موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تتحرك لدعم حليفها حفتر بعد انتكاساته الكبيرة في ليبيا

348

كشفت مصادر متطابقة عن تحركات لدولة الإمارات على أعلى المستويات لدعم حليفها مجرم الحرب خليفة حفتر بعد انتكاساته الكبيرة مؤخرا في ليبيا وفقدانه السيطرة على ثماني مدن لصالح حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

وأفصحت مصادر خاصة مطلعة على تفاصيل اتصالات مصرية إماراتية سعودية رفيعة المستوى، جرت خلال الساعات الماضية، انتهت بـ”مجلس حرب”، ترأسه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمشاركة وزير دفاعه محمد زكي، ورئيس أركان الجيش محمد حجازي، ورئيس هيئة العمليات أسامة عسكر، وقادة الأفرع الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، بمشاركة مدير المخابرات العسكرية.

وقالت المصادر بحسب ما نشرت صحيفة “العربي الجديد” الصادرة في لندن، إنّ الاجتماع “بحث مطالبات الإمارات والسعودية، بتقديم الدعم العسكري العاجل لحفتر، فضلاً عن بحث طبيعة الموقف الحالي على الأرض في ليبيا، في ظلّ التشابكات الحاصلة، ولا سيما أن مناطق الاشتباك الرئيسية المطلوب من الجيش المصري تقديم الدعم فيها تقع أقصى الغرب الليبي، وهو ما يتطلَّب حسابات مختلفة”.

وكشفت المصادر عن أنّ الضغط المصري على الحليفين الخليجيين بدأ بجني ثماره، بعدما أكدت الدولتان في اتصالات رسمية، مدّ أجل ودائع دولارية في البنك المركزي المصري، اقتربت مواعيد استحقاقها، وتقدر بنحو 6 مليارات دولار، إضافةً إلى تقديم كل منهما وديعة عاجلة يُتَّفق بشأنها تقدَّر بنحو 500 مليون دولار بشكل مبدئي.

وأضافت أن مصر استقبلت عدداً من الجرحى الليبيين التابعين لمليشيات حفتر من مصابي العمليات العسكرية الأخيرة، ممن تطلبت حالاتهم تدخلاً جراحياً معقداً، لافتةً إلى أنّ هؤلاء نُقلوا إلى مستشفى عسكري خُصِّص في المنطقة الغربية العسكرية في مصر.

وكشفت المصادر عن أنّ من بين المصابين 3 شخصيات عسكرية إماراتية، كانت ضمن غرفة عمليات مخصصة للتحكّم في الطائرات المسيرة.

وأشارت إلى أنّ الدعم الذي قد تقدمه مصر خلال الفترة المقبلة سيتمثل أكثر بالدعم اللوجستي، ومعاودة عمليات الإسناد الجوي بالتنسيق مع الجانب الإماراتي، وكذلك إعادة فتح القواعد الجوية في المنطقة العسكرية الغربية أمام سلاح الجوي الإماراتي لتنفيذ هجمات في عمق الأراضي الليبية.

وأوضحت المصادر أنّ الاتصالات المصرية الخليجية توصّلت إلى اتفاق بشأن عملية التنسيق الخاصة بسرعة إيصال المساعدات العسكرية والذخائر المقدمة من أبوظبي والرياض إلى محاور القتال ومواقع الاشتباك.

وفي تطور عسكري لافت قلب موازين المعركة في أقل من يوم وغير شكل خارطة السيطرة في الغرب الليبي لتميل الكفة لصالح حكومة الوفاق، المعترف بها دوليا، وقواتها، مقابل انحسار كبير لوجود قوات اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي لزم الصمت إثر تزايد ملامح فشل عدوانه العسكري على طرابلس، المدعوم من الخارج بعد مرور عام عليه.

وفي إيجاز صحافي لخص المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي، محمد قنونو، نتائج المرحلة الجديدة من عملية “عاصفة السلام”، مشيرا إلى أنها مكنت من “بسط سلطان الدولة على مدنها المختطفة في المنطقة الغربية بمساحة إجمالية تقدر بأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع في غضون ساعات”، مؤكداً أن كامل منطقة غرب طرابلس باتت تحت سيطرة قوات حكومة الوفاق.

وبينما أوضح قنونو، بحسب ما نشرته صفحة عملية “بركان الغضب” على موقع “فيسبوك”، أن العملية انطلقت فجر الأحد بحرا وبرا وجوا وفق خطط معدة من غرفة العمليات الرئيسية لعملية بركان الغضب، أكد أن السيطرة على مدن صرمان وصبراته والعجيلات ومليته وزلطن ورقدالين والجميل والعسة انتهت قبل غروب شمس أمس بسبب الانهيار المفاجئ لمليشيات حفتر وفرارها إلى المناطق الداخلية.

وذكر قنونو أن غنائم معركة الأمس هي ست مدرعات إماراتية، وعشر دبابات، بالإضافة إلى عشرات الآليات المسلحة، وترسانة هائلة من الأسلحة والذخائر المصرية والإماراتية.

وانتهت خارطة الميدان الجديدة بسيطرة قوات الحكومة على طول الساحل الغربي وحتى منتصف البلاد، بدءا من أبوقرين (130 كم غرب سرت) وحتى الحدود مع تونس غربا، مرورا بعشرات المدن من بينها العاصمة طرابلس. وبالشريط الداخلي تراجعت سيطرة قوات حفتر إلى مناطق جنوب طرابلس وراء العزيزية والساعدية، مع استمرار سيطرتها على مدينة ترهونة (95 كم جنوب شرقي طرابلس) وعن طريق مساربها باتجاه طرابلس تسيطر أيضا على قصر بن غشير وأجزاء من عين زاره.

وتتصل ترهونة، التي باتت المنطقة الوحيدة غرب ليبيا التي تسير عليها قوات حفتر، بمسارب صحراوية جنوب بني وليد (180 كم جنوب شرقي طرابلس) تصل إلى نسمة مرورا بقاعدة الجفرة المركز الرئيس لقيادة عمليات حفتر الحالية.

ومقابل صمت قيادة حفتر الذي بدا ناتجا من الصدمة، حاولت وسائل إعلام موالية له تبرير التطورات الحاصلة بنقل جملة من الأخبار المشوشة، التي تحدثت أحيانا عن إسقاط “أربع طائرات تركية مسيرة” دون أن تحدد موقعها، وأخرى تعلن عن “التقدم في محور المشروع وطريق المطار والقبض على مرتزقة سوريين وأتراك”، قبل أن ترجع لإذاعة برامج لا علاقة لها بساحة الحرب وتترك هذه الأخبار دون متابعة كما هي عادتها. لكن متابعي الشأن الليبي كان سؤالهم الأبرز هو: كيف سقطت كل هذه المدن في يوم واحد؟