موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الاتحاد للطيران في أبوظبي: خسائر مالية هائلة وقرارات بتسريح طيارين

275

تخطط شركة الاتحاد الإماراتية للطيران في أبو ظبي للاستغناء عن 50 طيارا بنهاية هذا الشهر بعد خسارة كبيرة منيت بها العام الماضي، بحسب ما قاله مصدران اطلعا على مذكرة داخلية للناقلة.

وقال المصدران لوكالة رويترز العالمية إن شركة الاتحاد للطيران، ومقرها أبو ظبي لديها 2065 طيارا من بينهم نحو 160 طيارا زائدا عن احتياجاتها، وستسرح 50 طيارا بنهاية يناير/كانون الثاني الجاري، بحسب ما قالته الشركة للطيارين في المذكرة.

وقالت متحدثة باسم الاتحاد للطيران إن إدارة العمليات الجوية في الشركة تخضع لمراجعة، ومن المرجح أن يكون أي خفض في العاملين بسيطا.

وتراجع الناقلة الخليجية المملوكة للدولة أنشطتها منذ 2016 بعد إخفاق استراتيجية لاستثمار مليارات الدولارات في شركات طيران أخرى.

ولم تعلن الاتحاد للطيران بعد نتائجها المالية لعام 2018، لكنها قالت في المذكرة إنها تكبدت “خسارة كبيرة” العام الماضي، وإن ذلك سيستمر في 2019.

وتركز الاتحاد، التي كان لديها في وقت سابق خطط لمنافسة طيران الإمارات والخطوط الجوية القطرية، في الوقت الحالي على المسارات المباشرة بعدما خفضت رحلات قالت إنها غير مستدامة.

وقال المصدران إن الناقلة تخطط لخفض نفقات التشغيل بنسبة تتراوح بين 7 و10% عبر شبكتها، والتركيز على زيادة معدلات الكفاءة.

وقال الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران توني دوغلاس في يوليو/تموز الماضي إن الناقلة أصبحت “أكثر ترشيدا” بعدما بلغت خسائرها المتراكمة نحو 3.5 مليارات دولار خلال العامين السابقين.

وفي العام الماضي، شجعت الاتحاد الطيارين على الخروج في إجازة دون أجر لمدد تتراوح بين أسبوع ونحو 18 شهرا، في الوقت الذي تُراجع فيه متطلبات أسطولها بنية إخراج بعض الطائرات من الخدمة، بحسب ما قالته مصادر لرويترز في وقت سابق.

ولدى الاتحاد أيضا اتفاقية مع طيران الإمارات لإعارة بعض طياريها الزائدين لها بشكل مؤقت. وقالت مصادر إن عددا قليلا من الطيارين قبل العرض.

وسبق أن أعلنت مجموعة “طيران الإمارات”، التي تتخذ من دبي مقراً لها، أن أرباحها تراجعت بنسبة 86%، بسبب ارتفاع أسعار النفط وقوة الدولار أمام العملات الأخرى، وعدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، بحسب ما جاء في بيان أوردت الشركة فيه نتائجها نصف السنوية.

المجموعة الإماراتية العملاقة أوضحت أن نتائج عملياتها، في الفترة الممتدة بين 1 أبريل/نيسان و30 سبتمبر/أيلول 2018، تأثّرت بـ”تذبذب أسعار صرف العملات في بعض الأسواق، بالإضافة إلى تحديات أخرى تواجهها الناقلة وقطاع السفر عامةً”، حسبما جاء في البيان.

وبيّنت أن الإيرادات في الفترة تلك نمت بنسبة 10%، وبلغت 48.9 مليار درهم إماراتي أي (13.3 مليار دولار)، لكنها تراجعت بنسبة 86% لتبلغ 226 مليون درهم (62 مليون دولار)، فقط في النصف الأول من السنة المالية 2018-2019، مقارنة مع 452 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي (2017).

وألقى الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لـ”طيران الإمارات”، باللوم على “تكلفة الوقود العالية، وانخفاض أسعار صرف العملات في أسواق رئيسة، مثل الهند والبرازيل وأنغولا وإيران”، مشيراً إلى أنها استنزفت نحو 4.6 مليار درهم من أرباح الشركة.

وطيران الإمارات كانت إحدى كبرى شركات النقل في المنطقة والعالم، والتي تعد أكبر مشغل لطائرات “بوينغ 777” وإيرباص “إيه-380″، ينتظرها أشهر قاسية جداً، حسبما أشار الشيخ أحمد آل مكتوم في حديثه، ما يوحي بأن البيانات المالية في طيران الإمارات قد تنتقل قريباً من السوء إلى الأسوأ، بعد انخفاض حاد غير متوقع، بحسب كثير من محللي الطيران.

ولا تعد شركة طيران الإمارات الضحية الوحيدة للنفط والدولار بين شركات الطيران الإماراتية الأخرى، حيث سبقها كل من فلاي دبي والاتحاد للطيران.

فقد كان الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي غيث الغيث، قد أصدر تحذيراً مماثلاً قبل أيام، مؤكداً أن ارتفاع أسعار النفط جعل هذا العام صعباً على شركته، التي تتخذ أيضاً من دبي مقراً لها. حيث بلغ صافي خسائر فلاي دبي المملوكة لحكومة دبي، في النصف الأول من هذا العام، 316.8 مليون درهم (86.24 مليون دولار)، بارتفاع 122.3% عن النصف المقابل من عام 2017.

وكانت الشركة قد ألغت رحلاتها إلى 10 وِجهات، بجانب تعليق الرحلات إلى وِجهتين أخريين، في مقابل إطلاق وجهات أخرى. أما طيران الاتحاد فقد أعلنت في يونيو/حزيران 2018، عن خسارةٍ قدرها 1.5 مليار دولار، بسبب النفط وتراجع الطلب. وقال توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي للمجموعة، إن آلاف الموظفين غادروا شركة الطيران منذ أن بدأت عملية الإصلاح في عام 2016.

كما كانت مجلة فوربس الأميركية قد قالت بعددها الصادر في يوليو/تموز 2018، إن طيران الاتحاد، التي تتخذ من إمارة أبوظبي مقراً لها، لديها مشكلة في تحقيق المزيد من الأرباح، على الرغم من امتلاكها أسطولاً مكوناً من 110 طائرات، من بينها 10 طائرات جامبو عملاقة من طراز إيرباص “إيه-380” نقلت 18.6 مليون مسافر إلى نحو 100 مقصد حول العالم في عام 2017 وحده.