الخارج”، وأضافت “لم يأتِ وقت الرحلة إلا وقد رحل والدي وسلم روحه، فيما حلّ في مقعده بالطائرة مريض آخر”. واختتمت فاطمة حديثها بالقول “افتحوا المطار كي نتعالج وليس للنزهة والمتعة”.

إلى جانب فاطمة، سرد المتحدثون الآخرون قصصاً لا تقل معاناة عن حكاية فاطمة، مناشدين السلطات المحلية بسرعة فتح مطار الريان.

وعلى الرغم من عدم تضرره في معركة تحرير المدينة من تنظيم “القاعدة”، ظل المطار مغلقاً إلى الآن، من دون مبررات واضحة، فيما أطلق محافظ حضرموت اللواء الركن فرج سالمين البحسني وسلفه اللواء أحمد بن بريك، عدة وعود بافتتاح المطار كلها ذهبت أدراج الرياح، بعدما اصطدمت على ما يبدو برفض إماراتي.

وفي هذا السياق، أعلن محافظ حضرموت السابق، أحمد بن بريك، في ديسمبر/كانون الأول 2016، أن مطار الريان سيعاد افتتاحه في يناير/كانون الثاني 2017. لكن الوضع استمر على ما هو عليه، على الرغم من المطالبات الشعبية بضرورة افتتاح المطار.

وفي يناير من العام الماضي، أطلق محافظ حضرموت الحالي اللواء الركن فرج البحسني وعداً بافتتاح المطار في يونيو/حزيران من العام نفسه، مشيراً إلى أن هذا لا يعني تسويفاً وكلاماً للإعلام إنما هو وعد ستمضي السلطة لتحقيقه بكل قوتها.

وأكد البحسني موعد الافتتاح ذاته في تصريح صحافي في إبريل/نيسان من العام نفسه، قائلاً إن تجهيز المطار يجري وسوف يعاد افتتاحه بعد شهرين فقط. وفور انتهاء المدة المحددة، عاد البحسني مرة أخرى ليعلن عن موعد آخر لافتتاح المطار حدده نهاية العام 2018.

وإلى جانب الوعود المتكررة، برزت التصريحات المتناقضة بشأن استمرار إغلاق المطار، ففي أغسطس/آب كشف البحسني في تصريحات لقناة أبوظبي عن توفير معدات الملاحة والرصد الجوي للمطار، وبقب فقط الانتهاء من الأعمال الإنشائية.

لكن مدير المطار أنيس باصويطين ذكر في تصريحات صحافية قبل أيام أن إدارة المطار أبرمت عقوداً مع دول أجنبية لتوفير معدات الملاحة وعند وصولها سيتم البدء بتشغيل المطار.

وتسببّت حزمة الوعود والتصريحات المتناقضة التي أطلقتها السلطة المحلية بشأن افتتاح المطار، في إحراجها أمام الرأي العام، وأظهرت إلى حد كبير عدم امتلاكها قرار افتتاح المطار، الذي بات مرهوناً على ما يبدو بحسابات التحالف السعودي الإماراتي.

وفي هذا الإطار، لم تُخفِ الإمارات تحكّمها في مصير المطار، إذ أصدر ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد خلال لقائه محافظ حضرموت نهاية العام 2017، توجيهات ببدء ما سماها “التهيئة” لفتح المطار واعتماد فتح خط لطيران “الاتحاد” مع مطار الريان فور تشغيله مباشرة.

ويفصح هذا التوجيه عن حجم الهيمنة الإماراتية على الموانئ والمطارات في جنوب البلاد، إذ إن مضامينه من المفترض أن تكون صادرة عن الحكومة اليمنية أو وزارة النقل، ومن عدن لا من أبوظبي.

وتقول السلطات المحلية إنّ عملية فتح المطار مرهونة بانتهاء التجهيزات في الصالات الجديدة واستقدام أجهزة الرقابة والملاحة. وللتأكيد على هذا الأمر نظّمت زيارة لقيادات من منظمات المجتمع المدني قبل أيام إلى المطار لاطلاعهم على العمل الحاصل، لكن مواطنين يرون ذلك نوعاً من الالتفاف كون المطار يستقبل رحلات لمسؤولين يمنيين وإماراتيين.

وبينما يرى مراقبون ضرورة استمرار الضغوط الشعبية على السلطة المحلية باتجاه افتتاح المطار، يقلل آخرون من هذه التحركات على اعتبار أن قراراً مثل هذا مقرون بترتيبات عسكرية إماراتية، وبانتهاء المهمة التي من أجلها أغلق المطار، معتبرين أن ما يجري من بناء مرافق جديدة في المطار هو بقصد التغطية وكسب مزيدٍ من الوقت لا غير.

ويؤكد مراقبون أن استمرار إغلاق مطار الريان لسنوات لا تفسير على الإطلاق، وكل المبررات التي ساقتها السلطات المحلية في حضرموت، لن تصمد أمام الحقيقة المتمثلة في أن المطار أصبح قاعدة إماراتية، وهذا سبب استمرار إغلاقه.

والمبررات التي تحاول السلطات في حضرموت تسويقها كحجة لاستمرار إغلاق الريان، هي مبررات زائفة وغير صحيحة، فمشكلة إغلاق الريان لا تتعلق بالصيانة والإصلاحات داخله، بل بقرار إماراتي يمنع فتحه بسبب وجود قوات عسكرية إماراتية فيه، فنحن نتحدث عن ثلاث سنوات لا يزال المطار مغلقاً خلالها، فهل يعقل أن تكون هناك إصلاحات وصيانة تستغرق كل هذه المدة؟.

من جهته، رأى المواطن سالم عبدالله أن استمرار إغلاق مطار الريان، هو قتل للحياة المدنية وتعزيز لعسكرة ساحل حضرموت. وأضاف في حديث لـ”العربي الجديد”: “للأسف، المرضى يموتون بسبب إغلاق مطار الريان، لا لشيء، فقط لأنه أصبح قاعدة عسكرية للتحالف وللإمارات بشكل خاص”.

وبشأن التجهيزات التي تتحدث عنها السلطة المحلية، أعرب عبدالله عن اعتقاده بأنها شمّاعة لتبرير فشل قيادة الشرعية والسلطة المحلية في فتح مطار الريان أمام المواطنين للتخفيف من معاناتهم، متسائلاً “ماذا يعني أن يستقبل مطار الريان رحلات للفنانين والعسكريين الإماراتيين والمسؤولين في الشرعية وهو غير جاهز؟”.