موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

الإمارات تصر على مشروعها التأمري بفرض دحلان على الفلسطينيين

344

يصر النظام الحاكم في دولة الإمارات على مشروعه التأمري بمحاولة فرض محمد دحلان على الفلسطينيين وتلميع صورته في كل أزمة خدمة لمشاريعها المشبوهة في المنطقة.

ويعمل دحلان مستشارا أمنيا بمهام مثيرة للجدل لدى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد الحاكم الفعلي للإمارات منذ هروبه من الأراضي الفلسطينية بعد فصله من حركة فتح عام 2011 بسبب تهم فساد وقتل خارج القانون.

وعاودت الإمارات للترويج لدحلان رئيسا للفلسطينيين خلفا للرئيس الحالي محمود عباس ضمن حملة تحريضها على الفلسطينيين بسبب رفضهم استلام أبو ظبي التطبيعية مع إسرائيل.

وهاجم الذباب الإلكتروني الإماراتي عباس لرفضه استلام مساعدات بلادهم الطبية التي أرسلت عبر مطار “بن غوريون” الإسرائيلي، فيما وصفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” المغردون بـ”الأوباش”

ورفضت السلطة، قبل أيام استلام المساعدات التي أرسلتها الإمارات عن طريق إسرائيل وبدون التنسيق معها تخص مكافحة تفشي فيروس كورونا.

وأكدت أن المساعدات المقدمة من الإمارات تعتبر قناة للتطبيع مع (إسرائيل)، مشددة أن أي مساعدات تقدم باسم الشعب الفلسطيني يجب أن تقدم من خلال التنسيق مع السلطة لا أن تكون من خلال إسرائيل.

وبهبوط الطائرة الإماراتية في مطار “بن غوريون”، مساء الثلاثاء، يكون النظام الحاكم في الإمارات دشن مرحلة جديدة من التطبيع العلني مع إسرائيل بعد أن هبطت لأول مرة طائرة شحن تابعة لشركة طيران الاتحاد الإماراتية، في رحلة مباشرة من أبو ظبي.

وتفاخر الذباب الإلكتروني بشخصية محمد دحلان، الخصم السياسي لرئيس السلطة، والمفصول من حركة “فتح”.

كما هاجم الذباب الإلكتروني الإماراتي، وزير الصحة الفلسطينية مي كيلة التي دعمت موقف رئيس السلطة.

في المقابل، رد مغردون على تلك الحملة بهجوم مماثل انتقد خطوات التطبيع الإماراتية.

وهاجم الناطق باسم حركة “فتح” إياد نصر، إساءات إماراتية بحق الرئيس محمود عباس، ووزيرة الصحة مي كيلة، واصفا تلك التغريدات بأنها “جملة التغريدات المسيئة للقيادة الفلسطينية، هي خروج عن الأخلاق والثقافة، وانحطاط سلوكي”.

واعتبر “نصر”، أن ما صرح به من وصفهم بـ”جملة من الأوباش يقيمهم سلوكهم عندما ذهبوا إلى (إسرائيل) في علاقات حميمية”، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني “لن ينساق وراء مثل هذه الإساءات”.

وعقب نصر على رفض الفلسطينيين استلام المساعدات الإماراتية قائلا “لدينا قيادة واحدة تمثل شعبنا وهي العنوان، وأي مساعدات خارجه هي محاولة لتمرير مخططات، وخرق للسفينة”.

وندد الناطق باسم “فتح” بما اعتبره “تطبيع الإمارات علاقاتها مع (إسرائيل)”.

واللافت في الأمر، أن هذه الطائرة الإماراتية حلت في مطار “بن غوريون” بعد أيام من بث قناة عبرية فيديو يوثق قيام مسؤول رفيع دولة الإمارات العربية –  يرجح أنه من الأسرة الحاكمة – بإرسال طائرته الخاصة إلى المغرب، لإعادة مجموعة من الإسرائيليين الذين كانوا عالقين هناك بسبب إغلاق الحدود ووقف الرحلات الجوية إثر تفشي فيروس كورونا.

وأوضحت القناة 12 العبرية أن الحكومة الإسرائيلية توجهت سرا لحكومة الإمارات، مطالبة إياها بالتدخل والمساعدة في إعادة الإسرائيليين من الإمارات.

وأرسل أحد الأمراء طائرته الفاخرة، لإعادة هؤلاء الإسرائيليين، بحسب القناة، التي قالت إن حكومة أبو ظبي طلبت منهم بالتحفظ وعدم كشف الأمر.

لكن عدد من الإسرائيليين تمكنوا من تصوير الطائرة من الداخل، حيث بدت بكامل زخرفتها، وملاءمتها لرجال الأعمار، وأن أجزاء منها مطلية بالذهب.

ورغم أن الإسرائيليين على متن الطائرة حرصوا على التحدث بالفرنسية، بالإضافة إلى الدارجة (العامية) المغربية، فإن شريط الفيديو الذي بث يظهر أحد الأشخاص وهو يتحدث بالعبرية.

وقالت القناة العبرية إن هذه الخطوة تندرج ضمن التطور في العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، سواء تلك السرية، أو بوادر وخطوات التطبيع العلنية بين الطرفين.

وأحدث الفيديو موجة غضب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وهاجموا دولة الإمارات التي تدعم الانقلابين والفوضى في الوطن العربي وتتعاون مع إسرائيل سرا وعلانية.

وكتب آخر: “الإمارات ترسل السلاح لحفتر لقتل الليبيين، وترسل طائرة خاصة لنقل الإسرائيليين العالقين في المغرب، ما فيش أوسخ من كدة”.

واللافت في الأمر، أن المغرب رفضت عدة مرات نقل هؤلاء الإسرائيليين إلى مطار “تل أبيب”، كونها لات تقيم علاقات مع إسرائيل، غير أن دولة الإمارات تدخلت في هذا الأمر.

وسعت الإمارات، مؤخرا، إجلاء الإسرائيليين العالقين في المغرب، بسبب أزمة فيروس كورونا، من دون تنسيق أو تشاور مع البلد المضيف، ما أغضب الرباط وأفسد الأمر.

ويشهد الفضاء الإلكتروني، منذ فترة زمنية، هجوما إعلاميا إماراتيا على الحكومة المغربية ورئيسها سعد الدين العثماني (إسلامي)، متهما إياها بالفشل في مواجهة وباء “كورونا”.

وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع إسرائيل، لا تقيم أية دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.

لكن مسؤولين إسرائيليين أعلنوا، في أكثر من مناسبة خلال الأشهر القليلة الماضية، عن تحسن العلاقات مع دول عربية عديدة من دون تسميتها.

وزادت وتيرة التطبيع، خلال السنوات الماضية بين دول الخليج العربي وإسرائيل، عبر مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية واقتصادية تقيمها دول عربية، بينها الإمارات.

وبعد أن كانت إسرائيل في السابق تمتنع عن النشر عن علاقاتها مع دول عربية لا توجد معها علاقات دبلوماسية؛ لتجنُّب إحراج هذه الدول، أصبحت الآن أكثر انكشافاً مع بعض الدول العربية وفي مقدمتها الإمارات، في وقت لم تعد فيه أبوظبي تجد حرجاً في التصريح بها رسمياً.

وفي نوفمبر 2015، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية افتتاح ممثلية دبلوماسية لـ”تل أبيب” لدى وكالة الأمم المتحدة للطاقة المتجددة “إيرينا”، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها.

وأعلنت إسرائيل في 10 ديسمبر2019، مشاركتها في معرض “إكسبو دبي 2020″، مشيرة إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية يوفال روتيم، زار دبي، في إطار الاستعدادات لمعرض “إكسبو 2020″، ووقَّع على اتفاق المشاركة.

وفي 15 ديسمبر 2019، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن وفداً من كبار المسؤولين في وزارة القضاء الإسرائيلية توجهوا إلى الإمارات العربية المتحدة؛ للمشاركة في مؤتمر دولي حول مكافحة الفساد، ينظَّم بأبوظبي.

وصعد النظام الحاكم بدولة الإمارات وتيرة التطبيع مع إسرائيل، وكان آخر ذلك نشر حسابات سفارات دولة الإمارات في عدة دول، تهاني لليهود بمناسبة احتفالهم بما يسمى “عيد الحانوكا” (الأنوار) في ديسمبر.

وتمنَّت السفارات في تغريدات نشرتها على حساباتها بمنصة “تويتر”، “السعادة لليهود”، مضيفةً: “أطيب تمنياتنا لأصدقائنا في الديانة اليهودية بمناسبة اليوم الأول من عيد الأنوار”، وهو ما أنعش (إسرائيل) التي وصفت تلك الرسائل بـ”الدافئة”.

وقبل ذلك، تبادل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، تغريدات تروّج لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية، على منصة “تويتر”.

وأعاد نتنياهو نشر تغريدة لوزير الخارجية الإماراتي، على حسابه بـ”تويتر”، معرباً عن سعادته بما “يتم من تنسيق بين إسرائيل وبعض الدول العربية”.

ونصت تغريدة نتنياهو: “أرحب بالتقارب الذي يحدث بين إسرائيل والكثير من الدول العربية. لقد آن الأوان لتحقيق التطبيع والسلام”.

ورأي المحلل الإسرائيلي جاكي حوجي أن قادة الإمارات باتوا على استعداد للخروج بالعلاقات مع “تل أبيب” من السرية إلى العلن، وأن افتتاح “سفارة إسرائيلية” في أبوظبي لم يعد حلماً بعيد المنال.

كما أعربت الخارجية الإسرائيلية عن فخرها بارتفاع عَلمها بإحدى الدول العربية مجدداً، مارس 2019م، من خلال وفدها الرياضي المشارك في الأولمبياد الخاص الذي أقيم بدولة الإمارات، مؤكدة أنه أكبر وفد رياضي يمثلها في بطولة رياضية على أرض عربية.

ولم يتوقف التطبيع على الأرض فقط، بل وصل إلى الجو، بمشاركة رائد فضاء إماراتي الجنسية في رحلة إلى الفضاء في سبتمبر الماضي، كانت قد كشفت عنها سابقاً صفحة “إسرائيل بالعربية”  والتي قالت على موقع “تويتر”: إن الرحلة ستكون “بمشاركة رائد فضاء إماراتي ورائدة فضاء إسرائيلية”.

ونشرت الصفحة، يومها، صورة لرائدة الفضاء جيسيكا مائير، المولودة لأب إسرائيلي، والتي انطلقت إلى الفضاء، حاملةً العَلم الإسرائيلي.

كما أظهرت دولة الإمارات تقدماً غير مسبوق في دعم الديانة اليهودية ضمن خططها للتطبيع مع إسرائيل، من خلال إعلان موعد إنشاء أول معبد يهودي رسمي في البلاد والأكبر بالمنطقة، والذي سيكتمل في ثلاث سنوات ويُفتتح عام 2022.