موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مطالب فلسطينية للإمارات بالتراجع عن المشاركة بمؤتمر أمريكي لتصفية القضية الفلسطينية

227

طالبت منظمة التحرير الفلسطينية دولة الإمارات العربية المتحدة غيرها الدول العربية التي أعلنت مشاركتها في مؤتمر أمريكي سيعقد في البحرين الشهر المقبل كأول خطوة تنفيذ صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية بإعادة النظر في موقفها من المشاركة.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات على تويتر “نطلب من الدول العربية التي وافقت على حضور ورشة عمل المنامة إعادة النظر في موقفها، والاستجابة لموقف الإجماع الفلسطيني، بعدم الحضور ، والتمسك بمبادرة السلام العربية وقرارات قمة الظهران وقمة تونس”.

وتنظم الإدارة الأميركية يومي 25 و26 حزيران/يونيو المقبل مؤتمراً اقتصادياً في البحرين يركز على الجوانب الاقتصادية لخطة السلام التي طال انتظارها، وباتت تعرف في أوساط الفلسطينيين باسم “صفقة القرن”. وقد أعلنت السلطة الفلسطينية الرافضة للخطة عدم مشاركتها في المؤتمر.

في المقابل أعلنت الإمارات يوم الأربعاء الماضي رسمياً أنها ستشارك في هذا المؤتمر الاقتصادي، كأول الدول العربية التي تعلن هذا الموقف التطبيعي.

وتتورط دولة الإمارات بعار التطبيع مع إسرائيل منذ سنوات لكن أبو ظبي كثفت من خطوات التطبيع مؤخرا في إطار تماهيا في تنفيذ صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية.

وعلى الرغم من الموقف الحاسم للسلطة الفلسطينية بمقاطعة ورشة “السلام من أجل الازدهار”، تصرّ الإدارة الأميركية على عقدها في العاصمة البحرينية المنامة يومي 25 و26 يونيو/ حزيران المقبل، التي ستكون بمثابة الخطوة الأولى العلنية في سياق تنفيذ خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً باسم “صفقة القرن”.

وكشفت مصادر دبلوماسية تفاصيل عدد من المشاريع الاقتصادية المقرر طرحها بالشراكة مع الولايات المتحدة. وبحسب المصادر التي اطلعت على جانب من المشاورات الإقليمية الخاصة بهذا الشأن، فإن كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، توصلا إلى تفاهمات مع قيادات دول خليجية على الخطوط العريضة لعدد من المشاريع الاقتصادية في المنطقة العربية.

وقالت المصادر إن “من بين المشاريع المستهدفة، مراكز لإنتاج الطاقة، بما في ذلك محطات توليد كهرباء عملاقة، ومشروع ربط كهربائي تكون أطرافه مصر، والسعودية، وفلسطين. مع العلم أن مشروع الغاز الإقليمي تشارك فيه مصر والأردن وإسرائيل”.

وأضافت المصادر أن “من بين المشاريع المطروحة تحالفات مصرفية برأس مال عربي إسرائيلي”، لافتة إلى أنه “تم التوافق على توزيع تلك المشاريع في عدد من العواصم العربية ذات الثقل الإقليمي بشكل متوازن”، من دون أن تكشف مزيداً من التفاصيل بشأن الدول التي ستنخرط في هذه المشاريع، وما هو موقف البعض منها.

واعتبرت المصادر أن “الورشة الاقتصادية التي تستضيفها المنامة، ستشهد إعادة طرح مشاريع وخطط اقتصادية قديمة بثوب جديد، وفي مقدمة تلك المشاريع (قضبان السلام)، الذي يعدّ تطويراً لفكرة خط الحجاز القديم”.

وبحسب المصادر، فإن “مشروع قضبان السلام الذي كشف عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق من العام الماضي، يستهدف إيجاد خط تجاري من البحر المتوسط وصولاً إلى الخليج، مروراً بالأراضي الفلسطينية المحتلة. ويُخطَط أن يمر خط السكة الحديد من هناك إلى السعودية، على أن يمر بالحدود الأردنية ومدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

ويأتي المشروع الجديد لتحويل دولة الاحتلال إلى جسر برّي يربط الشرق بالغرب، على أن يكون الأردن مرتبطاً بالسعودية ودول الخليج والعراق، وصولاً إلى البحر الأحمر من خلال خليج العقبة ومدينة إيلات جنوباً.

وكشفت المصادر أن “الفترة الماضية شهدت لقاءات، جمعت رجال أعمال خليجيين ومصريين بمسؤولين في الولايات المتحدة، من المشرفين على تنفيذ صفقة القرن، بحضور مسؤولين ورجال أعمال إسرائيليين”.

وأفادت بأنه “تم ترتيب زيارات مماثلة لرجال أعمال فلسطينيين مقيمين في الضفة للولايات المتحدة، لتنفيذ شراكتهم في عدد من المشاريع التي يتم التخطيط لتنفيذها ضمن الصفقة، على الرغم من الصعوبات المتوقع أن تواجههم في ظل المقاطعة الرسمية للمؤتمر والرفض الشعبي له”. وقال مصدر مصري مسؤول مقرب من دوائر صناعة القرار، إن “60 في المائة من صفقة القرن تم تطبيقه بالفعل فلسطينيّاً، وأن الجزء الأكبر المتبقي من الصفقة، هو الخاص بالترتيبات الإقليمية”.

وكانت إدارة ترامب قد فرضت عدداً من الخطوات التي تعتبر أنها أساسية لفرض خطة إملاءاتها لتصفية القضية الفلسطينية، بما في ذلك الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ومنح إسرائيل الضوء الأخضر لزيادة الاستيطان، والعمل على تفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” التي تخوض عملياً معركة بقائها.

واللافت أن عدداً من القرارات الخاصة، التي اتخذتها بعض الدول العربية أخيراً بتيسير إجراءات الإقامة الدائمة، وتسهيل حركة الفلسطينيين، وأبناء فلسطينيي 48، بعد أن ظلوا لفترة طويلة مقيدين، كلها قرارات ليست ببعيدة عن الترتيبات الخاصة بـ”صفقة القرن”.

وتتهافت الإمارات على إسرائيل وتقديمها شيكاً على بياض للإدارة الأمريكية ما أسهم في التسريع بتنفيذ اصفقة القرن وتنامي آمال واشنطن في التوصل لإنجاز الجانب الأكبر منها.