موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

ميليشيات الإمارات تصعد خطواتها الانقلابية في جنوب اليمن

264

تبادلت الحكومة اليمنية الشرعية ومحافظ حضرموت من جهة، وقيادة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا من جهة أخرى التهديدات بتصعيد الوضع المتوتر في محافظة حضرموت وتمديد المعارك الجارية في محافظة أبين إلى تلك المحافظة.

وأعلن أحمد سعيد بن بريك رئيس ما تعرف “الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتيا تدشين ما تسمى “المقاومة العسكرية الجنوبية” بدءا من اليوم  الخميس في وادي حضرموت وفي محافظات شبوة وأبين وأي مكان يوجد فيه من وصفهم بالعناصر “الإرهابية الإخوانية”.

وأشار بن بريك إلى أن الاعلان يأتي ردا على إرسال قياديين من هذه العناصر تجهيزات من سيئون (بحضرموت) إلى مدينة شقرا (بأبين) لدعم عناصر “الإرهاب” هناك حسب تعبيره، في إشارة إلى القوات الحكومية التي تخوض مواجهات مع قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.

في مقابل ذلك، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن الحكومة اليمنية قدمت الكثير من التنازلات للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.

وأوضح الإرياني أن تنازلات الحكومة وصلت إلى توقيع اتفاق الرياض، مؤكدا تعاملها بمسؤولية مع الاتفاق لتجنيب عدن وأهلها أي مواجهات.

‏وأضاف أن المجلس الانتقالي تعامل مع هذه التنازلات باستخفاف واعتبرها مؤشر ضعف، واتهم المجلس بتعقيد المشهد السياسي والعسكري والإنساني.

وقال الإرياني إن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا استمر في تنفيذ خطوات أحادية الجانب، من بينها إعلان حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية ونهب إيراداتها وتصعيد الأوضاع في محافظة سقطرى.

كما حذر محافظ حضرموت فرج البحسني -ردا على قيام المجلس الانتقالي بتنظيم عرض لمسلحيه في مدينة المكلا عاصمة حضرموت- من أي عمل عسكري خارج المؤسسات الرسمية، مشيرا إلى أن ذلك لا يخدم حضرموت ولا المصالح العليا للبلاد.

وقال البحسني في تسجيل صوتي إن أي مظاهر لقوة عسكرية خارج هذه المؤسسات غير مقبولة، وأكد أن القوة العسكرية والأمنية في المحافظة تأتمر بأمر قائد واحد، مشيرا إلى أنه أصدر توجيهات بمنع أي تجمعات من هذا النوع.

وفي محافظة أبين تجددت الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي.

وأفادت منظمة أطباء بلا حدود ومصادر طبية في مستشفيات محافظتي عدن وأبين بوصول عشرات الجثث والمصابين من أفراد الطرفين المتقاتلين.

وكان الجيش اليمني دعا سكان محافظة أبين، لالتزام منازلهم تجنبا لأي أعمال عدائية قد يتعرضون لها من مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي، معلنا عن عفو عام عمن يلقي سلاحه قبل دخول الجيش المدينة.

وقبل الجولة الجديدة من الاشتباكات في أبين، دعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي قبل أيام من مقره في أبو ظبي أبناء المحافظات الجنوبية إلى حمل السلاح والدفاع عما سماها أرض الجنوب.

وعلق  وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي إن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا مصر على الاستمرار في تمرده المسلح وتقويض عمل مؤسسات الدولة، بما في ذلك تعطيل عمل الفرق التابعة لوزارة الصحة المعنية بالتصدي لفيروس كورونا في عدن.

وإزاء التطورات العسكرية الجديدة،  قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة تطالب جميع الأطراف المعنية في اليمن بوقف القتال في محافظة أبين، وحذر من احتمال توقف 31 برنامجا للمساعدة خلال أسابيع بسبب نقص التمويل.

وتصاعد الخلاف بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية خلال الأيام الماضية بعد أن أعلن الانتقالي “الإدارة الذاتية للجنوبط، إبريل/ نيسان المنصرم وهو الأمر الذي اعتبرته الحكومة اليمنية انقلابا جديدا وخرقا لاتفاق الرياض الذي جرى توقيعه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين الطرفين بإشراف السعودية، ولم ينفذ حتى اللحظة.

والغريب في الأمر، أن الرياض تقابل أفعال المجلس الانتقالي بـ”صمت” وسط اتهامات يمنية بتدبير السعودية والإمارات مخططا جديدا في اليمن.

ولم يفلح التحالف (السعودية والإمارات) بتحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة منذ بدء الحرب أبرزها: إعادة الحكومة الشرعية بعد الانقلاب الذي نفّذه الحوثيون في أيلول/سبتمبر 2014، بل إن التحالف لم يحافظ على تماسكه.

وقالت منظمة العفو الدولية، في تقريرها، مؤخرا، إن الحرب في اليمن لا تظهر لها أي مؤشرات حقيقية على الانحسار مع دخوله عامه السادس، ولا يزال المدنيون من جميع أنحاء البلاد والأجيال يتحملون وطأة الأعمال القتالية العسكرية والممارسات غير القانونية للجماعات المسلحة الحكومية وغير الحكومية على حد سواء.

وتُرتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك ما قد يصل إلى جرائم حرب، في جميع أنحاء البلاد. بحلول نهاية 2019، تشير التقديرات – حسب المنظمة الدولية –  إلى أن أكثر من 233 ألف يمني لقوا مصرعهم نتيجة القتال والأزمة الإنسانية.

ووثقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قتل وجرح أكثر من 200 ألف مدني منذ بدء دول التحالف السعودية والإمارات الحرب في اليمن مارس/آذار 2015، وقد اشتدت أزمة إنسانية من صنع الإنسان مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.