كشفت مصادر يمنية رسمية عن تحركات إماراتية أمريكية في جبهات الساحل الغربي في اليمن استعداداً لإطلاق عملية عسكرية ضد قوات صنعاء بهدف كسر الحصار عن إسرائيل المفروض في البحر الأحمر.
وقالت المصادر ل”إمارات ليكس”، إن الإمارات تحشد فصائلها وتشرف على استقدام مرتزقة جدد من السودان إلى مديرية المخا بمحافظة تعز الواقعة تحت سيطرة قوات طارق عفاش للبدء بتنفيذ عملية عسكرية برية بمشاركة جوية ضد قوات صنعاء.
وأضافت أن العملية العسكرية تشمل جبهات محافظتي تعز والحديدة بدعم عسكري أمريكي بريطاني إسرائيلي بمشاركة جوية وبحرية.
وبحسب المصادر فإن العملية العسكرية ستشارك فيها قوات طارق عفاش وعدد من ألوية العمالقة الجنوبية ومرتزقة السودان.
وذكرت أن التحركات الإماراتية تأتي في ظل تنسيق واسع للفصائل العسكرية الموالية للشرعية وتشكيل غرفة عمليات مشتركة بهدف إشعال الجبهات خدمة للعدو الإسرائيلي ومحاولة إشغال قوات صنعاء التي تشارك في مساندة الشعب الفلسطيني وأهل غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية على يد إسرائيل.
وأكدت المصادر أن التحالف الأمريكي البريطاني بعد فشلهم في وقف هجمات القوات المسلحة اليمنية ضد سفن إسرائيل في البحرين الأحمر والعربي بشن غارات وقصف على عدد من المحافظات أقرو تصعيد عملياتهم بتنفيذ عملية برية وجوية ضد قوات صنعاء.
ووفق المصادر فإن القوات المسلحة اليمنية حذرت في بياناتها من مشاركة أي دولة في أي اعتداء على اليمن ستكون ضمن بنك الأهداف وسيكون الرد عليها قاسي ومؤلم.
وقبل أسبوعين كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن تطور خفي خطير يتعلق بتحريك دولة الإمارات مرتزقتها لخلط الأوراق في البحر الأحمر في ظل هجمات جماعة أنصار الله “الحوثيين” ضد السفن المتجهة لإسرائيل.
وقالت المصادر ل”إمارات ليكس”، إن الامارات عمدت إلى تجنيد مجاميع متطرفة لإطلاق هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وذلك لخلط الأوراق وزعزعة الملاحة الدولية.
وذكرت المصادر أن من ضمن الخلايا عناصر من (داعش) منهم المدعو عبدالله شعيفان البكري الملقب (أبو المهاجر) والذي تم رصد لقائه بالضابط الاماراتي اللواء احمد سيف المهيري في مقر التحالف السعودي ـ الإماراتي.
وشكلت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا تحالفا جديدا ضد الحوثيين في اليمن، والذين يفرضون حصارا ناريا على ميناء إيلات الإسرائيلي من خلال استهداف السفن التجارية المتوجهة إليه عبر مضيق باب المندب.
ولم يرد اسم الإمارات ضمن قائمة الدول المشاركة في التحالف المذكور الذي أعلنت الولايات المتحدة تشكيله في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وجاء ذلك رغم أن الإمارات تعتبر ضلعا رئيسيا في التحالف العربي ضد الحوثيين وانخرطت بحرب عدوانية على اليمن منذ سنوات لخدمة مؤامراتها.
لكن أبو ظبي عانت من تعليق الإدارة الأمريكية صفقات سلاح مهمة معها، وعلى رأسها صفقة طائرات إف–35 الحربية، بسبب حرب اليمن، وهو ما جعلها تتريث في قبول الانضمام إلى تحالف حارس الرخاء.
لكن قناة كان الرسمية الإسرائيلية، أوردت أن الإمارات أكّدت أنّها تدرس مسألة انضمامها إلى التحالف البحري في البحر الأحمر، إذا أقرّت واشنطن توجيه ضربة مهمة جدا ضد الحوثيين.
وسبق أن أعلنت الإمارات في ربيع 2023 انسحابها من القوات البحرية المشتركة، والتي كانت تضم 38 دولة بقيادة الولايات المتحدة، ومهمتها حماية الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر من القرصنة و”الإرهاب”.
ولم توضح الإمارات حينها سبب الانسحاب، لكن صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت في تقرير لها نقلا عن مصادر أميركية وخليجية أن الإمارات كانت محبطة من عدم رد الولايات المتحدة على احتجاز إيران ناقلتي نفط في خليج عمان.
بينما التحالف الجديد، سيلعب دورا دفاعيا، أي أنه سيكتفي بإسقاط مسيّرات الحوثي وصواريخه الباليستية التي تستهدف السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية أو تلك التي تستهدف مدينة إيلات على ساحل البحر الأحمر.
من جهتها قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إن الجهود الأمريكية لمواجهة الحوثيين في اليمن وهم يهاجمون السفن في أحد أهم الممرات المائية في العالم تواجه حاجزًا كبيرًا بسبب الخلافات بين حلفاء واشنطن العرب.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على الأمر قولهم إن “اثتنين من أهم الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب الأهلية الطويلة الأمد في اليمن، السعودية والإمارات، تدعمان الفصائل المتنافسة ضد الحوثيين.
وقالت المصادر إن مواقفهم المختلفة تعقد المحاولة التي تقودها الولايات المتحدة لصياغة رد متماسك على الجماعة المدعومة من إيران.
وأشارت إلى أن الإمارات تضغط من أجل القيام بعمل عسكري وتريد من الولايات المتحدة إعادة تصنيف الحوثيين على أنهم “إرهابيون”، وفقًا لمسؤول يمني تدعمه أبو ظبي.
وتقول إليونورا أرديماني، الخبيرة في شؤون اليمن وزميلة الأبحاث الأولى في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية: “يعتقد الإماراتيون أنه يجب تقييد الحوثيين وتقويضهم وإضعافهم”.
ولفتت الوكالة إلى أن الرياض تدعم نهجا أكثر اعتدالا، خوفا من أن أي عمل عدائي سيؤدي إلى استفزاز الحوثيين ليصبحوا أكثر عدوانية، وفقا لأحد أعضاء الفريق السعودي الذي يتفاوض مع الحوثيين.
وقال المصدر بحسب الوكالة إن ذلك قد يعرض للخطر الهدنة الهشة في حرب اليمن ويحبط محاولة السعودية للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع الحوثيين.