موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

تقارير أمريكية وفرنسية: الإمارات تخدم الحوثيين وتهدد بتقسيم اليمن

188

أجمعت تقارير أمريكية وفرنسية على خطر ممارسات دولة الإمارات في حربها الإجرامية على اليمن بما في ذلك التهديد بتقسيم البلاد مع الإشارة إلى أن عدوان أبوظبي يخدم بشكل رئيسي انقلاب جماعة انصار الله “الحوثيين.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا يعدّد الأسباب التي تجعل الأزمة بجنوب اليمن مهمة، ويدعو إلى إيجاد حل شامل لكامل الأزمة اليمنية سواء بالحديدة أو عدن أو غيرهما، مؤكدا أن التركيز على واحدة فقط لن يجلب الاستقرار لليمن.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن أزمة عدن تهدد بتقسيم اليمن بشكل دائم نظرا إلى أن لها جذورا استمرت عقودا من الاحتكاك بين الشمال والجنوب، وينسب إلى محللين قولهم إن النظام الفدرالي الذي تنقسم فيه البلاد إلى مناطق تتمتع بالحكم الذاتي هو أفضل ما يمكن لأي شخص أن يأمل فيه باليمن.

كذلك من أسباب أهمية هذه الأزمة هو إمكانية تسببها في حدوث خلاف بين القوتين العربيتين الإقليميتين: السعودية والإمارات. فالإمارات والانفصاليون يحذرون من تحالف الرئيس عبد ربه منصور هادي مع حزب الإصلاح اليمني الذي تعتبره الإمارات مهددا لها لصلاته بالإخوان المسلمين، في حين ترى السعودية أن الإصلاح يلعب دورا أساسيا في حرب اليمن والسياسة المستقبلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المصادمات في عدن أدت إلى إضعاف وحدة التحالف السعودي الإماراتي، إذ قصفت الطائرات السعودية من قبل مواقع انفصالية، بينما قصفت المقاتلات الإماراتية هذا الأسبوع القوات الحكومية اليمنية. والسؤال الذي يدور حاليا في هذا الشأن هو ما إذا كانت انقسامات اليمن ستؤثر على العلاقة بين السعودية والإمارات في المسائل الإقليمية الأخرى.

والسبب الثالث لأهمية أزمة عدن هو إمكانية استفادة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية من الاضطرابات، إذ إنهما كانا ولا يزالان يتمتعان بوجود قوي هناك.

ومن الأسباب التي تضمنتها الصحيفة الأمريكية هو تأثير القتال بها على حركة النقل البحري العالمي نظرا للموقع الإستراتيجي للمدينة وقربها من البحر الأحمر ومضيق هرمز ومضيق باب المندب، وهي من أكثر ممرات النقل البحري الحيوية في العالم، التي تستخدمها الناقلات من أوروبا وآسيا بشكل يومي.

وإذا استمرت الاضطرابات، تقول واشنطن بوست، فقد تؤثر على إمدادات النفط وأسعار الوقود العالمية، إذ إن جميع الأطراف المقاتلة في اليمن، بما في ذلك المتمردون الحوثيون، لديهم القدرة على مهاجمة السفن وهو أمر حدث بالفعل أثناء الحرب.

وأخيرا قد يؤدي القتال بعدن إلى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى معظم أنحاء اليمن. وقد أعربت كبيرة الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوكسفورد أليزابيث كيندال عن القلق الشديد لمجتمع منظمات العون الإنساني من انعدام الأمن بعدن، وتوقف تشغيل مينائها ومطارها لأنهما يُعتبران شريان الحياة الحيوي للمعونات التي تحتاجها نسبة كبيرة من اليمنيين في الشمال والجنوب.

وختمت الصحيفة تقريرها بقول لكيندال تؤكد فيه أن الاشتباكات بعدن أظهرت الحاجة لمقاربة أوسع وأكثر شمولا، وبالتالي أكثر تعقيدا، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي كان يسارع لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة على أمل أن تتم معالجة النزاعات التي تجري بمناطق أخرى في البلاد، وقد أكدت أزمة عدن أن تلك المقاربة قاصرة، وفقا لها.

من جهتها نشرت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الأوضاع في عدن، حيث بدأ الطيران الإماراتي بشن هجماتها على المواقع الموالية للمملكة العربية السعودية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها إن اليمن يعيش على وقع حرب جديدة بين حلفاء الأمس السعودية والإمارات، اللتين كانتا تقاتلان إلى جانب بعضهما البعض طيلة التدخل في اليمن بدعم عسكري من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لمطاردة العدو المشترك، ألا وهو جماعة الحوثي الشيعية المدعومة من إيران، والتي تضع يدها على جزء هام من الأراضي اليمنية من بينها العاصمة صنعاء.

وأكدت الصحيفة أن هذا القصف خلّف جرحى وقتلى في صفوف المدنيين والقوات الموالية للحكومة، وفقا لنائب وزير الخارجية اليمني، محمد عبد الله الحضرمي، الذي اتهم مباشرة الإمارات بتأجيج الوضع.

وتدور هذه المعارك بين الحلفاء حول مدينة عدن، التي لديها أكبر ميناء جنوبيّ البلاد استعاده حلفاء السعودية والإمارات سنة 2016 من الحوثيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد استعادتها، غادرت قوات التحالف السعودي الإماراتي مدينة عدن تاركة إياها دون حضور حكومي ولا إداري، بينما عجزت القوات اليمنية الموالية للتحالف عن تهدئة الأجواء.

وقد ساهم هذا الفراغ في سقوط عدن، العاصمة السابقة لجنوب اليمن، بين يدي انفصاليي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يدعمه عرابه الإماراتي.

ولا يخفي المجلس الانتقالي الجنوبي أجندته التي يرنو إلى تحقيقها في عدن، والتي تتمثل في استغلال الصراع الحالي لإعادة تأسيس دولة مستقلة في الجنوب على غرار ما طرأ قبل التسعينات.

ولكن المشكل الوحيد يكمن في أن الجنوبيين الموالين للإمارات لا يسيطرون على كامل المدينة.

وأضافت الصحيفة أن الانفصاليين يعارضون أيضا الإسلاميين السنيين، الذين ينتمون إلى الإخوان المسلمين والذين تستعين بهم السعودية في بعض الأحيان في حربها على الحوثيين الشيعة.

وقد أثار ذلك حفيظة الإمارات، التي وجدت نفسها تغرق في صراع كلّفها خسارة أرواح العديد من رجالها، حيث أعلنت خلال شهر تموز/ يوليو بداية سحب قواتها من اليمن.

ونقلت الصحيفة عن كارولين سيغان، المسؤولة عن برامج أطباء بلا حدود في اليمن، أنه “بعد أن عمّت الفوضى المدينة يوم الأربعاء، عاد الهدوء من جديد ليخيم على عدن، حيث أزالت القوات التابعة للانفصاليين الحواجز، وليس هناك معارك، كما عادت الحركية من جديد”.

وقبل يومين أعلن الانفصاليون أنهم استعادوا السيطرة على عدن من جديد. وفي هذا السياق، أضافت كارولين سيغان أنه “يوم الأربعاء، احتدم القتال في أحياء مختلفة من المدينة، لدرجة أننا كنا لا نعرف من يسيطر تحديدا على المنطقة، خاصة أن عصابات قامت بوضع الحواجز وسرقت السيارات”.

ونوهت الصحيفة بأنه يوم العاشر من آب/ أغسطس الماضي، وعلى ضوء المعارك المميتة، احتلت قوات الانفصاليين عاصمة جنوب اليمن سابقا وافتكتها من بين يدي القوات الموالية للسعودية.

ومن جانبه، أفاد الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم، بأن “القوات الحكومية انسحبت من محافظة أبين باتجاه الغرب بعد انباء عن قصف الطيران الإماراتي لحلفائهم الموالين للسعودية. وساهم هذا القصف في تقدم الانفصاليين.

وفي سياق متصل، أضاف الصحفي اليمني سعيد البطاطي أن “مدينة زنجبار شهدت بدورها تراجع القوات الحكومية أمام تقدم قوات الانفصاليين”. وعبّر سعيد البطاطي عن حيرته تجاه ماهية اللعبة التي يمارسها التحالف العربي وخاصة الإمارات.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الخلاف من شأنه أن يهدد تماسك التحالف المعادي للحوثيين الشيعة. وقد طلبت الحكومة اليمنية من حليفها السعودي أن يعيد الإمارات إلى التحالف والعمل تحت سقفه، ولكن أبو ظبي لا تخفي امتعاضها من هذا التحالف تحديدا منذ أن ظهرت تحالفات في محافظة شبوة بين كل من الرياض وإسلاميي التجمع الوطني للإصلاح المقرب من الإخوان المسلمين.

وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن أبو ظبي لا تخفي نيتها في تقسيم اليمن وضمان إعلان دولة مستقلة في الجنوب خاضعة لرقابتها.

ولكن لسائل أن يسأل: ماذا ستفعل السعودية التي تقود التحالف ضد الحوثيين الشيعة؟ لقد التقى نائب وزير دفاعها، الأمير خالد بن سلمان، مايك بومبيو، اللذين اتفقا على أن “الحوار هو السبيل الوحيد نحو يمن مستقر وموحد ومزدهر”.