موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

مليشيات الإمارات في اليمن والعمل خارج إطار الدولة بغرض الإجرام

263

المليشيات هي المجموعات المسلحة التي تعمل خارج إطار الدولة، ولا تخضع لقوانينها، ولا تتبع مؤسسات الدولة العسكرية، ولها أهداف تسعى إلى تحقيقها بقوة السلاح، كمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا ومليشيات الحراك الجنوبي المدعومة إماراتيا، والتي تحمل أسماء عدة، مثل: الحزام الأمني، النخبة الحضرمية، النخبة الشبوانية.

ومنذ انطلاق “عاصفة الحزم”، بقيادة العربية السعودية والإمارات، أعلن التحالف العربي تعهده استعادة الشرعية اليمنية، وجعل الحفاظ على وحدة اليمن أحد أهداف التدخل العسكري هناك.

بيد أنّ الواقع يقول إنّ الإمارات، وهي الطرف الثاني الرئيسي في هذا التحالف، تدعم بشكل منقطع النظير فصائل ومليشيات في جنوب اليمن، تدعو ليل نهار إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله، والحديث عن الدعم الإماراتي لهذه الفصائل هو عن دعم سياسي وعسكري ولوجستي ومالي أيضا.

عملت هذه المليشيات، ومنذ اليوم الأول لتحرير عدن والمحافظات الجنوبية من سيطرة الانقلاب الحوثي، على تقويض الدولة ومؤسساتها، وإهدار مواردها والعبث بالأمن والاستقرار فيها.

وإذا تحدثنا عن جرائم هذه المليشيات التي تساوت مع مليشيات الانقلاب الحوثي في الإجرام، فإن القائمة تطول، ولكني سأذكر بعض موبقات هذه المليشيات، والتي وثقتها منظمات حقوقية عديدة، ابتداء من عدم الاعتراف بشرعية الرئيس هادي ومعارضة قراراته وعرقلتها، بل وصل الأمر لمنع الرئيس شخصيا من الهبوط في مطار عدن، بل والمواجهة المسلحة مع الألوية الرئاسية، وصولا إلى السجون السّرية التي تخفي مئات المعتقلين والاغتيالات التي طالت نشطاء سياسيين وخطباء جوامع، تهمتهم الوحيدة أنهم مع وحدة اليمن، أرضا وإنسانا، إضافة إلى الاعتقالات خارج إطار الدولة، وممارسة التمييز العنصري المناطقي تجاه أبناء المحافظات الشمالية الموجودين في عدن، وما خفي كان أعظم، وهذا ما يصنّفه اليمنيون تحت باب عمالة وارتزاق.

باختصار، هناك جهتان تديران الدولة في المناطق الجنوبية، الأولى السلطة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً، والتي تحظى بدعم شعبي مطلق كونها الممثلة الوحيدة له.

والجهة الثانية هي ما يسمّى المجلس الانتقالي، وهو الوجه السياسي للمليشيات المتحدث عنها أعلاه، وهو الذي يحظى بدعم دولة الإمارات واعترافها. وهنا المفارقة العجيبة التي عجز اليمنيون عن فهمها، إذ كيف تكون طرفا في تحالف قام على أساس دعم الشرعية اليمنية واستعادتها، في حين تعمل على تقويض هذه الشرعية، بدعم مكونات ومليشيات لا تعترف بالشرعية، بل هي ألد أعدائها، وإن كنت تعلم سبب هذا التناقض فتلك مصيبة، وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم.