موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الحكومة اليمنية: ميليشيات الإمارات تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض

148

قالت الحكومة اليمنية إن ميليشيات الإمارات المطالبة بالانفصال فيما يُعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” تعرقل تنفيذ التفاهمات الموقعة مؤخراً بشأن بدء تنفيذ اتفاق الرياض المبرم برعاية السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وصرح مصدر حكومي يمني بحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بنسختها التابعة للحكومة الشرعية، إن ميليشيات الإمارات تسعي لإفشال اتفاق الرياض برفض تسليم الأسلحة والعتاد الذي بحوزته للجان المكلفة بعملية حصر واستلام الأسلحة.

كما اتهمت الحكومة المجلس الانفصالي المدعوم من أبو ظبي بـ”عدم الالتزام بعودة القوات الى المواقع المحددة وفقا للمصفوفة بالإضافة الى التصعيد الإعلامي والاتهامات التي يطلقها قيادة الانتقالي للحكومة الشرعية بشكل مستفز” واعتبر أن ذلك “يوحي بالبحث عن أي تصعيد لإفشال الاتفاق”.

وتحدث المصدر الحكومي عن قيام حلفاء أبوظبي بـ”تهريب الكثير من العتاد والأسلحة المتوسطة والثقيلة، إلى خارج العاصمة المؤقتة عدن.

وقال إن قوات تابعة للمجلس رفضت يوم أمس الاثنين، تسليم ما بحوزتها من أسلحة في عدد من المعسكرات، وقام أفراد تابعون لها بمنع اللجان من دخول المعسكرات وتسليم الأسلحة وأن القوات التي من المقرر عودتها الى مواقع خارج عدن لم تنفذ بالشكل المطلوب وفقا للمصفوفة.

وأكد أن “هذه الممارسات واللغط الإعلامي والإفراط في التهم للحكومة الشرعية التي بلغت مداها في بيان ما يسمى بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي كلها تعكس نوايا مبيتة لإفشال الاتفاق، والعودة بالأوضاع إلى نقطة الصفر”.

وكان ممثلون عن الحكومة والانتقالي، وقعوا منذ أكثر من أسبوع، محضراً لبدء تنفيذ بنود اتفاق الرياض، المتعثرة، منذ أكثر من شهرين، إلا أن التنفيذ واجه عراقيل جديدة.

وكان من المقرر وفقاً للاتفاق، أن تعود قوات حكومية إلى عدن بالتزامن مع بدء عملية حصر الأسلحة الثقيلة في عدن، فضلاً عن تسمية محافظ جديد لمدينة عدن ومدير لأمن المدينة، وهو ما لم يتم، على ضوء العراقيل.

ويبدو أن الهجوم الدامي لجماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، الذي استهدف أحد معسكرات القوات الحكومية في محافظة مأرب وسط اليمن، ليل السبت الماضي، دشّن موجة جديدة من التصعيد العسكري في اليمن في أعقاب التهدئة الهشة التي سادت خلال الأشهر الماضية، منذ إعلان الحوثيين وقف هجماتهم باتجاه السعودية، في سبتمبر/ أيلول.

ويعود التصعيد هذه المرة من بوابة واحدة من أكثر الجبهات حساسية، وهي شرق صنعاء، وسط تحذيرات من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، من التهديد الذي يتركه هذا التصعيد على جهود التقدم نحو الحلّ السياسي في البلاد.

وارتفعت حصيلة الهجوم بصاروخ استهدف السبت معسكراً للجيش اليمني في مأرب، إلى 116 قتيلاً، بحسب ما أعلنت أمس الاثنين مصادر طبية وعسكرية.

وكان الهجوم قد استهدف مسجد “الاستقبال” داخل المعسكر في مأرب، وفي أثناء صلاة المغرب، من دون أن يعلن الحوثيّون رسمياً حتى الآن مسؤوليتهم عنه، لكنه جاء غداة إطلاق القوّات الحكوميّة بدعمٍ من “التحالف” السعودي عمليّةً عسكريّة واسعة ضدهم في منطقة نهم، شمال شرق صنعاء، حيث ارتفعت وتيرة المواجهات خلال الساعات الـ48 الماضية.

وكان هجوم مأرب قد أعقبته ردود أفعال غاضبة، شددت على ضرورة الرد على الحوثيين، بتحريك جبهات المواجهات، بما فيها جبهة نِهم، التي شكلت ساحة لمعارك سابقة ذهب ضحيتها الآلاف من الطرفين، منذ تقدم القوات الحكومية في أجزاء في المديرية، ابتداءً من ديسمبر/كانون الأول 2015.

وعلى الرغم من أن جبهة شرق صنعاء، تعد واحدة من أبرز الجبهات التي تحتشد فيها قوات الشرعية، سواء لأهميتها الاستراتيجية كطريقٍ إلى العاصمة، أو لقربها من محافظة مأرب، مركز شوكة الشرعية وسط البلاد، إلا أن الحوثيين في المقابل، ينظرون إلى الجبهة بوصفها معركة مصيرية، ودفعوا خلال الأيام الأخيرة بالمزيد من التعزيزات، بعد هجوم القوات الحكومية الجمعة الماضي.

وبينما باتت القوات الحكومية تسيطر على قمم ومواقع جبلية تقترب كيلومترات معدودة من صنعاء، شهد العامان الأخيران تراجعاً في وتيرة الحرب، التي انتقلت في المقابل إلى الساحل الغربي، حيث معركة الحديدة التي توقفت هي الأخرى منذ أكثر من عام.

وفيما تؤكد مصادر عسكرية أن التضاريس الجبلية الوعرة وكمية الألغام التي زرعها الحوثيون في آلاف الكيلومترات، مثّلت سبباً محورياً في عرقلت التقدم، يسود من زاوية أخرى اعتقاد لدى نسبة مهمة من اليمنيين، بأن توقف التقدّم نحو صنعاء في هذه الجبهة، مرتبط بقرار سياسي يتصل بقيادة التحالف السعودية والإماراتية، أكثر من كونه تحدياً عسكرياً يصعب تجاوزه.

من زاوية أخرى، ومع الأخذ بالاعتبار جميع ردود الفعل الحكومية التي شددت على أهمية تحريك العمليات العسكرية ضد الحوثيين، لا يزال أي تصعيد محكوماً بخيارات وسقف دعم “التحالف” السعودي ــ الإماراتي، الذي تحوّلت مسار معركته، بشقه الإماراتي، منذ منتصف العام الماضي على الأقل، نحو الشرعية، عبر انقلاب عدن وما تبعه من أحداث، وصلت إلى قصف القوات الحكومية لمنعها من التقدم إلى عدن أواخر أغسطس/ آب الماضي.

وفي سياق ردود الفعل أيضاً، انتظرت السعودية ما يقرب من 24 ساعة، عقب الهجوم، لتصدر بياناً منسوباً إلى وزارة خارجيتها، وصف هجوم مأرب بـ”الإرهابي”، معتبراً إياه تقويضاً متعمداً لمسار الحل السياسي، في وقتٍ لم يصدر فيه أي توضيح من “التحالف” بشأن ملابسات سقوط الصاروخ على مسجد المعسكر، الذي كان من المفترض اعتراضه بواسطة دفاعات “التحالف” الجوية المنتشرة في المدينة.