موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الاتجار بالبشر في دبي يزدهر على هامش معرض إكسبو

416

شهد الاتجار بالبشر في دبي ازدهارا ملحوظا على هامش استضافة الإمارة معرض إكسبو الدولي 2021 الذي افتتح منذ مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وقالت مصادر متطابقة ل”إمارات ليكس”، إن سلطات دبي عززت التسهيلات الممنوحة في الفنادق والشقق الخاصة للترويج للمزيد من الاتجار بالبشر والاقتصاد الجنسي بغرض جذب المزيد من الزوار لمعرض إكسبو.

وقد دفع الوضع الاقتصادي الصعب في أوروبا بالكثيرين للبحث عن أموال أفضل في أماكن أخرى، وقد وجد البعض سوقا جيدة في الإمارات وخاصة إمارة دبي، للعمل في أقدم مهنة عرفها التاريخ “الجنس” إذ إن هذه التجارة تشكل دخلا كبيرا للعاملين في هذا المجال.

رصدت وسائل إعلام أجنبية وعربية تقارير تحمل بداخلها شهادات متواترة لفتيات من مختلف البلدان، ترصد لنا ما يدور عن العالم الخفي لما يحدث خلف الأبواب المغلقة في الفنادق والشقق وكواليس هذه التجارة الرائجة هناك.

فبحسب ما كشف موقع “ميدل نيوز” الإسرائيلي، هناك إحصائيات تؤكد أن أكثر من 80% من سكان إمارة دبي أجانب من بينهم ما لا يقلّ عن 2% من العاملات في تجارة الجنس.

فالإمارة التي استطاعت أن تنافس معظم العواصم العالمية في استقطاب الاستثمارات، والصناعة والسياحة في عقدين أو أقل، كانت أيضا محطا لأنظار الكثيرين من تجار ومافيات تجارة الجنس.

البلادٌ البترولية الغنية صمّمت أرضها بشكلٍ تستقصب كبار رجال الأعمال ليعيشوا برفاهية لا مثيل لها، فانتشرت ظاهرة التجارة الجنسية في معظم الفنادق والنوادي الليلية، حيث قدر عدد العاملات في هذا المجال بـ30000 امرأة من مختلف الجنسيات.

هذا الرقم أكده الكاتب الصحفي البريطاني ويليام بتلر في تقرير له تحت عنوان “الحياة الليلية في دبي” والذي نشر في صحيفة الجارديان البريطانية بقوله: ” من المستحيل معرفة عدد ضحايا التجارة الجنسية/بائعات الهواء في دبي.

كما أنه من الصعب أيضا حصر عدد المتخفيات أو اللاتي من يمارسن الجنس في أوقات الفراغ، لكن إحدى الإحصائيات تشير إلى نحو 30 ألف ضحية/بائعة في دبي البالغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة”.

الكاتب الصحفي الذي عاش في دبي لأربعة سنوات قبل أن يعود إلى بريطانيا، أضاف “لو قمنا بمقارنة هذا الرقم في بريطانيا، لكان ذلك يعني أن سكان غلاسكو وليدز كلاهما يمثلان عدد ضحايا التجارة الجنسية/بائعات الهواء في دبي” على حد قوله.

في حين قدرت وزارة الخارجية الأمريكية، عدد النساء اللائي يجبرن فقط على التجارة الجنسية فيها بنحو 10,000 امرأة، حسبما قالت المصورة الصحفية البلغارية ميمي تشاكاروفا، التي قضت سبعة أعوام في التحري عن تجارة الجنس في العالم، وذلك عبر موقعها الشبكي المعنون “سعر الجنس”.

وتعليقا على انتشار التجارة الجنسية في دبي، قال ضاحي خلفان نائب رئيس شرطة دبي وعضو المجلس التنفيذي للإمارة، في لقاء تليفزيوني إنها “بلوى عامة”.

وردا على سؤال من أحد المذيعين حول السمعة التي التصقت بدبي بأنها مدينة المتعة الحرام قال: “إنها للأسف موجودة في فنادق دبي وإنها بلوى عامة”، على حد تعبيره.

تنظيم هذه التجارة للأجانب والعرب يتم بشكل سلسل يبدو طبيعيا للوهلة الأولى، كي يحصلوا على ما يريدون من متعة جنسية مدفوعة الأجر.

فدبي مدينة مفتوحة وبها أجود وأغلى أصناف الخمور في المطارات الدولية، ناهيك عن انتشار شبكات التسهيل أو الوساطة الجنسية التي تُعْرَف بالقوادة، والتي يتولاها مقيمون سواء من العرب أو آسيا.

كل أنواع الفتيات وألوانهن وأمزجتهن، سمراوات وبيضاوات وأجنبيات وعربيات من كل الدول العربية والعالمية. يكاد لا توجد دولة عربية إلا ولها في دبي أحدٌ ما يعمل في التجارة الجنسية.

حتى إن هناك ضحايا التجارة الجنسية/ بائعات هواء من موريتانيات وسودانيات وأردنيات وسوريات ولبنانيات وصوماليات.

إنشاء شبكة التجارة الجنسية في دبي ليس بالأمر الصعب، فهو يحتاج إلى رجل أمن له نفوذه، وقوّاد ممن يتفقان على استقدام فتيات يمتلكن عقود زواج معقودة مع القواد نفسه، مما يسهل دخولهن وتأمين الإقامة لهن، ومن ثم يتم تشغيلهن تحت عين وسمع القواد المحمي من ضابط الأمن حيث يتم تقاسم بعض من الدخل معه في شكل يومي ثابت.

تقارير إعلامية وشهادات متواترة لعاملين في فنادق دبي كشفوا كيفية تأمين المتطلبات الجنسية للزبائن والتي تتخذ بعداً ترفيهيا مكتمل المواصفات على مختلف المقاييس.

فمنذ أن يدخل الزبون إلى فندق شهير، حتى يبدؤوا هناك بتقديم مجموعة من الألبومات التي تضم صوراً لفتيات عاريات بوضعيات مثيرة تسهيلا للزبون كي يختار ما يريد وبسرعة.

وبعدما يحدد الزبون رغبته بواحدة معينة من ضحايا التجارة الجنسية/ بائعات الهواء، يتم الاتفاق على السعر الذي عادة ما يكون غاليا، أو ما بين المتوسط والمرتفع حسب نوعية الفتاة ولون بشرتها.

وتنتشر العاملات الروسيات في مجال التجارة الجنسية على نحو كبير للغاية في دبي، فهن الفئة الأكبر من سواهن ومن أي جنسية أخرى، بسبب إجادتهن للمهنة وكذلك جمال أجسادهن.

صحيفة “ذا صن” البريطانية كشفت في تقرير لها، أن إحدى ضحايا التجارة الجنسية/ بائعات الهواء من الجنسية الروسية، تطلق على نفسها اسم «ميشيلا» البالغة من العمر 25 عاما.

وميشيلا تتعامل مع 5 زبائن فقط يوميا، تجني أكثر من 500 ألف جنيه استرليني سنويا، أي نحو 700 ألف دولار، ما يعني أن دخلها الشهري يتجاوز 58 ألف دولار، أي بمعدل ألفي دولار يوميا.

توصل التحقيق الذي نشر في صحيفة “الرأي العام” السودانية إلى أن التجارة الجنسية السودانية بدبي أصبحت “الأرخص والأكثر انتشاراً” والتي تتراوح أسعارهن بين (30 ـ 100) درهم للواحدة.

الصحفي السوداني تاج عثمان الذي أعد التحقيق، وصف ما شاهده بـ “فضيحة ووصمة عار، وطعنة مؤلمة في خاصرة الوطن من حفنة من النساء والفتيات السودانيات اللائي يلطخن سمعة كل السودانيين داخل وخارج البلاد.. يأتين من السودان تحت ستار التجارة أو السياحة، لكنهن في الحقيقة ما قصدن الإمارات سوى لتجارة الجنس.. فتيات سودانيات صغيرات السن يمارسن أرخص وأرذل أنواع التجارة الجنسية، يعرضن أجسادهن للجنسيات الأخرى مقابل دريهمات قليلة”.

أكدت الصحيفة الإيرانية “إيران أمروز” أنه يصعب ذكر أرقام موثوق بها عن عدد الإيرانيات اللواتي يمارسن التجارة الجنسية في دبي، إلا أن العدد يقدر بحوالي 4000 إيرانية، وترفض الجهات الرسمية الإيرانية هذا الرقم وتحاول تقليصه إلى أقل من العشر.

وأرجعت الصحيفة السبب الأساسي الذي يدفع النساء الإيرانيات لممارسة التجارة الجنسية في دبي إلى  الوضع الاقتصادي الصعب للمرأة الإيرانية في داخل إيران والقيود الاجتماعية سواء في الفضاء الاجتماعي العام أو في داخل فضاء البيت ونطاق الأسرة.

كما أن نسبة عالية من النساء اللواتي يقدمن على ممارسة هذه المهنة إنما سافرن إلى دبي من أجل الحصول على فرص للعمل، واضطررن لهذه المهنة لعدم حصولهن على عمل آخر.

وتشير الصحيفة إلى عشرات التحقيقات التي نشرتها الصحافة الإيرانية عن وجود شبكات منظمة تقوم بتهريب النساء الإيرانيات إلى دبي تحت ذريعة العمل، وهي تقوم بترغيب الفتيات الإيرانيات عن طريق تصوير الحياة هناك بالجنة القريبة أو الجنة المتاحة للجميع.

الاعتقاد السائد بأن حرية ممارسة التجارة الجنسية في البلد يمكنها أن تؤمن دخلا قوميا عاليا لسهولة العملية ودخلها المرتفع، وأن أي إجراءات صارمة في هذا المجال قد تؤثر على الدخل السياحي في البلد، كل هذه العوامل وغيرها تسببت في انتشار التجارة الجنسية بشكل كبير هناك.

غير أن النشطاء أطلقوا حملة على الإنترنت تطالب شيوخ الامارات وحكومتها بمحاربة التجارة الجنسية التي باتت تنتشر في كل مكان بامارة دبي، من خلال هاشتاج على موقع التدوينات الصغيرة تحت عنوان “#اوقفوا_الدعاره_في_دبي”.

ويُعد الاتجار بالبشر من بين أحد أبرز أنواع العبودية، أي “توظيف أو نقل أو إيواء أو استقبال أي شخص عن طريق التهديد أو استخدام القوة أو الخطف أو الخداع للسيطرة عليه لأغراض استغلالية، كالتجارة الجنسية أو العمالة الإجبارية أو الاتجار بالأعضاء.”

مؤسسة Walk Free Foundation، أكدت أن دولة الإمارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية عشر في مؤشر العبودية عالميا، حيث إن هناك 98800 شخصاً يعيشون في كنف العبودية الحديثة، أي ما يعادل 1.06٪ من مجموع عدد السكان.

وتقديرات منظمات الدفاع عن حقوق المرأة تؤكد أن ملايين النساء حول العالم بما فيهم الإمارات، سنويّا يتم استدراجهن طوعاً وقسراً لبيع أجسادهن.