موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

فيديو: انتهاكات مروعة ضد معتقلات الرأي في سجن الوثبة الإماراتي

469

فضحت مقاطع فيديو مسربة انتهاكات مروعة ضد معتقلات الرأي في سجن الوثبة سيء السمعة الإماراتي وما يمارسه النظام الحاكم من قمع واستبداد.

وقبل الثامن من مايو 2018 لم يكن العالم أو حتى المنظمات الدولية قد سمعوا باسم أمينة العبدولي أو حتى رفيقتها في نفس الزنزانة مريم البلوشي، إذ كانتا مجرد معتقلتين من بين نحو 500 يعيشون في عنبر النساء في سجن الوثبة سيء السمعة.

لكن تسجيلاتهما الصوتية التي نشرتها مواقع إعلامية ومنظمات دولية، وهما تناشدان العالم التدخل لإنقاذهما، كاشفتين فيها عن تفاصيل مروعة حول تعرضهما للتعذيب في سجون أمن الدولة الإماراتي، استقطبت اهتمامًا واسعًا بقضيتهما، وجعلت من أسمائهما حاضرةً في تقارير الأمم المتحدة.

وأثارت هذه التسجيلات غضب السلطات الإماراتية، إذ وجّهت تهمًا جديدةً ضدهما، وحاكمتهما بسبب هذه التسجيلات، وقد أصدر القضاء الإماراتي ضد مريم وأمينة حكمًا بالسجن لثلاث سنوات إضافية بتهمة “نشر معلومات تؤدي إلى الإخلال بالنظام العام”.

ورصد مركز مناصرة معتقلي الإمارات، التسلسل الزمني لأهم التسجيلات الصوتية لمريم وأمينة، التي نشرتها المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام:

التسجيل الأول، نشرته المنظمة العربية لحقوق الأنسان في بريطانيا في 8 مايو 2018 عبر يوتيوب، وظهر فيه صوت أمينة، تقول فيه إنها كتبت مع مريم تفاصيل الاعتقال، وما تعرضتا له من تعذيب في سجن أمن الدولة، ويظهر في التسجيل، أن الأمن اقتحم بيت أمينة يوم 16 نوفمبر 2015 دون مذكرة من النيابة العامة، وتطرقت في الرسالة لظروف الاعتقال والتحقيق والتعامل في السجن.

وأضافت أمينة أنها تعرضت للتعذيب والضرب على الوجه والرأس، وأغمي عليها من شدة التعذيب، وأضافت أنها أضربت عن الطعام فترات متقطعة احتجاجًا على سوء المعاملة.

وفي السياق نفسه، قالت مريم إنها اعتقلت حينما كانت في السنة الأخيرة في كلية التقنية عام 2015، واقتيدت لأحد السجون التابعة لأمن الدولة، وبقيت فيه خمسة أشهر، وتم التحقيق معها، وتعرضت للضرب والتعذيب والتهديد بالاغتصاب وإسقاط الجنسية، وذكرت أنها تعاني من إصابة بالحول في عينها اليسرى وآلام في الظهر بسبب التعذيب، مشيرة إلى أنها هي الأخرى دخلت في إضراب عن الطعام مرات عديدة.

بعدها بأيام، وفي 23 مايو 2018، نشر المركز الدولي للعدالة، تسجيلاً جديدًا لأمينة تناشد فيه المنظمات الدولية التدخل لإخراجها من سجن الوثبة، في بداية التسجيل تشير أمينة إلى خروجها من سجون أمن الدولة، ونقلها إلى سجن الوثبة بعدما عانت من التعذيب النفسي والجسدي، ثم تكشف بعض التفاصيل عن الوضع المأساوي داخل سجن الوثبة.

وكشفت أمينة في هذا التسجيل أن الغرف مكتظة، وتحتوي في بعض الأحيان على سجينات من 10 جنسيات في غرفة واحدة، مشيرة إلى أن الغرفة تحتوي عادة على 20 سجينة رغم أنها لا تتسع سوى لـ 8 فقط، وهو ما يؤثر على تهوية الغرفة التي تكون فيها المكيفات معطلة أغلب الوقت، مؤكدة أن المكيفات في عام 2017، بقيت معطلة مدة 6 أشهر وسط انقطاع المياه لساعات طويلة خلال اليوم.

وفي 29 مايو 2018 نشر المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، تسجيلاً صوتياً للمعتقلة مريم البلوشي، تحدثت فيه عن تراجع حالتها الصحية، وأنها أصبحت تتقيأ دماً، بسبب سوء التغذية وانعدام التهوية والمعاملة السيئة من قبل الضباط، مؤكدة أن تلبية أي طلب لهم -مهما كان بسيطاً- كالذهاب إلى المكتبة أو العيادة لا يكون إلا بعد صراع طويل.

كما قالت في التسجيلات إن الوضع الصحي للمعتقلة علياء عبد النور سيء للغاية، وأنها على وشك الموت، كما أشارت إلى تهديدات المحققين لها بنقلها إلى سجن الوثبة أثناء فترة التحقيق.

ثم نشر المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان في 21 يونيو 2018، تسجيلًا جديد لأمينة، قالت فيه إنها تعرضت لتعذيب في سجون أمن الدولة، أدى إلى اعوجاج أسنانها السلفية وإصابتها في عينها، مشيرة إلى أنها رغم مطالبتها بالعلاج مراراً وتكراراً، لكنها لم تحصل عليه، إلا بعد أن أضربت عن الطعام.

وكشفت أمينة، أنه بعد 3 أسابيع من إضرابها عن الطعام تراجعت حالتها الصحية، ووضعوا لها محلولاً مغذياً، لكن الطبيبة هددتها بوضع السم في ذلك المحلول، كما أشارت إلى محاولات المحققين تحطميها نفسياً، عبر إخبارها من قبل المحققين أن أولادها مشتتون في الدراسة.

وفي 12 نوفمبر 2018 نشر المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان تسجيلاً جديداً للمعتقلة مريم البلوشي، قالت فيه إن التحقيق معها استمر ثلاثة أشهر، ثم أجبرت على التوقيع على أوراق التحقيق التي سجلت أقوالها تحت الضغط والضرب، مشيرة إلى أن المحقق أخبرها أن ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، أعطى ضوءاً أخضراً لتعذيبها.

تحدثت مريم أيضاً عن الظروف السيئة التي تعيشها في سجن الوثبة، وأنها طالبت عدة مرات بنقلها إلى سجن آخر، لكنها قوبلت بمزيد من التعذيب، حيث قيدت يداها ورجلاها 3 أيام، وأضافت، أنهم منعوا محاميها من زيارتها، وتحدثت عن ظروف التحقيق معها في النيابة التي استمرت لنحو 8 ساعات، رغم مرضها وإرهاقها.

بعدها بأسبوع، نشرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا في 29 نوفمبر 2018، تسجيلاً جديداً لمريم البلوشي موجهاً إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة طالبات فيه بفتح تحقيق دولي حول أوضاع المعتقلين في سجن الوثبة.

وقالت مريم في التسجيل إن الطعام الذي يقدم في السجن رديء للغاية، ويكون في كثير من الأحيان غير مطهو، مشيرة إلى أن كثيراً من المعتقلات تدهور وضعهن الصحي بسبب قذارة السجن، وعدم وجود الرعاية الصحية المناسبة، كاشفة أن إحدى المعتقلات تعاني من آلام شديدة منذ 4 أشهر بسبب سرطان القولون، لكن إدارة السجن لم تنقلها للمستشفى ولا يتم معالجتها إلا بالمسكنات.

وفي 12 فبراير 2019، تدوالت مواقع إعلامية تسجيلاً صوتياً تناشد فيه أمينة، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من أجل نقلها من سجن الوثبة، إلى سجن قريب من إمارة الفجيرة حتى تتمكن من رؤية أولادها.

وفي 5 أبريل 2020 نشرت منظمة “نحن نسجل”، تسجيلاً جديداً لأمينة، ناشدت فيه منظمة العفو الدولية، والمنظمات الحقوقية التدخل للإفراج عنها وبقية المعتقلات، لاسيما في ظل تفشي فيروس كورونا.

وأكدت أمينة في التسجيل دخولها في إضراب عن الطعام في 23 فبراير 2020، احتجاجًا على سوء المعاملة وفتح قضية جديدة ضدها ومريم، بسبب تلك التسجيلات، التي ناشدت فيها منظمات حقوق الإنسان التدخل لوقف الانتهاكات، مشيرة إلى أنها عوقبت، هي ومريم بالسجن الانفرادي حتى تاريخ 12 مارس 2020.

وقد كان التسجيل الذي تم نشره في 5 أبريل 2020، هو آخر التسجيلات التي وصلت من أمينة العبدولي ومريم البلوشي. فبعده تم نقل المعتقلتين إلى مكان مجهول وانقطعت أخبارهما بشكل كامل، وقد علم مركز مناصرة معتقلي الإمارات أن القضاء الإماراتي أصدر في الـ28 أبريل الماضي حكماً بالسجن 3 سنوات ضدهما بسبب مناشدتهما المنظمات الدولية.

وكانت مريم وأمينة تعتقدان أن مناشدة المنظمات الدولية سوف تساعدهما على الأقل في إيقاف الانتهاكات التي تمارسها السلطات الإماراتية ضدهما داخل السجن من ضرب وحرمان لأبسط الحقوق، ولكنهما لم تكونا تعرفان أن هذه المناشدة ستزيد وضعهما سوءً.