موقع إخباري يهتم بفضائح و انتهاكات دولة الامارات

إمارات ليكس ترصد.. وفد من النظام الإماراتي زار إيران سرا

137

تم الكشف عن زيارة مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد إلى إيران خلال اليومين الأخيرين في استمرار لتقرب أبوظبي من طهران على حساب تحالفها المعلن مع المملكة العربية السعودية.

وتعد زيارة بن طحنون الذي يوصف بأنه رجل الظل للنظام الإماراتي الأرفع مستوىً منذ بدء التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، خلال الأشهر الأخيرة، بحسب ما كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني.

وتتزامن الزيارة مع أخرى يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني عمران خان، إلى طهران، للوساطة بين السعوديّة وإيران، لكن هذه الوساطة لا زالت غير معروفة الأهداف، مثل إن كانت تهدف إلى تجنّب تصعيد عسكري فقط أو إلى تسوية شاملة، خصوصًا بعد الانسحاب الإماراتي من اليمن، ووقف السعودية لهجماتها الجويّة.

وتأتي هذه الزيارة، وفق “ميدل إيست آي”، بعد إشارات عديدة على أن الإمارات بدأت تتبّع “خطًا ليّنًا” في التعامل مع إيران بعد الهجمات على أربع ناقلات نفط قرب ميناء الفجيرة الإماراتي، في أيار/ مايو الماضي.

وتعتقد الاستخبارات الأميركيّة أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراء هذه الهجمات “بشكل مباشر”، لكن الإمارات لم تتهم إيران رسميًا بذلك، وسحبت قواتها من اليمن “خشية من تطور الأوضاع عسكريًا مع إيران”، وبدلا من الاتهام أرسلت الإمارات فريقًا من سلاحها البحري للتفاوض مع البحرية الإيرانيّة.

ومنذ ذلك الحين، غيّرت الإمارات من لهجتها تجاه إيران، وعزت صحف غربيّة ذلك إلى خلافات بين حكام إماراتي دبي وأبو ظبي، وإلى الخشية من أن تتحوّل الإمارات إلى ساحة حرب جارتيها الكبيرتين، السعودية وإيران.

وأمس الأحد أعلن خان خلال مؤتمره الصحافي مع روحاني، أن “السبب الرئيس” لزيارته إلى إيران “هو منع وقوع حرب جديدة في المنطقة”، فيما رحب روحاني، بالجهود الرامية لحل أزمة الخليج.

وقال روحاني “أكدنا لرئيس وزراء باكستان أن أي حسن نية وكلام طيب سيرد عليه بشكل مماثل”، بحسب وكالة “فارس” الإيرانية.

وأوضح أنه “بالنظر إلى حسن النية التي يحملها عمران خان حيال شؤون المنطقة، لذلك نتلقى جهوده بصدر رحب، وندعمه من أجل عودة السلام والاستقرار الكامل إلى المنطقة”، وأضاف “رئيس وزراء باكستان أثار قضايا ترتبط بالأمن في منطقة الخليج ذات الحساسية، وهي تحوز على تأييدنا”.

وأشار إلى أنه “اعتبر إنهاء حرب اليمن مفتاحا لحل المشكلة ويمكن أن يشكل بداية طيبة”، كما ذكر روحاني أنهما أكدا أن “شؤون المنطقة ينبغي أن تحل عبر السبل السياسية والحوار”.

ولفت الرئيس الإيراني إلى أنه أطلع رئيس وزراء باكستان على “مخاطر الكيان الصهيوني” على المنطقة، مشيرا إلى أن الجانبين تباحثا حول “الحظر الأميركي الظالم على الشعب الإيراني والذي يعد إرهابا اقتصاديا، كما بحثا مسألة إعادة الاتفاق النووي إلى وضعه السابق وطرق وضع هذا الاتفاق حيز التنفيذ”.

من جهته، قال رئيس الوزراء الباكستاني إن بلاده لا تريد حربا بين الرياض وطهران، وتؤمن بأن “الخلاف بينهما يمكن حله عبر الحوار”، وأضاف أن السبب الرئيسي لزيارته الحالية لطهران “العمل على الحد من التوتر في المنطقة، فنحن لا نحتاج إلى أزمة أخرى بها”.

وتابع قائلًا “تحدثنا اليوم عن العلاقات الثنائية والتجارة والمساعدة لبعضنا البعض، لأن إيران وباكستان لديهما علاقات طويلة الأمد وأن باكستان لم تنس مساعدات إيران”.

ووصل رئيس الوزراء الباكستاني، الأحد، إلى إيران في زيارة تجري بطلب من الولايات المتحدة والسعودية بهدف محاولة خفض التوتر المتزايد في الخليج.

يأتي ذلك، بعدما ذكرت الحكومة الإيرانيّة أن عمران خان نقل رسالة من محمد بن سلمان، يطلب فيها “الحوار مع طهران”.

وشهدت سياسة دولة الإمارات الخارجية تغييرات ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، أبرزها التوصل إلى تفاهمات أمنية مع إيران مطلع الشهر الماضي بعد زيارة وفد عسكري من أبوظبي إلى طهران للمرة الأولى منذ ستة أعوام.

وما تم إعلانه من تفاهمات سرعان ما ألقى بظلال مباشرة على التوازنات السياسية والعسكرية في اليمن، وجعلت السعودية مرمى الهدف السهل للحوثيين، بالتزامن مع استمرار التصدع داخل التحالف الذي تقوده الرياض وأبوظبي في اليمن.

وبينما تعبث الإمارات باليمن، يأتي الحوثيون لإنقاذهم وصرف الأنظار عما يحدث في جنوبي البلاد، من خلال إشغال الرياض بهجمات بطائرات مسيَّرة، تستهدف مطارات وقواعد عسكرية ومنشآت نفطية، يرى كثيرون أنها خدمات متبادلة بين جماعة الحوثيين وأبوظبي.

ويبدو أن التفاهمات الأخيرة بين أبوظبي وطهران أفلحت بتوازنات جديدة على الأرض اليمنية، من خلال تقاسم البلاد بينهما، وتمكين الحوثيين من مدن الشمال، وسيطرة الإمارات عبر قوات موالية لها على المحافظات الجنوبية، وترك الرياض تقاتل الحوثيين على حدودها وحماية أراضيها من القصف المستمر.

وبينما لا يزال الغضب بين اليمنيين ضد الإمارات بسبب تحركاتها جنوبي البلاد، ورفض الحكومة اليمنية محاولة السعودية إرغامها على التفاوض مع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي انقلب على الشرعية في أغسطس الماضي، بدعم من أبوظبي، فوجئت الرياض في الـ14 من سبتمبر 2019، بهجوم حوثي على منشأتين لشركة أرامكو.

وأعلنت جماعة الحوثي المسلحة مسؤوليتها عن الهجوم بطائرات مسيَّرة دون طيار، على مصنعين تابعين لشركة “أرامكو” النفطية بمحافظة بقيق وهجرة خريص شرقي المملكة، في حين أكدت المملكة وقوع الهجوم.

وتوعد المتحدث باسم الحوثي، الرياض بشن مزيد من الهجمات، مبيناً أن “بنك أهداف الهجمات في السعودية يتسع، بفضل المعلومات الاستخباراتية الدقيقة وتعاون الشرفاء داخل المملكة”.

هذا الهجوم جاء الحديث عنه مع الأنباء التي تحدثت عن وصول تعزيزات عسكرية سعودية خلال الأيام الماضية (مطلع سبتمبر)، إلى القوات اليمنية في شبوة، لمواجهة قوات “الانتقالي الجنوبي”، ورفض الرياض تحركات أبوظبي في جنوبي اليمن.

وفي هذا الإطار قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إنّ الإمارات أصبحت المستفيد الاقتصادي الرئيسي من الهجمات على أرامكو في السعودية.

وأضافت الصحيفة، أن الإمارات زادت من صادراتها النفطية خلال الأسبوعين الأخيرين بنحو 100 ألف برميل يومياً، كما أدت دوراً رئيسياً في المساعدة على استبدال المنتجات المكررة التي كانت عرضة للإلغاء من السعودية.

وكشفت الصحيفة أن السعودية تشتري أيضاً خام مربان من الإمارات القريب من خصائص النفط العربي الخفيف الذي لا تستخدمه كثيراً للتكرير في مصافيها النفطية، ما يرجح أنها تبيعه لسد الثغرات في المعروض لديها.

وبينما كان التوتر قد بلغ أقصاه في جنوبي اليمن، بعدما سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي على مدينة عدن بالكامل بدعم إماراتي، منتصف أغسطس الماضي، وهو ما دفع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، للذهاب إلى الرياض للتشاور، في الوقت الذي كانت فيه منشأة نفطية سعودية تستعد لتلقي ضربة جديدة.

بعد 3 أيام فقط من سيطرة القوات الموالية للإمارات على عدن، أعلنت السعودية في 17 أغسطس الماضي، تعرُّض حقل شيبة البترولي، جنوب شرقي البلاد، لـ”عمل إرهابي” بطائرات مسيَّرة.

وأعلنت جماعة “الحوثي” تنفيذ هجمات بـ”10 طائرات مسيَّرة” استهدفت منشآت نفطية تابعة لشركة “أرامكو” جنوب شرقي السعودية.

ويؤكد محللون وقوف الإمارات بشكل غير مباشر خلف الهجمات على المرافق الحساسة في المملكة، خصوصا أمن هذه الهجمات تضاعفت على السعودية منذ توقيع الإمارات وطهران الاتفاقات الأمنية، وسط تساؤلات “لماذا لا يستهدف الحوثيون الإمارات؟”.

والجواب يبدو واضحا وهو أن الإمارات على الأرض تقدم للحوثيين خدمات كبيرة من خلال حربها على الشرعية ونقل المعارك إلى المناطق المحررة.

وفي أغسطس الماضي، نشر دبلوماسي سعودي وثيقة خطيرة تكشف تورط دولة الإمارات العربية المتحدة، الحليف الأقوى للسعودية، في دعم المليشيات الحوثية لاستهداف المملكة.

ونشر الدبلوماسي السعودي السابق سلطان الطيار، في تغريدة له على “تويتر”، جزءاً من تقرير مجلس الأمن، الذي أشار إلى اعتراض قوات الشرعية في مأرب شحنة طائرات قادمة من دبي تم شراء مكوناتها عبر الإمارات (ذكرت اللجنة اسم البنك ورقم الحساب)، ثم تركّبها شركة إيرانية وترسلها إلى اليمن من خلال دبي، كما يتحدث التقرير.

ويؤكد محمد المسوري محامي الرئيس اليمني السابق، أن الإمارات هي التي “تهرب الطائرات المسيَّرة للحوثيين”.

وقال في تغريدة نشرها على “تويتر”: “هذا ليس قولي وإنما تقرير فريق الخبراء الدوليين، أَبَعد هذا تقولون لنا إن الإمارات جاءت لدعم إعادة الشرعية؟! كيف تريدون منا أن نوجه البوصلة نحو تحرير صنعاء والإمارات تقاتلنا من الأمام وتطعننا من الخلف؟!”.

ولم يكن مستغرباً ما أوردته عديد من التقارير، التي تؤكد الدعم غير المحدود الذي ظلت أبوظبي تقدمه للحوثيين، قبل سيطرتهم على صنعاء في 2014، ومساعدتهم على التقدم من صعدة وحتى دخول صنعاء، وذلك في إطار حربها على ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن.

وفي يوليو 2014، استقبلت أبوظبي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين آنذاك علي البخيتي، بصفته مبعوثاً خاصاً للجماعة إلى الإمارات، وأجرى لقاءات مع مسؤولين رفيعين في أبوظبي، تزامنت مع سقوط عمران في يد الحوثيين والذي تتابعت بعده الأحداث المتمثلة في محاصرة العاصمة اليمنية صنعاء بالحشود والمسلحين.

وفي تقرير آخر، نُشر في أبريل من عام 2015، كشف الباحث الأمريكي والصحفي الاستقصائي نفيز أحمد، أن دولة الإمارات دعمت مليشيات الحوثيين في اليمن بمبلغ مليار دولار، وذلك عن طريق نجل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

ونقل الباحث، في مقال نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عن مصدر مقرب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قوله إن الإمارات أدت دوراً رئيساً في تقدُّم الحوثيين باليمن من خلال تقديم تمويل العملية لـ”صالح”.

يشار إلى أن الجنرال السعودي أنور عشقي كان أكد في لقاء له مع قناة “روسيا اليوم”، عام 2016، أن الإمارات دعمت الحوثيين في اليمن بالمال مقابل ضرب “فئة معينة”، لم يسمها حينها، إلا أن مراقبين اعتبروا أن الفئة هي حزب الإصلاح اليمني (محسوب على جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها أبوظبي والرياض إرهابية).

وفي يوليو الماضي، كشف نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، عن وجود قنوات تواصل سرية بين الحوثيين والإمارات عبر إيران.

وقال “نعيم” في حوار مع قناة “الميادين”: إن “هناك لقاءات تحصل بين مسؤولين من الإمارات ومسؤولين من الحوثيين، لتنظيم خطوات لاحقة في عملية الانسحاب الإماراتي من اليمن”.