نشرت قناة الحرة الأمريكية تحقيقا صحفيا يبرز الإمارات العربية المتحدة بوصفها بلد تجارة رقيق في الزمن الحديث من خلال تجنيد شبان للقتال في مناطق صراعات ونزاعات.
وعرضت القناة مقابلة مصورة مع شاب سوداني يسرد خلالها قصة نقله من أبوظبي إلى ليبيا “للقتال لصالح الإمارات” بعد أن تم خداعه بشأن وجود فرصة عمل.
ويؤكد مراقبون أن الإمارات تستغل مرحلة الاضطرابات التي تمر بها بعض البلدان العربية لتنفيذ أجندة مشبوهة وقد وظّفت فيها كأداة للمهمات القذرة.
وأبرز هؤلاء أن قصة الشاب السوداني مثال واحد على غدرها بحق شباب السودان والزج بهم في صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
"تجارة رقيق في الزمن الحديث".. سوداني يسرد قصة نقله من أبوظبي إلى ليبيا "للقتال لصالح الإمارات" pic.twitter.com/bY08awRMYG
— قناة الحرة (@alhurranews) September 8, 2022
ويأتي نشر التحقيق المذكور مع انطلاق في العاصمة الفرنسية باريس مبادرة أوروبية لرفض العبودية والاتجار بالبشر في دولة الإمارات تستهدف حشد الضغط على أبوظبي لوقف انتهاكاتها الصارخة.
وتنظم المبادرة “حملة مناهضة العبودية الأوروبية” للتوعية بشأن رفض العبودية والاتجار بالبشر في الإمارات ولفضح ما تروجه من شعارات زائفة لتلميع صورتها.
وبحسب موقع “أوروبا بالعربي” الالكتروني، جرى بموجب المبادرة كتابة شعارات في قلب العاصمة الفرنسية باريس تحمل نص (أوقفوا العبودية والاتجار بالبشر في الإمارات).
ومن المقرر أن تمتد فعاليات المبادرة إلى عواصم ومدن أوروبية أخرى لإبراز الانتقادات الدولية الموجهة إلى دولة الإمارات على خلفية سجلها في العبودية والاتجار بالبشر.
وتستهدف حملة مناهضة العبودية بحسب القائمين عليها، حشد الجهود الشعبية والأهلية للضغط على الحكومات من أجل اتخاذ إجراءات فاعلة ضد دولة الإمارات لوقف ممارسات العبودية على أراضيها.
وكان الاتحاد الدولي للنقابات العمالية ITUC أعلن حديثا عن إطلاق حملة دولية ضد العبودية للعمال الوافدين في دولة الإمارات في أحدث إدانة لانتهاكات أبوظبي الجسيمة.
وأبرز الاتحاد أن قادة الأعمال في الإمارات لديهم قوة هائلة فيما العمال ليس لديهم سوى حقوق قليلة أو معدومة على الإطلاق.
ويشكل العمال المهاجرون 90٪ من القوة العاملة في الإمارات، ويعملون في ظل ظروف عمل يسميها الكثيرون “عبودية العصر الحديث”.
وبحسب الاتحاد الدولي فإن الإمارات هي أيضًا ملاذ آمن للشركات التي تهاجم حقوق العمال الوافدين وتجبرهم على الإقامة في ظروف سيئة.
وأكد الاتحاد الدولي تضامنه مع العمال المهاجرين الذين يتعرضون لسوء المعاملة في الإمارات، داعيا إلى وقف واقع محاصرتهم من خلال إساءة معاملتهم ومصادرة جوازات السفر واشتراط الحاجة إلى إذن صاحب العمل لتغيير الوظائف أو مغادرة البلاد.
وتمتلك الإمارات سجلا أسود في انتهاكات الاتجار بالبشر أكده عشرات التقارير والشهادات الدولية على خلفية جلب الفتيات من مناطق حروب ونزاعات للعمل بالدعارة وسوء معاملة العمالة الوافدة وسحق حقوقها.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة dailymail البريطانية عن تحذيرات من أن النساء والأطفال الأوكرانيين يتم تهريبهم إلى الإمارات بهدف الاتجار بالبشر واستغلالهم عبيد جنس وذلك في خضم الحرب التي تشنها روسيا على البلاد.
وأورد تقرير للصحيفة أن خبراء حذروا من أن النساء والأطفال الأوكرانيين الضعفاء من المرجح أن يتم الاتجار بهم من أجل العبودية الجنسية والعبودية المنزلية في الإمارات.
وأشار التقرير إلى أن ملايين الأوكرانيين فروا من البلد الذي مزقته الحرب منذ أن بدأت روسيا تقدمها الوحشي في شباط/فبراير الماضي، مما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن تعرض اللاجئين للاتجار.
وبحسب ما ورد استُهدف البعض في مخيمات اللاجئين البولندية ، لكن الخبراء يعتقدون أنه يتم أيضًا الاتصال بنسبة كبيرة ممن تم ترحيلهم قسراً إلى روسيا.
وكشف تقرير جديد صادر عن معهد واشنطن للدفاع والأمن ومركز نيويورك للشؤون الخارجية أن بعض هؤلاء النساء والأطفال “المفقودين” ربما يتم تهريبهم إلى الإمارات العربية المتحدة.